أسامة دياب
استأنف الصالون الإعلامي ندواته التي تتماشي مع أحداث الثورة المصرية التي تشهدها مصر منذ الـ 25 من يناير الماضي حيث استضاف الصالون في ندوته التي أقيمت الاثنين الماضي عددا من الشخصيات المصرية العاملة في مجالي الصحافة والإعلام وكذلك مجموعة من رواد الصالون من الشخصيات الكويتية من أجل مناقشة العنوان الذي وضعه الصالون عنوانا لهذه الندوة وهو «مصر.. إلى أين؟».
وبدأت الندوة بكلمة مقتضبة من قبل الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس الذي أكد من خلالها أمله في أن تنتهي الأحداث في مصر بما يضمن استقرارها وأن تتجاوز محنتها في أسرع وقت ممكن، مشددا على أهمية الدور الإعلامي في أحداث كهذه خصوصا في أحداث الثورة المصرية منذ بدايتها حتى الآن، وقال الخميس «نعتقد أن الإعلام العربي كان في حالة غياب عن الحدث منذ بدايته وانشغل الإعلام العربي بتغطية أحداث أقل أهمية مما هو مرتبط بمصير العالم العربي واستقراره باستثناء بعض الفضائيات العربية».
ومن ناحية أخرى أدان الخميس الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون والإعلاميون أثناء تغطيتهم للثورة المصرية، مشيرا إلى أن الإعلام في الأساس يؤدي رسالة ويشارك في الوقت ذاته في كتابة تاريخ العالم الحديث وتوثيقه فلا ينبغي أبدا التضييق على الإعلاميين بأي شكل من الأشكال، وتمنى الخميس لمصر سرعة الانتهاء من الحالة الراهنة بأكبر قدر من المكاسب المتاحة والمضي قدما نحو مستقبل مستقر ومشرق.
من جانبه أكد د.عايد المناع على أن الجميع الآن بات يعلم يقينا أننا إزاء حدث تاريخي يحدث في مصر الآن حيث اننا انتقلنا من مرحلة حسم العسكر للسلطة إلى مرحلة حسم الشعب للسلطة، مشيرا الى أن الشعب الآن هو أداة التغيير لا العسكر كما حدث في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في أغلب الدول العربية، مضيفا أن على الجميع أن يتعظوا.
وقال المناع إن الثورة المصرية الآن تشهد عددا من الإيجابيات والسلبيات وان أبرز السلبيات هي الأضرار الاقتصادية التي تتعرض لها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن. ومن ناحية أخرى أشار المناع إلى موقف الغرب عموما مما يحدث في مصر حيث قال «لا أحد ينكر أن النظام في مصر كان حليفا للغرب ولكن الغريب هو الموقف السلبي تجاه الرئيس مبارك من قبل الغرب ومطالبته بالرحيل وذلك – حسب اعتقادي – عندما يصبح الحليف عبئا يجب التخلص منه، ومن مصلحتهم أمام شعوبهم أن يتشدقوا بالديموقراطية أمام شعوبهم وهم في الأساس لا يعنيهم سوى مصالحهم».
ومن زاوية أخرى رأى الخبير الأمني فهد الشليمي أن أميركا والغرب حينما يخاطبون الزعماء والشعوب العربية فهم بالأساس يخاطبون شعوبهم ولا يراعون سوى مصالحهم فقط.
وأضاف: انني قد تدربت في مصر وتنقلت بين معسكراتها المختلفة ولا ننكر أبدا أن الشعب المصري كان له دو كبير في أزمة الغزو العراقي للكويت، وشدد على أهمية نزول المسؤولين إلى الشارع واقترابهم من الناس لأن ذلك يساعدهم على بلورة القرار السياسي الصائب. وفي إشارة منه إلى مسألة أمن المواطن قال إن أمن المواطن يعني الخدمة الأمنية وليس الأمن السلطوي المتعالي.
أما الصحافي المخضرم محمد مرعي فقد ربط في حديثه بين ما حدث في حريق القاهرة وما شهدته مصر في الأيام القليلة الماضية من حرائق لأقسام الشرطة ومقر الحزب الحاكم وقال إن التحقيقات في حريق القاهرة أثبتت أن الملك فاروق هو من كان وراء هذه الحرائق من أجل التخلص من وزارة النحاس باشا.
