- زكريا: نراهن على دخول موسوعة غينيس بأكبر حملة تطوعية في العالم
أسامة دياب
دشنت النائبة د.معصومة المبارك عصر أول من أمس مقر أكبر عمل تطوعي تشهده الكويت حملة «مسعف الفريق»، حيث تواجدت مع المتطوعين في الخيمة المقامة على شارع الخليج لاستقبال وتسجيل المتطوعين.
وقالت المبارك خلال تواجدها في الخيمة التي نصبت أمام نادي اليخوت على شكل علم الكويت، أن الكويت تستحق منا الكثير، ونحن نفديها بأرواحنا، وكلنا يد واحدة من أجل هذا الوطن، وقد اخترنا هذا الموقع على شارع الخليج حتى يرى الناس هذا العمل الشعبي والتطوعي القائم على الشباب الكويتي الواعد، هؤلاء الشباب الذين حركهم الحماس للانضمام إلى الحملة، التي تحمل شعار «احنا لها».
وأوضحت أن الحملة تهدف إلى توفير كوادر وطواقم من الشباب والشابات من جميع الأعمار، قائلة ان هذا الشباب بعد أن يتم تدريبه في دورة للإسعافات الأولية يكون مستعدا لتقديم يد العون في الحالات الطارئة، كما أنه سيكون باستطاعته مساعدة المرضى.
وأشارت إلى أن الحملة قد انطلقت من الدائرة الأولى لكنها تضم متطوعين من جميع الدوائر، فهي حملة لكل الكويتيين بل لكل من يعيش على أرض الكويت ويحبها، لافتة إلى أن ضمن أهداف الحملة هو نشر روح العمل التطوعي، فكلنا للكويت والكويت لنا، لافتة إلى أن شعار الحملة عميق في معناه، فليس فقط كلمات مجردة وإنما هناك مبدأ أساسي، وهو أن كل من يحب الكويت عليه أن يبذل كل الجهد لها، وليس بالضرورة أن يكون الجهد بمقابل بل الجميل أن يكون خالصا للوطن.
وأضافت أن الشباب الكويتي شباب يمكن الاعتماد عليه، مشيرة إلى أن المتطوعين هم في عمر الزهور، ومنهم من في الجامعة ومنهم من هم في مواقع مختلفة بالدولة، اجتمعوا جميعا على حب الكويت، ويريدون تقديم شيء لها، منوهة بأجواء الاحتفالات التي تعيشها الكويت بمناسبة الأعياد الوطنية.
وتطرقت إلى أهمية أن يشارك المواطنون ليس فقط في الاحتفالات بل بتفعيل دورهم الوطني من خلال العمل التطوعي وتقديم يد العون لكل من يحتاج في أي منطقة من مناطق الكويت، وقالت ان وجود أشخاص مدربين ومؤهلين لتقديم الإسعافات، يكونون نماذج إيجابية في المجتمع فوجود أشخاص يفضلون مقعد المشاهد هذا هو السلبية بعينها.
وحول تطلعاتها للحملة قالت نسعى لإقرار الإسعافات الأولية في الجامعة والمدارس مستقبلا، لكننا في هذه المرحلة نطمح الى غرس ثقافة العمل التطوعي في الناس، وألا تكون الإسعافات الأولية التزاما يدفعه الطالب ليتخرج، بل تكون بالاندفاع الذاتي، لافتة إلى أنه في فترة من الفترات كانت مدارس الكويت تشترط التدريب العسكري، حتى يكون عند الطلبة المبادئ الأساسية للدفاع عن النفس.
وأوضحت أن مدة المرحلة الأولى من الحملة 15 يوما، حيث ستتخرج الدفعات الأولى من الدورة يوم تحرير الكويت، مشيرة إلى أن الحملة لا تقتصر فقط على الإسعافات الأولية بل تقديم يد المساعدة لكل من يحتاج، هناك حالات طارئة كثيرة تحتاج مساعدة فورية مثل حالات التماس الكهربي، أو حريق أو غير ذلك من أمور مفاجئة.
وأكدت أن الدورة يقوم على التدريب بها متخصصون، وذلك لتخريج كوادر متطوعة متمكنة، لأن المتطوع المندفع الذي لا يملك الخبرة الكافية قد يسبب لنا كارثة، ولذلك نحن نسعى لإعداد شباب مؤهل لهذا العمل التطوعي.
