سالم الختلان
ربما يحق لمن لا يعرف البحر جيدا ان يقرن جزيرة كبر الكويتية بإحدى جزر البحر الكاريبي نظرا لكثرة ارتيادها من قبل عشاق البحر.
اما من يعرف البحر جيدا او على الاقل يهوى ركوبه فإنه دون ريب يعلم معلومة بقدر ما هي قاسية فهي واقعية في الوقت ذاته، وتتخلص في ان جزيرة كبر تحولت بفعل عوامل غير ذاتية من متحف طبيعي نابض بالحياة الى جزيرة من القمامة.
ورغم محاولات الفرق البيئية الدؤوبة والحريصة على تنظيف الشواطئ البحرية في الكويت من المخلفات، فإن ثمة اشخاصا يبدو انهم يجدون غضاضة في رؤية النظافة امام اعينهم فأبوا الا ان يجعلوها خرابة او ما يشبه ذلك.
تقع جزيرة كبر على بعد 18 ميلا بحريا (29 كيلومترا) جنوبي جزيرة فيلكا ومقابل شاطئ الفحيحيل، كما تبعد عن ساحل الزور 19 ميلا (30 كيلومترا) وهي غير مأهولة بالسكان.
من اهم مميزاتها الطبيعية وجود بعض المظاهر الطبيعية النادرة مثل انواع النباتات المحاطة بالشعب المرجانية وكذلك تضاريسها الطبيعية، فهي ترتفع ارتفاعا طفيفا في منطقة الوسط وتنخفض تدريجيا في الاتجاه نحو الساحل وتكثر بها اسراب الطيور النادرة مثل النورس، ويمتاز شواطئها بمياهها الصافية ورمالها الناعمة.
اما موقعها وما يمتاز به من ظواهر طبيعية فريدة فهو من العوامل المشجعة لاختيارها محمية طبيعية من بين جزر الكويت المنسية التي من المفترض ان تكون عنصر جذب للسياحة المحلية والخارجية.
جزيرة كبر يفترض ان تكون من اجمل الجزر الكويتية التي يتوجه اليها الناس في نهاية الاسبوع والعطل بحثا عن الراحة والاستمتاع بهذه البقعة الفريدة والجميلة والتي بإمكان كل زائر ان يرى قاع الجزيرة والشعاب المرجانية والاسماك والحيوانات البحرية الاخرى بالعين المجردة لصفاء ونقاوة مياهها.
وما يعتصر القلب ان يشاهد المرء سلوك البعض وهو يستمتع بجمال الجزيرة، فهذا البعض لا يكتفي برمي المخلفات انما يسعى لتشويه الجزيرة وقتل للكائنات الحية من طيور وغيرها تعيش فيها والسبب... دون سبب... الا ان يكون الجهل المطبق بأهمية الجزيرة كمرفق جميل وحيوي لنا وللأجيال القادمة.
هذا السلوك غير الحضاري والمعادي لكل ما هو جميل... مرفوض. المطلوب من الجميع عندما يرون من يسيء للجزيرة الوقوف في وجهه صراحة وجهارا حتى لا ينتشر هذا السلوك.
كذلك مطلوب من الهيئة العامة للبيئة وجمعية حماية البيئة التدخل السريع لإنقاذ الجزيرة من المخربين.
تحقيق خاص في ملف ( pdf )