يمثل المركز العلمي في الكويت منارة تحمل على عاتقها رسالة تعزيز العلوم وترسيخ التراث الحضاري للكويت قديما وحديثا فضلا عن تكريس نشاطاته من أجل نشر الوعي والمعرفة وتحفيز الاهتمام لدى أفراد المجتمع بالحفاظ على الحياة البرية البحرية والمنظومات البيئية في منطقة الخليج العربي بصفة عامة.
وفي تقرير مفصل عن المركز العلمي قال مدير التسويق والعلاقات العامة في المركز نواف الرديني لـ «كونا» ان المركز العلمي هو هدية سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد لشعب الكويت، وقد أتت مبادرته السامية، رحمه الله، بإنشاء المركز العلمي أثناء ترؤسه إحدى جلسات مجلس ادارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في العام 1992.
واضاف الرديني ان الهدف من إنشاء المركز العلمي كان الرغبة في ان يكون للكويت منشأة تعكس تقدمها ووجهها الحضاري، إضافة الى تعزيز دورها الرائد في حماية المنظومة البيئية في شبه الجزيرة العربية من أجل نشر العلوم والمعارف العامة.
وأشار الى ما يشغله المركز العلمي من مساحة إجمالية تزيد على 80.000 متر مربع جزء منها مستصلح من مياه البحر ويشغل المبنى الرئيسي منها مساحة 18.000 متر مربع ويتضمن المرافق الرئيسية الـ 3 (الأكواريوم وقاعة الاستكشاف وصالة عرض آي ماكس).
وأوضح الرديني انه تم تصميم المبنى بواجهات بألوان ترابية دافئة «تعيد إلينا ذكرى تلك اللبنات الطينية التي عرفتها عمارة الكويت قديما»، وتوجت أسقفه بأشرعة تعبر عن تراث الكويت البحري وتزدان ردهات المبنى الرئيسي من الداخل بأرضيات ذات أشكال هندسية بطابع إسلامي ويضفي بلاط السيراميك بزخارفه وألوانه المشرقة والمفرحة المبهجة على الجدران بما يشبه الحياكة التراثية «السدو»، كما تذكر الممرات الطويلة والأروقة بالصحراء الكويتية بينما ترمز الأشرعة المقامة أسفل نوافذ الإنارة السقفية في المبنى الى تراث الكويت البحري.
وذكر ان الأكواريوم يتيح لزائريه فرصة التجول في 3 بيئات رئيسية في الجزيرة العربية هي البحر والساحل والصحراء وجميعها تضم أنواعا من الحيوانات والنباتات والأحياء البحرية المحلية، إضافة الى حيوانات توارت واختفت منذ أمد من بيئتها الكويتية ويضم الأكواريوم مجموعة من الأحواض يتوجها حوض قروش ولخم الشعاب المرجانية ذو سعة 100 ألف ليتر والحوض الرئيسي بسعة 1.5 مليون ليتر من المياه.
وقال الرديني ان الاكواريوم يضم أحياء المياه العميقة مثل القروش واللخم ويقوم غواصو المركز بإطعام القروش واللخم والأسماك في عروض حية أمام زوار الأكواريوم حسب جداول معدة مسبقا ويقدم الأكواريوم العديد من الخدمات والعروض الحية لإطعام القروش واللخم مثل الجولة الخاصة مع مرشدي المركز العلمي وبرنامج «الغوص مع القروش» الذي يتيح لهواة الغوص مشاركة غواصي المركز العلمي والسباحة جنبا الى جنب مع القروش في الحوض الرئيسي.
وأضاف ان الأكواريوم يحاكي صحراء الكويت من حيث البيئة والتنوع البيولوجي حيث تتميز صحراء الكويت بما تحتضنه من تشكيلة متنوعة من الحيوانات البرية لدى حيوانات الصحراء قدرة فريدة على التكيف والتعامل مع الظروف الصحراوية القاسية.
وأفاد بأن البيئة الصحراوية في الأكواريوم تضم الحيوانات «التي تعرضت للانقراض من صحرائنا بسبب الصيد الجائر وتلك التي نجحت في البقاء وأخرى مهددة بالانقراض».
ولفت الرديني الى ما تتميز به هذه البيئات الساحلية من مصبات الأنهار وبغابات القرم التي تعتبر من أكثر الأماكن حيوية حيث البيئة المناسبة لتكاثر ونمو الكائنات البحرية كما توفر هذه البيئة للحيوانات موارد غذائية مختلفة اما التنوع الحيوي في هذه البيئات فيشمل البطاريق وثعالب الماء وثعبان الأصلة والطيور وغيرها من الكائنات الساحلية والتي يمكن للزائر مشاهدتها وهو يتمتع بجو الشاطئ الهادئ والحدائق الاستوائية الخلابة.
وقال ان هذا الجزء من الأكواريوم يغمر الزائر بتجربة حسية فريدة صممت لتنقله الى أعماق البحر عبر المناظر والصوتيات الأخاذة ويعطي للزائر فرصة مشاهدة بعض الأحياء البحرية المفترسة والغريبة «والتي تم جلب أغلبها من مياهنا المحلية» بينما تم استيراد البعض الآخر منها من المياه الاستوائية حول العالم.
واضاف ان أحواض الأكواريوم تضم ايضا حوالي 100 نوع مختلف من الأحياء البحرية مثل القروش واللخم وأسماك المهرج وفرس البحر، كما تضم شعابا مرجانية حية، اضافة الى أنواع مختلفة من الأسماك وتتنوع معروضات الاكواريم وتتجدد بشكل مستمر فتنمو حيواناتها وتتكاثر أحياؤها ويضاف إليها الجديد باستمرار.
وأشار الى تحديث الأكواريوم بشاشات تفاعلية تقدم شرحا وافيا لأكثر من 100 نوع من الأسماك والحيوانات داخله باستخدام أحدث التقنيات العلمية في مجال الكمبيوتر، كما يضم المشروع 42 شاشة إلكترونية تعمل بخاصية اللمس مرتبطة بجهاز مركزي يحتوي على قاعدة بيانات ضخمة تعرض البيئات المختلفة الموجودة في الأكواريوم وتوفر صورا وفيديو عالية الجودة والوضوح بمؤثرات خاصة ومختلفة ومشوقة تتميز بسهولة التحديث.