- نعمل على جمع شتات المسلمين والحفاظ على هويتهم من الذوبان وتمكنهم من التعايش مع المجتمعات الغربية
- تعاوننا مع «بشائر الخير الكويتية» بتطبيق النظرية الإيمانية حقق نسبة عظيمة بلغت 80% بينما لا تتجاوز في أعرق المصحات العالمية 13.2%
- المجتمع الإيطالي يعاني معاناة كبيرة بسبب المخدرات والإدمان ولجميع الأعمار من أطفال وشباب وكبار
- المراكز الإسلامية في الغرب تعمل بكل قوة على حماية المسلمين من إدمان المخدرات
ليلى الشافعي
أكد مدير المجلس الإسلامي لمدينة فيرونا بإيطاليا محسن خشتالي ان ايطاليا تأتي على رأس المستخدمين للمخدرات التي لم تقتصر على الكبار فقط، بل امتدت لتشمل الشباب والاطفال وان تكاليف علاج المدمن يوميا تبلغ 80 يورو وأن 100 طن من الكوكايين تباع في ايطاليا سنويا وأن الحشيش هو المخدر المفضل لدى الشباب من سن 15-24 سنة وأشار الى ان عدد مؤسسات التأهيل والعلاج من الإدمان وصل عام 1997 الى 1372 مؤسسة علاجية تضم 24000 مدمن وقد تقلص العدد في سنة 2007 الى 730 مؤسسة علاجية دائمة و204 مؤسسات مؤقتة تضم نحو 1100 مدمن وان هذا التراجع سببه نقص الدعم الحكومي وتأخير تسديد المستحقات المالية، ولوح ان التجارب اثبتت ان الذي يشفى من الادمان غالبا ما يعود إليه بعد سنوات لغياب الوازع الديني خاصة ان ايطاليا في مقدمة الدول التي تعاني من استفحال المخدرات وزيادة المتعاطين لها، مؤكدا ان تجربة جمعية بشائر الخير لعلاج المدمنين بالكويت عن طريق تطبيق النظرية الايمانية قد اثبتت نجاحها ونقوم بتطبيقها في ايطاليا على المدمنين المسلمين حيث ان قضايا المخدرات من القضايا الأولى، المتهمون فيها المسلمون بإيطاليا وتأتي في مقدمتهم الجالية المغربية ثم التونسية ثم الجزائرية وتحدث عن دور المجلس الاسلامي ومعاناته مع الحكومة والمؤسسات الاخرى والى نص الحوار.
عجز الحكومة
ما هو واقع المخدرات في إيطاليا؟
المخدرات ليست حكرا على بلد واحد وإنما منتشرة في كل البلدان منها المصدرة ومنها المستوردة، ففي ايطاليا لايزال استهلاك المخدرات يتوسع يوما بعد يوم بسبب سهولة الحصول عليها وعجز السلطات عن توقيفها والحد من انتشارها وكذا لانخفاض سعر المخدرات بنسبة 15 يورو في السنة للجرعة الواحدة من الكوكايين والهيروين ولقد قام الاتحاد الاوروبي بوضع خطة رباعية لمحاربة المخدرات ولكن للأسف فإن ايطاليا ومالطا لم تلتزما بهذه الخطة وعليه فإن إيطاليا لم تفعل الادوات اللازمة لمحاربة تجارة المخدرات وسبل الوقاية منها ولم تساهم بشكل كاف في توفير وتطوير سبل العلاج والتأهيل.
أكبر المستهلكين
وما هو دور الحكومة للقضاء على المخدرات؟
للأسف فقد تراجع دور الحكومة في أداء مهامها في هذا المجال فبعدما سجلت الحكومة انخفاضا في استهلاك الهيروين في الفترة ما بين 2001 و2003 للبالغين ما بين 15 و44 سنة فإنه يلاحظ زيادة نسبة الاستهلاك لمادة الهيروين في الفترة ما بين 2003 و2005 للبالغين ما بين 15 و24 سنة و35 و40 سنة.
وتشير الإحصاءات التي اصدرها الاتحاد الأوروبي الى ان نحو 13 مليون شخص استعملوا الكوكايين في أوروبا وأن 7.5 ملايين من فئة الشباب تتراوح اعمارهم بين 15 و34 سنة وتأتي إيطاليا على رأس المستعملين.
