علق الداعية الاسلامية الداعية د.ناظم المسباح على الاضطرابات التي تشهدها مصر الشقيقة، موضحا:اننا مع مطالب الشعب المصري المشروعة والخاصة بالاصلاحات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فهذا امر مطلوب وحق مشروع فلكل انسان الحق في تحسين اوضاعه، مذكرا بقول الامام مالك رضي الله عنه: «لا يصلح آخر هذه الامة الا بما صلح به أولها» وان هذا هو الشعار الذي ينبغي ان يرفعه الجميع فالكتاب والسنة هما الامن والامان والضمانة لكل اشكال الاصلاح، مؤكدا على ضرورة ان يتم التغيير والاصلاح برفق ولين كما في الحديث الحسن «ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه»، مطالبا جميع الاطراف الوطنية بالتفاهم والحوار فيما بينهم برفق ولين وهدوء للوصول الى تحقيق الاهداف المشروعة لعشرات الملايين من اشقائنا المصريين، محذرا من الانجراف نحو الاطروحات الهدامة لبعض وسائل الاعلام المسعورة التي تسعى الى الاثارة وزعزعة الاستقرار عن طريق دغدغة مشاعر العامة دون توجيه صحيح او ضوابط سليمة.
وتابع: ينبغي على هؤلاء الشباب المتحمسين للاصلاح ان يختاروا من يمثلهم في الحوار الوطني الجاري حاليا فلا يعقل الا يكون لهذه الملايين من يمثلها في التفاوض لنيل الحقوق المشروعة لاسيما اننا سمعنا ـ اكثر من مرة ـ من هؤلاء الشباب انهم لا ينتمون الى اي جماعة او حزب او فصيل سياسي ممن يتحدثون او يتفاوضون مع الحكومة، لذا كان لزاما عليهم ان يكون لهم ممثل يتفاوض باسمهم.
وزاد: من الضروري الآن ان تتوقف المظاهرات لاعطاء الفرصة للعقلاء والحكماء للسعي نحو تحقيق مطالب الجماهير، موضحا ان ميدان التحرير موجود ومفتوح لهؤلاء الشباب في حال تبين لهم ان هناك التفافا على مطالبهم المشروعة، مؤكدا ان الاصرار والتعنت يضيع الوقت وقد يفوت الفرصة دون الوصول الى حل يلبي طموحات الناس، ويتيح المجال لتدخلات أجنبية لا تريد الخير لمصر.
وحذر المسباح من الايادي الخارجية التي تسعد باضطراب الاوضاع في مصر الشقيقة بهدف اضعافها في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مناشدا الجماهير المصرية الا ينخرطوا ـ تحت اي دعوى او ضغط ـ في تخريب ممتلكات وطنهم ومؤسساته بحجة الضغط على الحكومة او الحزب الحاكم لتحقيق مطالبهم فهذه اموال عامة ملك لجميع افراد الشعب.
واثنى المسباح على الموقف المسؤول للجيش المصري العظيم في حماية الشباب الغاضب والممتلكات العامة والخاصة لاسيما بعد انسحاب الشرطة من الشارع وما تبع ذلك من انعدام الامن، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة ان يتصدى الجيش بكل قوة وحسم لمن يتعدى الخطوط الحمراء، مبديا اسفه لسقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى جراء الاحداث الجارية، مؤكدا ان هذا لا يرضي الله ولكنه نتيجة حتمية للهرج والمرج والفتنة. وختم المسباح بالتضرع الى الله تبارك وتعالى ان يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء وان يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن وان تستعيد مصر عافيتها بعد هذه الاحداث.