- الأرجنتين عضو في مجموعة الـ 20 ومهم أن نتقاسم الأفكار مع الكويت حول القرار الاقتصادي دولياً
- نتطلع إلى مشاركة الشركات الأرجنتينية في مشاريع خطة التنمية
- علاقاتنا مع الولايات المتحدة هادئة وعادية ومواقفنا تصدر حسب ما نراه مناسباً
- «المالوين» جزر أرجنتينية وعلى المملكة المتحدة أن تفي بقرارات الأمم المتحدة
- لا توجد لدينا أحزاب ذات صبغة دينية والجالية المسلمة مندمجة بشكل واسع في الأرجنتين
- فرص الاستثمار لرجال الأعمال الكويتيين متنوعة في الأرجنتين خاصة في المواد الغذائية والسياحة
- موقف «بوينس آيرس» حيال الملف النووي الإيراني نعبر عنه من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية
بشرى الزين
وصف السفير الأرجنتيني خورخي بيجا نتائج الزيارة التي قامت بها رئيسة بلاده كريستينا فيرنانديز بأنها ناجحة جدا حيث هدفت الى عرض الأرجنتين كبلد له وضع متميز في المشاركة في القرار الاقتصادي الدولي. وأضاف بيجا في حديث لـ «الأنباء» ان بلاده باعتبارها عضوا في مجموعة الـ 20 تطرح أبعادا حقيقية لتعزيز علاقاتها الثنائية مع الكويت وتطويرها اقتصاديا. وأشار إلى ان بلاده توفر فرصا استثمارية متنوعة، خاصة في قطاعات الصناعات الغذائية والسياحة والزراعة وغيرها، معربا عن تطلع الشركات الأرجنتينية للمشاركة في تنفيذ مشاريع خطة التنمية، لافتا الى ان هذه الشركات يمكن ان تفي بخبرتها خاصة في قطاع البناء. وعلى صعيد السياسة الخارجية الدولية ذكر بيجا ان بلاده تشارك في منظمات مثل مجموعة الـ 77 والـ 20، مبينا ان مواقفها تؤخذ بعين الاعتبار في عدة قضايا، مشيرا الى دور بلاده في منظمات اقليمية مثل «ماركسور» التي تجمع دول أميركا اللاتينية للتنسيق فيما بينها، مبينا ان العلاقات بين الأرجنتين والولايات المتحدة تتسم بالهدوء، واصفا إياها بأنها عادية ولا توجد أي مشاكل تعتري هذه العلاقات بشكل عام. وأوضح ان موقف بلاده حيال الملف النووي الإيراني يُعلن من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها عضوا فيها مذكرا بأن الأرجنتين لها خبرة قوية في البرامج النووية السلمية، وعرضت هذه الخبرة على الكويت في مشاريعها المستقبلية وتنتظر الرد من أجل التعاون في هذا المجال. كما جدد السفير الأرجنتيني مطالبة بلاده لبريطانيا بأن تفي بقرارات الأمم المتحدة وتستأنف المفاوضات بشأن جزر «المالوين» وأن تتفهم أن هذه الجزر تابعة للسيادة الأرجنتينية تاريخيا. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
كيف تصفون نتائج الزيارة التي قامت بها الرئيسة كرستينا فيرنانديز الى الكويت؟
زيارة الرئيسة اسفرت عن عدة نتائج ومن أهمها انها توصلت لتحقيق ما أملناه من قبل، واستطيع القول انها كانت ناجحة جدا، فالأرجنتين بلد اتى من رحم الأزمات والآن اصبح له وضع مميز حيث تعتبر عضوا في مجموعة الـ 20 والهدف من الزيارة ايضا كان ابراز الارجنتين كيف أصبحت الآن وما الابعاد الحقيقية التي يمكن ان تبني عليها علاقاتها مع دول العالم والتأكيد على الثقة والبيئة التي توفرها للاستثمارات والتجارة الأجنبية.
