دمشق ـ كونا - عقاب الرشيدي
وصف رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري امس العلاقات الكويتية ـ السورية بأنها «متجذرة ومميزة» عبر التاريخ داعيا الى ضرورة تعزيزها وتوسيعها بما يصب في مصلحة كلا البلدين والشعبين الشقيقين. واعرب عطري خلال لقائه وفد جمعية الصحافيين برئاسة رئيس الجمعية احمد بهبهاني عن سعادته بلقاء كوكبة منيرة من رجال الصحافة الكويتية التي تعتبر منبرا من المنابر العربية التي تسلط الاضواء على القضايا والشؤون العربية.
وحيا عطري صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي الذي قال انه «مثال للرجل الحكيم». وهنأ عطري الكويت «قيادة وحكومة وشعبا» بالاحتفالات بالأعياد الوطنية مؤكدا ان «هذه الاحتفالات عزيزة وغالية على قلوبنا».
وقال «عندما يتضافر عاملا القرار السياسي والرغبة المشتركة نستطيع ان نقطع أشواطا كبيرة في مجال تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية من خلال ايجاد آلية لتطويرها في جميع المجالات التنموية». واضاف «نحن لا ننسى مؤازرة الكويت ودعم مسيرة التنمية الشاملة في سورية عبر الجهود التي بذلتها الحكومة الكويتية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذين ساهموا بشكل فعال في تقديم الدعم لعدد كبير من المشاريع التنموية في مجالات الزراعة والطاقة والبنى التحتية والطرق». واوضح ان هناك العديد من المشاريع الاستراتيجية لتطوير المنطقة الشرقية وخاصة ما يتعلق بموضوع جر مياه نهر دجلة والفرات معتبرا هذا المشروع من المشاريع الحيوية والمهمة بالنسبة لسورية لما له من فوائد اجتماعية.
واعرب عطري عن سعادته للدعم الذي تقدمه الكويت للمشاريع التنموية في سورية وخاصة في مجالات النفط والغاز مشيرا الى «اهتمام الكويت بإنشاء مصفاة تكرير للنفط سنعمل على ترجمتها خلال الفترة المقبلة».
وقال عطري خلال اللقاء الذي حضره وزير الاعلام السوري محسن بلال والسفير الكويتي في دمشق عزيز الديحاني ورئيس اتحاد الصحافيين السوريين الياس مراد ان مجال الاستثمار في سورية واعد وخاصة في الجانب السياحي مشيرا الى الدور المهم الذي تقوم به مجموعة «الخرافي» في هذا الجانب وخاصة في ما يتعلق بمجال الفنادق.
ولفت الى اهمية مشروع الصرح الحضاري الذي ستقيمه الكويت في سورية لتخليد ذكرى الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد والرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، مبينا انه تم تخصيص موقع ممتاز في دمشق لإنشاء الصرح الذي سيتضمن برامج سياحية وثقافية وترفيهية.
من جهته قال رئيس جمعية الصحافيين احمد بهبهاني في كلمة له ان زيارة وفد الجمعية الى سورية يهدف الى تقديم الشكر الى الاشقاء في سورية وفي مقدمتهم الرئيس الراحل حافظ الاسد على مواقفها الداعمة والمساندة للحق الكويتي ابان الغزو العراقي الغاشم ومشاركتها في تحرير الكويت.
واكد بهبهاني عمق العلاقات الكويتية ـ السورية في مختلف المجالات معربا عن الامل في ان تشهد مزيدا من التقدم والازدهار موضحا ان رجال الاعمال الكويتيين متحمسون للاستثمار في سورية نظرا لما تتميز به من بيئة استثمارية مناسبة وآمنة.
بدوره وصف نائب رئيس التحرير وامين صندوق الجمعية عدنان الراشد العلاقات الكويتية ـ السورية بالعلاقات «المميزة والناعمة والراقية» ولم تتأثر بجميع الازمات نظرا لحكمة القيادتين السياسيتين وما يربط الشعبين من روابط متينة.
واضاف ان سورية قدمت الشيء الكثير وعاملت الكويتيين معاملة السوريين واحتضنتهم ايام الاحتلال مشيدا في الوقت ذاته بالإعلام السوري المرئي والمقروء والمسموع الذي كان له دور ايجابي خلال فترة الاحتلال ووقف مع القضية الكويتية موقفا لافتا مع التخلي عن كل المحاذير. وقال ان هذا الموقف سيبقى محفورا في ذاكرة جميع الكويتيين داعيا الى ضرورة توثيقه ونقله للأجيال القادمة.