يعد المتحف الوطني الكويتي شاهدا على تاريخ وحضارة الكويت ويروي صورا عن حياة وتراث أهلها ويوثق مختلف مظاهر البيئة الكويتية وعادات وتقاليد وتراث المجتمع الكويتي البحري والبري.
وقال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة لـ «كونا» ان المتحف افتتح عام 1957 وكان يقع بمنطقة «الشرق» وتعود ملكيته إلى الشيخ عبدالله الجابر الصباح «ديوان خزعل سابقا» حيث تبرع به إلى الدولة لإقامة متحف للكويت عام 1958 إلى ان ألحق المتحف بوزارة الإعلام عام 1965 ثم نقلت محتوياته عام 1976 إلى بيت البدر قبل ان يفتتح مقر المتحف الجديد عام 1983.
وأوضح اليوحة ان مبنى المتحف الجديد يتألف من مبان يضم أولها مكاتب الإدارة ومكتبة وقاعة للمحاضرات ومسرحا ومعرضا للآثار القديمة ومجموعة أعمال لفنانيين كويتيين معاصرين ومبنى آخر خصص لخزن الآثار وصيانتها والقبة السماوية المكونة من طابقين يضمان أدق الآلات وأحدث الكتب والخرائط الفلكية كما تشهد هذه القبة عرض برامج فلكية عن الكون والظواهر الفلكية.
وذكر ان المتحف يضم أيضا أقساما عدة بينها قسم الآثار القديمة الذي يتناول وجود الإنسان الأول بمنطقة برقان وعلاقات الكويت مع الحضارات القريبة منها في العصور البرونزية كحضارتي وادي الرافدين والسند والطرق التجارية في الخليج العربي وأهمية جزيرة فيلكا استراتيجيا ومعرض لأهم المكتشفات الأثرية بجزيرة فيلكا.
وبين ان هذا القسم يولي عناية خاصة بالعدد الكبير والفريد من نوعه لأختام الخليج والأواني المصنوعة من حجر «الاستياتايت» المنقوشة والأدوات المستخدمة في صناعتها إلى جانب العديد من الأواني الفخارية والأدوات البرونزية.
وقال ان القسم يعرض أيضا بعض الآثار التي تعود للفترة الهلينستية المكتشفة بجزيرة فيلكا وأهمها حجر «ايكاروس» الذي يحمل كتابات يونانية تشير إلى تنظيم علاقة الجنود اليونانيين مع أهل الجزيرة والتي تعطيهم حقوقا بالملكية الخاصة والزراعية وغيرها، فضلا عن بعض التماثيل والأسرجة والنقود الفضية.
وذكر اليوحه ان القبة السماوية تعد أحد أهم الانجازات التقنية والعلمية في المتحف وتمثل بوابة ومدخلا إلى عالم الفلك والمبنية كرويا من الخارج لتأخذ شكل الكرة الأرضية ومقسمة من الداخل إلى طابقين ارضي يضم معرضا فلكيا والثاني يضم قاعة عرض سينمائية سماوية.
وبين ان الطابق الأول صمم ليكون أداة تعليمية وتثقيفية تتناول علم الفلك وتاريخ تطوره بينما تنقسم صالة العرض لقسمين الأول قسم علم الفلك ويضم «كوكب الأرض وهرم الفصول الأربعة والمجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة وخريطة المجرات ووحدة معلومات اهليلجية ومسطرة الكون».
وأشار إلى ان القسم الثاني هو قسم تاريخ الفلك يتكون من «الفلك عند الحضارات القديمة والفلك عند المسلمين والفلك عند كوبرنيكوس وجاليليو وعصر التلسكوبات وعلماء الفلك من القرن الـ 17 إلى القرن الـ 20 ورؤية مستقبلية للمستعمرات البشرية في الفضاء».
وأشار إلى مجموعة الصباح في دار الآثار الإسلامية التي تعد من أبرز الروائع الفنية المعروضة وفيها «اسطرلاب» من العراق مصبوب من البرونز يحمل تاريخ (315 هجرية927/ـ 928 ميلادية) وهو من أقدم النماذج المؤرخة من نوعه وهناك أيضا شمعدان من البرونز أصله من بلاد الفرس ويرجح أنه قد صنع حوالي سنة 1200م وزهرية من دمشق وزمردة من عهد الهند تزن 234 قيراطا.