وقالت انه أثناء توليها وزارة الصحة تبنت مشروعا لنشر مراكز الإسعاف في مواقع صغيرة في جميع شوارع الكويت وبالأخص الشوارع البعيدة مثل أماكن الشاليهات، وقد بدأنا هذه الفكرة بالتعاون مع بيت التمويل الكويتي، لكن بعد تركي الوزارة لا أعلم إلى أي مدى وصل المشروع، أما فكرة مسعف الفريق فقد أتتني بعد حريق الجهراء، هذا الحريق الذي ذهب ضحيته العديد من الأرواح داخل خيمة العرس، وقد اتضح لي وقتها أن الناس الذين تواجدوا أحدثوا ارتباكا شديدا، وسيارات الناس كانت تسد المنافذ، وكان هناك صعوبة في إبعاد الناس لتتم السيطرة على الحريق وإطفاؤه وإسعاف المصابين.
وأضافت وقتها أيقنت أنه لو كان هناك أناس مؤهلون لساعدوا المسعفين، ومن هنا جاءتني فكرة هذا العمل التطوعي الكبير، وشعرت بأنه يجب علينا أخذ هذا الأسلوب من الدول المتقدمة في مجال العمل التطوعي، ووجدت هناك ضرورة لتأهيل شعبي عام، ويكون الناس مؤهلين لمد يد المساعدة في أي حالة طارئة.
وتابعت كان من الممكن أن تكون الخسائر أقل من حيث عدد الضحايا، وربما كنا تلافينا أي حالات وفاة، لو لم تكن عوامل الإعاقة أكثر من عوامل المساعدة، فكفانا دور المتفرج وعلينا أن نكون إيجابيين في أي كارثة لا قدر الله.
وأضافت اليوم قد زرعنا البذرة الأولى لهذا البرنامج التطوعي الكبير، هذه الخيمة هي الأولى وستكون هناك خيام أخرى ومواقع أخرى، مشيدة بدور وزارات الداخلية والصحة والتربية والبلدية والهلال الأحمر، لافتة إلى أن وزارة التربية وفرت عددا من المدارس سيتم استخدامها كمقار للتدريب الفترة المسائية، ووزارة الصحة وفرت المدربين، ووزارة الداخلية وفرت الناحية الأمنية خاصة أن المتطوعين أغلبهم من الشباب والشابات، وقد تحدث بعض المضايقات، ولذلك نريد أن يكون هذا العمل صحيحا منذ البداية إلى النهاية، ولا نريد أن نستفز أحدا، ولا نريد أن نعطي رسالة مغلوطة، نحن نوجه رسالة واضحة وصريحة، معناها عميق، فنحن للكويت «احنا لها».
وأشارت إلى تزايد أعداد المتطوعين كل لحظة، ولذلك تم تقسيمهم إلى شيفتات، وهناك فريق رائع يقوم بمساعدتي، وهذا العمل التطوعي نجح في اجتذاب الشباب، فبدلا من أن يهدر الشباب طاقاتهم فيما لا يفيد، وقد تتسبب بعض الأشياء في ضررهم، قد وجهنا طاقاتهم في خدمة المجتمع وبدلا من أن تكون طاقاتهم مخربة أصبحت طاقات إيجابية.
وقالت للشباب مشكورين، قواكم الله، يعطيكم العافية يا من أثبتم أنكم من الوطن وللوطن.
من جانبه قال المستشار يوسف زكريا نراهن الجميع ونعاهد الكويت أن هذه الحملة التطوعية ستكون أكبر حملة على مستوى العالم وستدخل موسوعة غينيس، ونتحدى من يقفون على بعض الفضائيات الفاشلة ويقولون ان هناك اضطهادا في الكويت.
وأضاف أن هناك صورة مغلوطة نقلها مغرضون عن الكويت، وقد سألني البعض عن ذلك أثناء تواجدي خارج الكويت، ولذلك يجب أن نوصل رسالة أن الشعب الكويتي بالإجماع على قلب رجل واحد، ولا يوجد ما يدعيه البعض، والدليل وصول عدد المتطوعين إلى ما يقارب الـ 30 ألف متطوع، والعدد في تزايد مستمر، وسنستطيع أن نصل إلى عدد قياسي للمتطوعين، وسيكون هؤلاء رمز الكويت، وبعد انتهاء التسجيل سنقوم بعرض أوراق التسجيل التي تحمل تواقيع المتطوعين وأرقامهم المدنية.