وأشاد مرعي بعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الحالي والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الحالي مشيرا إلى أنهما من الشخصيات التي لا غبار عليها ولكنهما محسوبان على النظام، وان الحوار الدائر الآن هو مع الأحزاب التي وصفها بأنها أحزاب ورقية لأنها أنشئت بقرارات من الحزب الوطني الحاكم.
أما د.نرمين الحوطي والتي كانت متواجدة في قلب الأحداث في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير فقد أشارت إلى أن بعض وسائل الإعلام الغربية كانت سببا في تأجيج الأوضاع مؤكدة على أن الثورة كانت ثورة رائعة وطاهرة إلى أن هناك بعض الأطراف من أصحاب المصالح يحاولون تخريب هذه الثورة من أجل أوهام السلطة.
من ناحية أخرى، أشادت بالدور الذي لعبه سفير الكويت في مصر وحجم المجهودات التي قام بها أثناء ما يحدث ويحدث في مصر الآن. كما دعت إلى تكوين حزب للشباب الكويتي من أجل احتواء هذا الشباب واستغلال قدراته وطاقته في الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت، مطالبة بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية لدى هؤلاء الشباب من خلال قرار التجنيد الإلزامي لهم.
بينما أكد أسامة جلال رئيس تحرير موقع مصريون في الكويت انحيازه التام والمطلق لثورة 25 يناير ومطالبها رافضا في الوقت ذاته أي تدخل أجنبي في شؤون مصر الداخلية. وأشار إلى أن ما يحدث الآن يتطلب من المصريين في الأساس أن يحكموا عقولهم في هذه المرحلة وألا يتغلب عليهم عاطفة القلب في الحكم على الأمور.
من جانبها، أرسلت الناشطة السياسية ومحامية الدولة في الفتوى والتشريع نجلاء النقي كل التحية والتقدير لشباب مصر أصحاب الفضل في التغيير معلنة استياءها من الطريقة التي تعامل بها الأمن المصري مع هؤلاء الشباب العزل الذي أدى إلى استشهاد عدد من الشباب في عمر الزهور، كما تمنت أن تنتهي الأوضاع في مصر سريعا لأن مصر دولة محورية مهمة للمنطقة العربية كلها كما أشادت بهذا التلاحم القوي بين المسلمين والمسيحيين في مصر والذي أثلج الصدور، مؤكدة ان الأزمات دائما تقوي الشعوب وتوحده، داعية إلى إنشاء نصب تذكاري في ميدان التحرير ليخلد أسماء شهداء الثورة.
من جانبه، دعا د.أحمد سامح إلى ضرورة الهدوء والتزام ما وصفه بصوت العقل من أجل إنهاء الرئيس مبارك لفترة رئاسته، وأشاد بحرية التعبير التي لم تكن موجودة قبل عصر مبارك وحذر من استيلاء الاخوان المسلمين على السلطة رافضا في الوقت ذاته أي تدخلات خارجية في شؤون مصر.
أما جاسم العون الوزير السابق فقال انه لن ينحاز إلى طرف ضد آخر وأن الوحيد الذي يملك حق التقرير والقرار هو الشعب المصري فقط وهو الأقدر على حسم مصير مصر. مشيرا إلى أن انعكاسات ما يحدث على دول المنطقة والخليج بشكل خاص يجب أن توضع في الحسبان ويجب أن نتساءل حول وجود بعض من تلك الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة المصرية وهل هذه الأسباب موجودة في بلادنا أم لا؟ مضيفا ان أبرز الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة المصرية يتمثل في الفساد من حيث المحسوبية والرشوة وغياب العدالة الاجتماعية وللأسف نحن نعاني من هذه السلبيات ونحتاج إلى معالجة بعض الظواهر السلبية في مجتمعنا معالجة فورية، مؤكدا ان هناك العديد من الإيجابيات التي حققتها الثورة المصرية ليس لمصر فقط وإنما للشعوب العربية جميعا ودول المنطقة.
من جانبه، أشاد الكاتب الصحافي محمد عبدالعزيز بهذه الدماء الطاهرة التي سالت من شباب مصر على تراب مصر، مؤكدا ان الله تعالى قد حسم مسألة أمن واستقرار مصر منذ أكثر من 1400 عام، وأكد على أن مصر متجهة إلى الأفضل. كما أشار إلى تقارير لمنظمات دولية مختلفة تناولت قضايا الفساد وعدم وجود عدالة في توزيع الثروة في مصر.