إخفاء الحكومة
معنى هذا أن إيطاليا تعد أكبر الدول استعمالا للمخدرات؟
نعم، يصل معدل استهلاك الكوكايين في ايطاليا والدنمارك واسبانيا وايرلندا والمملكة المتحدة في السنوات الأخيرة زيادة ما بين 3.1% و5.5% في حين انه يسجل استقرارا في بقية الدول الغربية ولم يعد استعمال المخدرات مقتصرا على الكبار فقط، بل امتد ليشمل الشباب والاطفال حيث بلغ استهلاكها في سنة 2000 في وسط الأحداث 4% وتشير الارقام والاحصاءات الى انه في سنة 2006 سجل في محصلة الاحداث نسبة ارتفاع دخول الاحداث 17-18 سنة الى السجن بنسبة 18% منهم 97% ذكورا و60% من جنسيات اجنبية 62% مغاربة، 14% تونسيين، 11% جزائريين، وأن 93% منهم يختص فقط بالإنتاج والبيع والتوزيع وتعترف كثير من الدوائر الرسمية ان هذه الأرقام على الرغم من فظاعتها لا تعكس الواقع الحقيقي لصعوبة الوصول الى الأرقام الحقيقية بسبب اخفاء الحكومة الايطالية للأرقام الحقيقية.
وهل هناك خسائر اقتصادية بسبب استعمال المخدرات؟
يسبب استعمال الكحول والأدوية المخدرة والمخدرات بأنواعها مشاكل كثيرة صحية ونفسية واجتماعية تؤثر على النسيج الاجتماعي وعلى المردود الاقتصادي للدولة الايطالية حيث كلفت الدولة عام 2007 فقط اكثر من 15 مليار يورو في سنة واحدة وتعادل نسبة 0.7% من الانتاج القومي العام وهي النسبة ذاتها التي رصدتها ايطاليا لمحاربة الفقر في العالم الى سنة 2015، وتبلغ مصاريف علاج المدمن يوميا 80 يورو كحد أدنى اي نحو 2400 يورو شهريا.
المرتبة الأولى
أكدت التقارير الدولية ان ايطاليا تحتل المرتبة الأولى في استهلاك الكوكايين فما ردكم؟
نعم تحتل ايطاليا المرتبة الأولى في استعمال الكوكايين وتباع في ايطاليا كل سنة 100 طن من الكوكايين اذ يكسب تجار المخدرات من وراء بيعها وتوزيعها نحو 30 مليار دولار في السنة، ففي مدينة تورينو مثلا يرمى كيلو ونصف الكيلو من الكوكايين يوميا في مجاري المياه بسبب ملاحقة الشرطة وتزداد سنة بعد سنة كمية المخدرات المحجوزة، وفي سنة 2008 وفي محافظة روما تم حجز 215 كيلوغراما من الكوكايين.
وفي سنة 2009 في روما تم حجز 330 كيلوغراما من الكوكايين ويبدأ الأطفال الشم في سن العاشرة، ويبقى الحشيش المخدر المفضل لدى الشباب بين سن 15 ـ 24 سنة، كما ان 74 مليون من الأوروبيين اي خمس البالغين منهم جرّب الحشيش وان 22.5 مليونا اي 6.8% استعملوه وتعاطوه لمرة واحدة وان 12 مليونا اي 3.6% استعملوه في الآونة الأخيرة ورغم هذا الانخفاض في استعماله فإن 4 ملايين أوروبي يتعاطون الحشيش بصفة منتظمة يوميا.
دور المؤسسات
وما دور مؤسسات التأهيل والعلاج من الإدمان؟
ضمن سرية العلاج الذي يقدم مجانا تقوم المؤسسات بمعالجة جميع أنواع المخدرات (الكوكايين ـ الهيروين ـ الحشيش ـ الكحول ـ التدخين ـ القمار) عن طريق وزارة الصحة وذلك بوضع برامج علاجية ملائمة لكل حالة على حدة من أطباء وأطباء نفسيين وأدوية ويقدم الدعم النفسي وكذلك توجيه المدمنين وإعادة دمجهم في المجتمع ويتم إعداد بحوث ودراسات حول ظاهرة الإدمان والمخدرات مع التدخل المباشر للوقاية من الإدمان والعلاج مع ضمان الوقت والمكان المناسبين.
ما المراحل التي يمر بها علاج المدمن من خلال المؤسسات الحكومية؟
استقبال المدمنين وتشخيص الحالة ووضع برنامج العلاج ثم تنفيذه بما يناسب كل حاجة، بعدها تتم مراقبة تنفيذ البرنامج بغية الوصول الى النتائج المرجوة.
نقص الدعم الحكومي
ما عدد مؤسسات التأهيل والعلاج من الإدمان في إيطاليا؟
وصل عدد المؤسسات في سنة 1997 الى أقصاه الى 1372 مؤسسة علاجية تضم نحو 24000 مدمن وتقلص هذا العدد في سنة 2007 الى 730 مؤسسة علاجية و204 مؤسسات مؤقتة تضم نحو 1100 مدمن ويرجع سبب ذلك الى نقص الدعم الحكومي وتأخير تسديد المستحقات المالية لعدة سنوات مما اضطر القائمين على هذه المؤسسات للجوء الى البنك والاقتراض منه الشيء الذي دفعها في النهاية الى العجز عن تسديد ما عليها من ديون.
