محمد ناصر
في مرحلة ما بعد تحرير الكويت كان الوزير الشيخ احمد الحمود من رجالات تلك المرحلة العصيبة عندما تولى حقيبتي الداخلية والدفاع وساهم مساهمات فعالة في تدعيم ركائز ومكائن استتباب الأمن في تلك الفترة ليكون اول وزير للداخلية في حكومات ما بعد التحرير وليشهد شهر الاحتفالات الوطنية المجيدة عودته مجددا الى الوزارة التي عرفته وخبرته رجل عطاءات وانجازات، إذ شغل الحمود منصب وزير الداخلية في الحكومة الخامسة عشرة التي شكلت في 20 ابريل 1991 والسادسة عشرة التي شكلت في 17 اكتوبر 1992 وفي التعديل الوزاري الذي جرى في ابريل 94 اصبح الحمود وزيرا للدفاع.
فبعيدا عن التصريحات والصخب الاعلامي مارس الحمود عمله في تلك الفترة وصد كل المحاولات للنيل من امن الكويت واستقرارها بصلابة الجبهة الداخلية وتماسك الشعب مع قيادته وبمقدرته الفذة على التعامل مع الامور بدراية وحكمة وحزم خاصة انه كان يردد حينها ان المعركة الحربية مع النظام العراقي انتهت الا ان المعركة الامنية مستمرة، حيث تم بعد ذلك تشكيل فريق عمل كويتي برئاسته كمنسق عام لعمليات عودة الاسرى من العراق، وكانت جهوده واضحة وكبيرة في هذا المضمار.
وقد كان الشيخ احمد الحمود في اي منصب تبوأه الرجل المناسب في المكان المناسب، مؤمنا بأن خدمة الكويت تكون عبر اي منصب يسند اليه او حتى من اي موقع شغله فكان حتى في خروجه من المراكز التي شغلها كبيرا تدل عليه انجازاته التي تحققت.
عرف عنه علاقاته الطيبة بالجميع وديبلوماسيته المعهودة، ومستمع للآراء والانتقادات التي يتقبلها بصدر رحب ويعمل على معالجتها، اختاره صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في فبراير من العام المنصرم ليكون مستشارا في الديوان الاميري بدرجة وزير ليكون التعيين بمثابة شهادة من والد الجميع على الخبرة السياسية والاخلاص الكبير للحمود لهذا الوطن.
والوزير الجديد من مواليد 8/12/1951 عرف بالتواضع وحسن الخلق وسعة الاطلاع درس في مدارس الكويت، حصل على الثانوية العامة ثم سافر الى المملكة المتحدة وحصل على دبلوم من الكلية البحرية البريطانية تدرج في سلك الداخلية وشغل المناصب التالية:عمل ضابطا في مخفر المباركية 67 ـ 69 وعلى اثر استحداث كثير من كليات جامعة الكويت عمل ضابطا في المدينة الجامعية 69 ـ 70 ثم انتقل للعمل في وزارة الداخلية 70 ـ 71 ونظرا لما يتمتع به من ذكاء ثاقب اثرى العمل الاعلامي للعلاقات العامة في وزارة الداخلية 71 ـ 72 وله الدور البارز في تدعيم العمل الامني، فقد عمل في ادارة التفتيش بالوزارة من 73 ـ 88 وقد ترك الشيخ احمد الحمود الصباح بصمات واضحة واصبحت نبراسا ساطعا لجميع العاملين في سلك الداخلية ومنذ اللحظة الاولى لصدور المرسوم الاميري باستحداث محافظة الفروانية وتعيين الشيخ احمد الحمود الجابر الصباح محافظا لها اخذ على عاتقه العمل على تطوير المرافق والخدمات الموجودة في دائرة المحافظة وتسخير جميع الامكانيات المتاحة لخدمة المواطنين من خلال خطط العمل التي اسهمت كثيرا في التطوير والارتقاء بالمحافظة. لم يكن الأمن المجال الوحيد الذي برع فيه الحمود حيث كانت له مساهمات عديدة في مجال الهيئات والنقابات وخاصة الرياضية حيث ترك بصمات واضحة في هذا المجال اذ شغل عضوية في النادي العربي بدء من عام 71، ويعتبر من نخبة أعضاء الجمعية العمومية للنادي العريق ونال منصب نائب رئيس مجلس إدارة النادي ورئيس اتحاد المبارزة وعضو اللجنة الاولمبية الكويتية 74 ـ 1976، ونائب رئيس اتحاد كرة القدم الكويتي 76 ـ 1984، ونائب رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم 78 ـ 1982، وأمين صندوق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 78 ـ 1982، ورئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي 80 ـ 1982، ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية 85 ـ 1986، ورئيس فخري لاتحاد الشطرنج وغيرها من المجالات الرياضية المتعددة.