من جانبها قالت رئيسة اللجنة الإعلامية هنادي المهنا ان هناك حماسا غير عادي لهذا المشروع الوطني الكبير، فجميع شرائح المجتمع تهافتت للتسجيل للتدريب في دورة مسعف الفريق، مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من المتقدمين هم من الشباب سواء كانوا طلبة أو حديثي التخرج.
وأضافت أن المتقدمين للتطوع في الحملة أعدادهم كبيرة وفي تزايد، وقد اجتمع هؤلاء تحت شعار واحد «احنا لها»، لافتة إلى أن أهل الكويت بخير ويجمعهم حب الكويت ولذلك يبادرون لأي عمل تطوعي.
وقال رئيس اللجنة التنظيمية حسين علي كمال أن مقر الحملة مجهز من الناحية الأمنية، مشيرا الى أنه تم توفير سبل الأمن والسلامة لحملة مسعف الفريق.
وأشار إلى أن الأعداد المتقدمة فاقت كل التوقعات، ما يعطي صورة مشرقة للعمل التطوعي، كما يعطي صورة مشرفة لشباب الكويت.
من جهته قال يعقوب أشكناني ان فكرة هذا العمل التطوعي حلوة جدا، واستطاعت أن تجذب الشباب من جميع الفئات العمرية، فكل إنسان يحب خدمة الوطن تقدم لنا وسجل اسمه، ويكفي أن هناك رجلا عمره 70 عاما وأطفالا أصغرهم عمره عام قاموا بالبصم لأنهم لا يستطيعون التوقيع.
من جهتها قالت المتطوعة مدرسة الكمبيوتر سارة الأمير لقد شاركنا في هذا العمل التطوعي لنرفع اسم الكويت، ونبين للجميع أن الكويت مازال بها خير، من شبابها وشاباتها، فهدف الحملة سام، ونوجه رسالة داخل وخارج الكويت بأننا وحدة وطنية متكاملة، لا تتخللها أي عقبات.
من جانبه قال المتطوع فهد خالد انه تطوع للدورة رغم أنه يدرس الحقوق في الجامعة في مصر أن لديه العديد من الهوايات وأنه يحب مساعدة الناس ولذلك بادر بتسجيل اسمه ضمن المتطوعين ليس فقط للتدريب على الإسعافات بل أيضا للمساهمة في إنجاح الحملة، لافتا إلى أنه وأصدقاءه من جروب فيجن وهم مجموعة من الشباب يحملون هذا الاسم على الفيس بوك وجاءوا جميعا للمساهمة في هذا العمل التطوعي.
وقال جعفر البناي مؤسس جروب فيجن ان الفريق تحمس لفكرة حملة «احنا لها» لأنها عمل خير، ونحن كشباب نحاول أن نبرز صورة ذات طابع جديد للشباب الكويتي بشكل عام، الذكور منهم والإناث، فالشاب الكويتي لديه القدرة على العمل، ولديه القدرة على التطوع في أي عمل وطني دون مقابل، وهذه رسالتنا للجميع، الشباب قادر على التغيير والتطوير، وقادر على الرقي بالكويت، أجدادنا بنوها وآباؤنا حرروها ونحن الشباب قادرون على تطويرها وجعلها أحلى بلاد العالم.
وأشار إلى أن المسؤولين قد أعطوا الشباب فرصة ولم يقصروا، ونريد همم الجميع فعندما نضع أيدينا مع بعض سنبرز ونحقق ما نريد.
وقال المتطوع يعقوب زكريا: نحن متطوعون من أجل الوطن ونتمنى ألا نكون مقصرين في حق الكويت، مشيرا إلى أنه يعمل في التنمية والتخطيط محللا اقتصاديا مبتدئا في الإدارة المركزية للإحصاء.
من جانبها قالت المتطوعة دلال الدويلة أنها تدرس تخصص إدارة أعمال واقتصاد في الجامعة العربية وأنها تقدمت للمشاركة في هذه الحملة التطوعية من أجل الكويت، وحتى توضح للناس أن هناك شبابا مازال فيهم الخير حتى الآن، يعملون من أجل الوطن ويبادرون بالتطوع لعمل الخير دون مقابل.
وقالت المتطوعة هيا الفجي انها سعيدة بهذا العمل التطوعي، وأن د.معصومة المبارك قد أتاحت للشباب فرصة كبيرة للمشاركة في هذا العمل الوطني، لافتة إلى أهمية أن يتدرب الشخص على الإسعافات الأولية، وذلك لتقديم يد المساعدة لأي شخص يصاب بشكل مفاجئ.