انتكاسات
وهل هناك انتكاسات في وسائل العلاج؟
للأسف النتائج جاءت بعكس ما كان متوقعا، اذ تم تسجيل تراجع وانتكاسة معظم المدمنين حيث كانت نسبة النجاح ما بين 5 و10%، فمن بين كل 10 اشخاص يؤتى بهم الى هذه المؤسسات، فإن 5 أشخاص فقط يوافقون على البقاء من أجل العلاج و3 أشخاص من هؤلاء ينسحبون ويعودون الى الادمان بعد المراحل الأولى من العلاج ويستمر شخصان فقط لينسحب احدهما بعد مراحل اخرى من العلاج، غير ان التجارب اثبتت ان الذي يشفى من الادمان غالبا ما يعود اليه لغياب الوازع الديني وافتقاده نعمة الايمان بالله التي تعصم الانسان من الوقوع في هذه الآفات والمهالك.
ما نتائج الجهود التي قام بها المجلس الإسلامي في فيرونا بالتعاون مع جمعية بشائر الخير الكويتية في علاج الإدمان؟
لقد عرضت جمعية بشائر الخير تجربتها المتمثلة في تطبيق النظرية الايمانية المبنية على الزاد الروحي من القرآن الكريم وتعاليم الاسلام بعد انتهاء فترة العلاج الاكلينيكي اذ بلغت نسبة اقلاع المدمنين عن المخدرات 80%، بينما لا تتجاوز نسبة النجاح في أعرق المصحات العالمية 13.2% يضاف الى ذلك انه في الوقت الذي تصل فيه نسبة انتكاسة المدمنين في العالم الى 95% نجدها لا تتجاوز 20% في جمعية بشائر الخير، وكانت هذه الأرقام والمعطيات الايجابية التي حققتها جمعية بشائر الخير شجعت ادارة المجلس الاسلامي على المشاركة بتجربة البشائر.
المدمنون العرب والمسلمين
ما الوسائل العملية التي اعتمدها المجلس الاسلامي في تعامله مع المدمنين؟
من خلال زيارة السجون لتأهيل السجناء العرب والمسلمين عن طريق الندوات وخطب الجمعة وعن طريق استيعاب المدمنين وتقديم برامج إيمانية مكثفة ودورات روحية وعن طريق الزيارات الميدانية للأماكن التي يتواجد فيها المدمنون وتقديم النصح والارشاد والتوجيه مبينين لهم خطر المخدرات وأنها آفة حرم الله استعمالها كما نسعى لتقديم برامج تربوية وترفيهية هادفة للشباب لملء فراغهم.
ما ابرز العقبات في عمل المجلس من خلال التعامل مع المدمنين؟
غياب المختصين في هذا المجال وعدم وجود متفرغين لهذا العمل وعدم قدرة المجلس على متابعة العائدين الى الادمان وايضا عجز المجلس عن التكفل بمشاكل المدمنين المادية مما يؤدي الى عودة البعض الى المخدرات ورغم جهود المجلس الاسلامي في فيرونا في التعامل للحد من انتشار هذه الظاهرة بين اوساط المسلمين الا انها غير كافية مما يدفعنا للتفكير في زيادة الجهد وتكثيف العمل لأن كثيرا من المسلمين صاروا ضحية للمخدرات وانتهت حياتهم وفقدوا الأمل بسبب هذه الآفة.
سماحة الإسلام
كيف كانت تجربة المجلس الإسلامي لمدينة فيرونا في التعامل مع ظاهرة المخدرات والإدمان؟
يعتبر المجلس الاسلامي لمدينة فيرونا احدى المؤسسات الاسلامية الفاعلة على الصعيد الإيطالي يضم المجلس 6 مراكز اسلامية يجمعها الايمان بمنهج الوسطية والاعتدال الذي يمثل سماحة الاسلام وقد تأسس المجلس سنة 1998 كنتيجة طبيعية لتطور العمل على مستوى المدينة وبغية حمايته من التشرذم واستطاع في فترة وجيزة ان يحقق العديد من الانجازات منها توحيد المسلمين حول مرجعية واحدة في المدينة وتبني فكرة توطين الاسلام وإقامة علاقات جيدة مع السلطات الايطالية ومؤسسات المجتمع المدني ولذلك سعى المجلس الاسلامي لمدينة فيرونا الى التفاعل مع مشكلات المجتمع الايطالي وخاصة في تعاطي المخدرات وحاول ان يمد يديه للمؤسسات الإيطالية العاملة في هذا المجال للحد من انتشار المخدرات، وقد وضع المجلس دستورا صاغ فيه منهجه كمؤسسة اسلامية ايطالية تتوق الى خدمة المجتمع الايطالي بما يحقق له الامن والرفاه عبر التعاون مع بقية مكونات المجتمع لترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وحماية الانسان مسلما كان او غير مسلم من كل اشكال التمييز ومحاربة الجريمة وكل الآفات التي تنخر في جسد المجتمع كالمخدرات، علما بأن 20 إيطاليا قد اشهروا اسلامهم في رمضان هذا العام.