ما هذه الابعاد التي تعرضها الارجنتين الى العالم والكويت على وجه الخصوص؟
طبعا الزيارة التي قامت بها الرئيسة كرستينا فرنانديز الى الكويت برفقة وفد مهم هدفت ايضا الى تبادل الخبرات والآراء خاصة ان الارجنتين اصبحت من الدول التي تشارك في القرار الاقتصادي الدولي وهذا امر مهم ان تتقاسم الأفكار والتجارب مع الكويت لتعزيز العلاقات الثنائية التي تعد ممتازة في الاصل خاصة بعد موقف بلادنا من الاحتلال العراقي للكويت ومشاركة مجموعة من البحرية الأرجنتينية وكانت الارجنتين ضمن التحالف الذي وقف ضد العراق وشارك في تحرير الكويت، وهذه أول خطوة في هذه العلاقات القوية للعمل على تطويرها اقتصاديا، فالأرجنتين بإمكانها ان تقدم مجالات تعاون كثيرة فمثلا تصدير المواد الغذائية خاصة ان هذه الصناعات متطورة جدا في الارجنتين وهذا المجال يمكن ان يعود بالفائدة على كلا البلدين.
اذا تحدثنا عن مجالات الاستثمار فما القطاعات الاكثر جذبا لرجال الاعمال الكويتيين في الارجنتين؟
هناك عدة فرص وامكانيات في هذا المجال وكما ذكرت سابقا اهمها الصناعات الغذائية وفي الزراعة والسياحة، وغيرها اضافة الى ان النمو الاقتصادي في الارجنتين بلغ 7.4% ما يميز دينامية الاقتصاد الارجنتيني في المنطقة بحسب تقرير صندوق النقد الدولي في اكتوبر الماضي، كما تتميز فرص الاستثمار بالتنوع مع أيد عاملة ومهارات عالية في الابداع والمعرفة في قطاعات الصناعة والانتاج ذات الجودة العالية والمعروفة عالميا. وأشير الى ان الاستثمارات المحلية والخارجية تخضع لقانون واحد وتستفيد هذه الاستثمارات من الأسعار المخفضة للضرائب.
هل هناك أي نية لمشاركة شركات ارجنتينية في مشاريع خطة التنمية في الكويت وهل تم بحث هذه المواضيع خلال زيارة الرئيسة الأرجنتينية؟
نحن في انتظار ان نترجم هذا الطموح على أرض الواقع وأن تكون المشاركة الارجنتينية ملموسة في مشاريع خطة التنمية بالكويت وننظر ايضا في اي من القطاعات التي يمكنها ان تقدم خبرتها، لكن اعتقد انه يمكن ان نشارك في مشاريع البناء التي يمكن للشركات الارجنتينية ان تفي بخبرتها فيها، ونعمل الآن في قطاعات النفط والكهرباء، وهذا طريق يمكن من وجود هذه الشركات للعمل في قطاعات اخرى.
وما المجالات التي تم التركيز عليها في التوقيع على الاتفاقيات الاخيرة؟
خلال زيارة الرئيسة كرستينا فيرنانديز تم التوقيع على مذكرة تفاهم في المجال الصحي واتفاقية حول الزراعة والتعاون التقني والاقتصادي والتجاري، وايضا تم التوقيع على مذكرة تفاهم مع الصندوق الكويتي للتنمية وكذلك مع الهيئة العامة للاستثمار بالإضافة الى أخرى تتعلق بالتعاون الرياضي كما تم التوقيع على بروتوكول تعاون بين غرفة التجارة والصناعة.
ما تفاصيل الاتفاقية الموقعة مع الصندوق الكويتي للتنمية العربية؟
تعد هذه الاتفاقية المظلة التي تمكن الارجنتين من تقديم عدد من المشاريع التي سيمولها الصندوق وخاصة في ولاية سانتافي.
اذا ما تحدثنا عن السياسة الخارجية للارجنتين عادة ما نراها تلتزم الهدوء في أغلب الاحيان، ما سر هذا السكون على المسرح الدولي؟
شارك الارجنتين الآن في سياسات متعددة خارجية من خلال منظمات دولية وفي مجموعة 77 ومجموعة 20 وبالتالي فإن السياسة الخارجية الارجنتينية قوية على هذا النحو ومواقفها تؤخذ بعين الاعتبار في عدة قضايا.
