عندما تنحسر المياه ببطء عن رمال شواطئ جزيرة «بوبيان» لتخلف وراءها بقايا أصداف لقواقع مبعثرة وصخور داكنة ملونة ومتفرقة تبدو من بعيد أسراب طيور «الحنكور» محلقة في السماء تخفق بأجنحتها البيضاء وقد تكسرت بقايا أشعة الشمس البرتقالية على صفحة الماء الباهتة في خفوت صامت. وفي تقرير مفصل عن طائر «الحنكور» أشار رئيس جمعية الطيور الكويتية عبدالرحمن السرحان إلى رصد هذا الطائر الذي يسمى أيضا «زقزاق السرطان» في جزيرة «بوبيان» منذ قرن من الزمان ويعتبر من أقدم الطيور الموجودة في الكويت وقد تم رصده مفرخا بأعداد كبيرة في الجزيرة عاما بعد عام. واقترح السرحان اختيار طائر الحنكور الطائر الوطني للكويت، خصوصا ان جزيرة «بوبيان» الكويتية تعتبر أكبر منطقة تفريخ لهذا الطائر على مستوى العالم.
واكد انه نظرا لجمال شكل الحنكور رأى بعض الباحثين الكويتيين أن يتم اتخاذه طائرا وطنيا موضحا ان الباحثين يرون ان «الحنكور» يشبه المواطن في جهات عدة «فبياض الطائر يذكر بلون ثيابنا البيضاء «الدشداشة» والخطوط السوداء الموجودة أعلى الرأس كأنها «عقال» أسود يحيط بالغترة وبالفعل اتخذت جمعية الطيور الكويتية من طائر الحنكور شعارا لها». وقال ان من الأسباب التي تدعو أيضا إلى أن يكون طائر «الحنكور» هو الطائر الوطني للكويت انه شائع في البيئة الكويتية ويتميز بخصائص لا يشاركه فيها طائر آخر ويمثل لوحده عائلة تصنيفية مستقلة ويعشش في مستعمرات فهو اجتماعي يعيش في جحور متقاربة في تجانس تام بين أفراد المستعمرة.
ودلل على وجود طائر «الحنكور بما جاء في الكتاب الوثائقي للكاتب والمؤرخ جورج جريجوري عن الطيور في الكويت وقال ان رصد زقزاق السرطان في الكويت يعود الى بدايات القرن العشرين حيث قام برصده عالم الطيور البريطاني «كومنج» في العام 1900 ورصده السير برسي كوكس عام 1905 وأم سعود «فيوليت ديكسون» عام 1942.
واكد ان كتاب جريجوري ورد فيه ان أكبر مستعمرة لتكاثر «الحنكور» في العالم موجودة في شمال جزيرة بوبيان، إضافة الى مستعمرات سبق ان رصد فيها مفرخا كجزر وربة وعوهة وفيلكا وكبر وأم المرادم.
وانتقل السرحان إلى ما ورد في الموسوعة العالمية للطيور بعنوان «100 طائر تستحق المشاهدة قبل الموت» وكان ترتيب طائر الحنكور الـ 66 في القائمة من أصل 10 آلاف طائر تستحق المشاهدة.
وأضاف ان الهوية التصنيفية للحنكور تظهر انه طائر فريد فهو الممثل الوحيد لفصيلته الحنكوريات وليس له أجناس أو أنواع أخرى نظرا لتميزه وانفراده بخصائص لا يشاركه فيها طائر آخر وهذا شيء فريد في التصنيف العلمي للطيور.
وقال السرحان ان ما يزيد الأمر غرابة ان تشاركه عدة طيور الاسم لكنها تنتمي لفصيلة مختلفة «فصيلة الزقزاقيات» ومن تلك الطيور الزقزاق الرمادي وزقزاق الرمل الكبير والزقزاق الاسكندراني.