صعوبات داخلية
هل تقابلكم صعوبات داخل المركز مع الحكومة؟
الإدارة القديمة لم تكن لها مشاكل أما الإدارة الجديدة في الحكومة فهي من اليمين المتطرف حيث قامت بإغلاق المسجد الخاص بالمركز ورفعنا قضية وأنصفنا القانون واتخذنا مكانا للصلاة فهناك بعض المنظمات المسيحية المتطرفة تخشى من تكاثر المسلمين ويقولون إن بعد 20 عاما ستكون الأغلبية للمسلمين وانتم تتوالدون أكثر منا، كما ان الصعوبات ان جاليتنا لا تعطي صورة نقية عن الاسلام فحالات الاجرام من المسلمين وتصرفاتهم غير الحضارية تعطي الصورة الخاطئة للإسلام، كما ان قلة الموارد المالية تقف عائقا أمام نشاطاتنا حيث ان اغلبية الجالية من العمال ورواتبهم قليلة والمسجد يعيش من المتبرعين المصلين حيث تم شراء المركز بـ 619 ألف يورو ثم وصل الى مليون يورو بالإصلاحات والضرائب وبعد تهيئته وصلت تكاليفه الى مليون يورو و280 ألف يورو كما اننا مراقبون من الشرطة السرية لأي نشاط نقوم به اما الادارة السياسية فمن وراء الأضواء علاقة جيدة وأما امام الملء يقولون انكم ارهابيون ويهاجموننا في التلفزيون وعندما تطفأ الأنوار في الاستراحة يقولون انتم لستم كذلك، علما بأنه في ولاية فيرونا 25 الف مسلم وفي ايطاليا 100 الف مسلم كما تحذرنا السلطات من دعوة الناس للإسلام.
المجلس الإسلامي لمدينة فيرونا ـ إيطاليا
ترجع بدايات العمل الإسلامي في مدينة فيرونا الى عام 1990 عندما قام ثلة من الشباب الغيور على دينه باستئجار شقة صغيرة لأداء صلاة الجمعة ولتدارس امور دينهم والقيام بشعائره حفاظا على هويتهم من الضياع والذوبان في ظل الحضارة المادية، ومع ازدياد عدد ابناء الجالية في المنطقة عزمت ادارة المركز على شراء محل آخر بضواحي المدينة لوجود أسعار مناسبة وإتمام المشوار الذي بدأته وقد تم في نهاية 1994 وكان فتحا كبيرا للمسلمين في ايطاليا اذا كان اول مسجد اصبح وقفا للمسلمين في المنطقة، وكان نقطة اشعاع انبثق منه مركزان آخران في ضواحي المدينة، وفيه تأسس المجلس الاسلامي للمدينة لتوحيد الجهود ولمّ شمل المسلمين ومنع تشتتهم في هذا الجو الذي لا يستطيع الفرد فيه الحفاظ على نفسه الا بالاعتصام بالله تعالى والتعاون مع الآخرين، وتم استئجار مكان اكبر في وسط المدينة يتسع لقرابة 300 مصل بعد جهود مضنية.
وقد تأسس المجلس الإسلامي لمدينة فيرونا سنة 1998 لجمع جهود العاملين وتوحيد لصف المسلمين وتمثيلهم تمثيلا واحدا امام السلطات الإيطالية في المنطقة هدفه ترسيخ قيم الخير ومد جسور التواصل في ظل الاحترام المتبادل نحو مجتمع متكاتف بناء يسوده الأمن والسلام والقيام بإحياء الطاقات البشرية وتنمية قدراتها وتوظيفها في مجال إبداعها عن طريق الحوار الفعال بين الأقليات المسلمة والإيطاليين.
والمركز يضم 6 مراكز اسلامية منها المركز الأم بمدينة فيرونا وعدد المسلمين في ايطاليا نحو 100 الف مسلم وفي فيرونا 25 الف مسلم.