وأعتقد ان العلاقات الثنائية تختلف من دولة لأخرى، فعلاقاتنا مع الكويت ورغم البعد الجغرافي تقوم على مبادئ تختلف عما هو موجود مع الدول المجاورة للارجنتين، حيث لدينا منظمة «ماركسور» التي تجمع البرازيلي، الاوروغواي، الپاراغواي، الارجنتين، والآن بصدد انضمام فنزويلا، وهناك دول صديقة مثل الشيلي وبوليفيا، اضافة ستشارك الارجنتين في منظمة العلاقات بين الدول العربية ودول اميركا اللاتينية التي ستستضيف البيرو قمتها وعبر هذه المنظمات تظهر السياسة الخارجية الارجنتينية ومواقفها المعروفة.
وفي هذا الاتجاه كيف تصفون تنسيق هذه الدول في علاقتها مثلا مع الولايات المتحدة الاميركية اذا أخذنا في الاعتبار الحالة مع فنزويلا؟
العلاقات بين الارجنتين والولايات المتحدة تتسم بالهدوء وعادية وفي المحافل الدولية لدينا مواقفنا الخاصة ويمكن ان نوافق أو نرفض حسب ما نراه مناسبا. وليست لدينا مشكلة مع الولايات المتحدة عموما.
وماذا عن تقييمكم للتنسيق بين الكويت والارجنتين خاصة على صعيد القضايا الدولية؟
ما ألمسه هو ان البلدين يتقاسمان الرؤى حول عدة قضايا، فالارجنتين والكويت تربطهما علاقات قوية وعلى الصعيد الدولي يتشاطران نفس الرؤى.
اعترفت الارجنتين مؤخرا بالدولة الفلسطينية.. لماذا تأخر هذا الاعتراف؟
قبل شهر اعترفت الارجنتين مع البرازيل والبيرو والاوروغواي بدولة فلسطين، وأغلب دول أميركا اللاتينية تساند القضية الفلسطينية، وللفلسطينيين الحق في تأسيس دولتهم، وأعتقد ان اعترافنا بالدولة الفلسطينية أتى في وقته والآن يوجد تمثيل بين البلدين.
توجد جالية واسعة مسلمة في الأرجنتين ما تقييمكم لأوضاعها وتمثيلها في الحياة السياسية؟
هناك جاليات متعددة في الأرجنتين منها المسيحيون الكاثوليك واليهودية وجزء كبير من الجالية المسلمة، والأرجنتين في سياستها تتسم بالاندماج ولا توجد اي مشكلة دينية.
وماذا عن التمثيل النيابي داخل البرلمان، هل هناك تمثيل فعال لهذه الجالية؟
لا توجد لدينا أحزاب ممثلة ذات صبغة دينية ولكن سياسية وبهذا يمكن للمسلم ان ينتمي الى حزب ومسلم آخر الى حزب آخر بحسب اختلاف القناعات والأفكار، وبالتالي ليست لدينا أحزاب دينية ولا نحتاج الى ذلك لأن أفراد الشعب متعايشون، ويمتاز طابع الحياة بالتمازج. وفي الأرجنتين لا نتحدث عن جالية مسلمة ولكن عن جالية عربية بصفة عامة، ولدينا جالية عربية واسعة من سورية ولبنان ولا يوجد لدينا اي نوع من المشاكل تتعلق بالجاليات.
ما جهود الأرجنتين تجاه محاربة الإرهاب؟
لقد عانينا من عدد من الهجمات الإرهابية، والأرجنتين ضد الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله.
