ليلى الشافعي
تحت رعاية عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.محمد الطبطبائي، بدأ نشاط برنامج «ايمانيات» الذي يقام للعام السادس على التوالي في فندق كويت ريجنسي بالاس برئاسة شروق الصانع وفريق العمل المكون من عماد المطوع، مها الصانع، عبدالله العتال، مدينة اسماعيل، معالي العسعوسي، عذاري العبدلي، فردوس المسلم ومشاري العنزي، حضر الامسية جمع من النساء والرجال، حيث بدأ د.محمد الثويني في اليوم الاول بمحاضرة بعنوان «الحل.. خِل»، وتناول فيها الخطوات العملية لكسب قلوبنا وكيف يستطيع الانسان ان يكسب قلبه وان الحل خل اي الحل عندك انت.
وقال: هناك رسالة مهمة يجب ان يفهمها كل من يتابعنا، فمطلوب التفكر والتدبر وقبل ان أترك اثر في غيري لابد ان اهتم بذاتي، سواء بالتعليم او القراءة والوسيلة الآن اصبحت سهلة في متناول الجميع، ووجدت ان القلب هو المفتاح ولكي نكسب القلب يكون الخِل، اي اختيار افضل انسان والاحتكاك به حتى يصفو القلب وانتقاء وسائل التلقي من احسن الدعاة ومصاحبة ذوي العلم والمشورة والعقل.
ثم بين د.الثويني 11 نقطة ضرورية كي تصفو قلوبنا ونكسب انفسنا، اولاها تجنب الكبر، وقال هو مرض وخلق سييء يخترق القلب فيفسده، وهو امر خطير، فاذا اردت ان تتخلص من الكبر فيكون بالتواضع واللين، وضرب د.الثويني امثلة عديدة حول تعامل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مع الصحابة، واكد ان علاج الكبر هو التواضع اللين، ثم تحدث عن الجانب الثاني وهو تجنب الانتقام، وقال: اول متضرر من الانتقام الشخص نفسه، وهو نقطة سوداء في القلب، وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا ينتقم ولا يقتص لنفسه قط، وهو اقوى البشر، لذلك كان قلب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) صافيا الى يوم الدين، مشيرا الى علاج الانتقام بالتسامح والعفو والمغفرة اما الامر الثالث فهو عدم التشفي فيقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): «لا تضمر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك»، وان التشفي نقطة سوداء في القلب فتعلم الحمد والشكر.
واما الامر الرابع فهو اللوم قال د.الثويني: اعذر واقبل العذر، فالقلب يحتاج الى رعاية واهتمام وتصفية ومحو، ان الرابح مع الله تعالى حباه النفس اللوامة، واما علاج اللوم فهو قبول العذر، فلتعطه الفرصة.
اما الامر الخامس فهو عدم الجزع مهما كانت الضغوط النفسية، فإن اهل الايمان لا ينزعجون والحل يكمن في السكون والهدوء والاسترخاء، وهناك امثلة كثيرة في تاريخنا الاسلامي، واشار الى ان اختلاء الانسان مع النفس باسترخائه فيها خمس دقائق يوميا يبعده عن الجزع.
وبين في الامر السادس ان منافسة الآخرين شيء جميل بشرط ان يبدأ بالتنافس مع الذات، واما التنافس السيئ فهو يفسد القلوب ومنه التنافس على الكراسي وعلى الوظيفة وغيرهما، وان التنافس الحقيقي هو الانتاج والارتقاء بالمجتمع والقلب لا يصفو ان كانت به نقطة سوداء.
ثم انتقل الى صفة التشاؤم وقال عنه انه توقع نتائج سلبية، فكن متفائلا وانظر الى الامور نظرة ايجابية حتى يصفو القلب، والكلمة الطيبة لها اثر كبير في ذلك، واشار الى ان اكثر من 90% من العلاج الذي يستخدمه مع اصحاب التشاؤم هو من انفسهم.
اما الامر الثامن فهو التردد وقال عنه «الحياة، معركة، أقبل، أقدم، وكافح» فهناك بعض الناس لديهم حب غرس التردد في نفوس الآخرين ومع ذلك اشكر ابناء هذا الجيل على التخطيط في حياتهم والواقعية التي لم تكن موجودة من قبل. والقلب المتردد لا ينجح ولا يكسب ولكن الاقبال والاقدام والاصرار على الوصول في تحقيق هذا الهدف قضية مهمة. وتحدث في النقطة التاسعة عن الكسل، فقال ان كثيرين من الشباب كسالى وقليلو الانتاج وعلاج الكسل «كن عمليا وقل وافعل».
اما النقطة العاشرة فهي السهر، واكد د.الثويني ان قلة النوم تؤدي الى الكسل وقلة الانتاج وان الذي ينام 6 ساعات متتالية في الليل ينشط وينتج وان البدن الطيب صاحب القلب الطيب يسير مع الطبيعة، وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ): «بورك لأمتي في بكورها» والحل «نم مبكرا واصح مبكرا».
اما الامر الاخير فهو «ما لا تريد» وقال: رمضان من اجمل الاشهر في تطبيق ما نريد من صلاة وامساك عن اللغو والنميمة، وان اكثر ما يصحح القلب وينفعه أنجز واقبل وافعل وانشغل بما تريده من الطيب والنافع لكي تصحح هذا القلب وحتى تستطيع ان تكسب قلبك خل عنك ما لا تريد.
ثم قدمت مها الصانع درعا تكريمية للمحاضر د.محمد الثويني.
الصفحة في ملف ( pdf )