نعلم ان الأرجنتين لديها برنامج نووي سلمي، هل هناك نية للتعاون مع الكويت في أي مشاريع للطاقة النووية مستقبلا؟
أعتقد أن الأرجنتين قوية جدا في البرامج النووية السلمية ولدينا تجربة طويلة في هذا المجال ونعرض على الكويت هذه الخبرة من أجل التعاون في هذه البرامج، وقد قامت الأرجنتين بتصدير خبراتها الى عدد من الدول مثل استراليا وشاركنا في مشاريع مع مصر والجزائر والآن في المملكة العربية السعودية.
أما الكويت فلاتزال في البداية في هذا المجال ولقد عرضنا مساعدتنا وننتظر الرد. وسنكون مسرورين إذا شاركتنا في خبرتنا النووية.
وفي هذا الإطار كيف تنظر الأرجنتين الى برنامج إيران النووي؟
بالنسبة لهذا الملف فإن الأرجنتين تعلن موقفها من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها عضوا في هذه المنظمة ومن ثم فإن موقفها وقرارها يصدر من خلال الوكالة.
أيضا هناك النزاع الطويل بين الأرجنتين والمملكة المتحدة حول جزر مالوين ما الجديد في هذه القضية؟
جزر المالوين جزء من التراب الأرجنتيني، وطالبنا بأن تفي بريطانيا بقرارات الأم المتحدة وتأخذها بعين الاعتبار وننتظر معاودة المفاوضات التي وقفت منذ مدة طويلة، ونأمل في رؤية حل قريب لهذه القضية وان تتفهم المملكة المتحدة ذلك لأن هذه الجزر تاريخيا عرفت بأنها أرجنتينية ونتمنى ان تكون عودتها الى السيادة الأرجنتينية تاريخية ايضا.
تعليم الإسبانية
قال السفير خورخي بيجا انه سيتم افتتاح مركز لتعليم اللغة الإسبانية خلال أشهر قليلة سيبدأ العمل به بمجموعة صغيرة.
وذكر أنه سيكون بداية الأنشطة الثقافية في السفارة الارجنتينية مضيفا انه ستكون مناسبة لدعوة مدرسين ينتمون إلى دول أميركا اللاتينية حتى يتعرف الراغبون في تعلم اللغة الاسبانية على اختلاف مخارج الحروف وعدد من الكلمات المنطوقة لدى شعوب هذه الدول رغم انتهائها الى نفس اللغة الأم لكن باختلاف اللهجات عند استخدام بعض المفردات.
تعاون رياضي
وحول التعاون في المجال الرياضي قال السفير الأرجنتيني انه تم التوقيع على اتفاقية في هذا المجال واعتقد انها ستكون الخطوة الأولى لبداية التعاون الرياضي، مشيرا الى ان بلاده لها تجربة طويلة في الرياضة وخاصة في كرة القدم لكن ليس فقط في هذه اللعبة المشهورة، بل لدينا في مجال التدريب في كثير من الرياضات وخاصة المتعلقة بالتدريبات والاستعدادات للأولمبياد.
وأضاف انه منذ 5 أشهر يوجد مدربون لاطفال المدارس في الكويت ذوو اعمار صغيرة حتى يكون للكويت جيل لكرة القدم يبدأ منذ الصغر.
خط جوي
ذكر السفير الارجنتيني خورخي بيجا أن عدم وجود رحلات مباشرة يشكل صعوبة في تطوير التبادل التجاري بين البلدين، مضيفا انه يكون رائعا إذا قررت شركة خطوط جوية فتح خط جوي مباشر بين الكويت والأرجنتين، مشيرا الى ان الخطوط القطرية تربط البلدين عبر الدوحة وكذلك الاماراتية عبر البرازيل، لافتا الى ان آخر خطوة هي الربط بين تركيا والكويت والارجنتين أملا أن يتم فتح خط جوي مستقبلا.
تعاون عسكري
أكد السفير خورخي بيجا على أن التعاون العسكري بين بلاده والكويت مفتوح معربا عن ترحيب بلاده بالكويتيين الذين يرغبون في إجراء تدريبات في المجالات النووية والابحاث الطبية والصناعات المختلفة، مشيرا الى انه توجد امكانيات متعددة للاستفادة من الخبرات الارجنتينية.