- البدء في حفر 3000 بئر لتأمين المياه الصالحة للشرب والاستعمال اليومي لمئات الآلاف وإطلاق عيادات صحية متنقلة بكامل تجهيزاتها
- الهيئة نفذت مشاريع إغاثية عاجلة كخطوة أولية لمدة 6 أشهر بدأتها بافتتاح مخيم لاركانا للمتضررين في إقليم السند بسعة 450 خيمة ويؤوي أكثر من 3000 متضرر
- تدشين مشروع توزيع الحبوب الزراعية لاستصلاح نصف مليون دونم بواقع 1562 طناً في كل إقليم
في غمرة احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، تستذكر الكثير من الفقراء والمساكين والأيتام والمنكوبين في جميع أنحاء العالم جهودها الإنسانية ومبادراتها الخيرية التي تعكس الوجه المشرق والحضاري للديرة وأهلها الذين دأبوا على فعل الخير وتسابقوا من أجل إقامة المشاريع الصحية والتعليمية والإنتاجية والثقافية في جميع أنحاء العالم.
وجاءت وقفة الكويت إلى جانب منكوبي فيضانات باكستان من خلال حملة «الكويت معكم» برعاية الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية كنموذج لتأكيد حجم التعاطف الرسمي والشعبي مع الضحايا قولا وفعلا، وارسال رسالة بأن الكويت، بقيادة حضرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، صاحبة مواقف رائدة، وان أبناءها جبلوا على قيم الخير والتكافل، وسيظلون على هذا النهج الخيري الذي توارثوه عن الآباء والأجداد.
حجم الكارثة
الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب الباكستاني من جراء فيضانات صيف عام 2010م - وفق تصنيف منظمة الأمم المتحدة- تعد الأسوأ عالميا من حيث الأضرار والحاجة إلى الدعم الاغاثي الفوري.
فقد فاقت بما خلفته من دمار وخراب كارثة تسونامي عام 2004 وزلزالي كشمير عام 2005 وهاييتي عام 2009 وابتلعت مياهها ربع مساحة باكستان ودمرت أكثر من 30% من المحاصيل الزراعية، وبلغت حصيلة المتضررين 20 مليون متضرر حسب إحصائية الحكومة الفيدرالية.
وقد شكلت هذه الكارثة فاجعة إنسانية خطيرة لما أسفرت عنه من أوبئة وأمراض معدية وهددت صحة الملايين من المنكوبين في ظل غياب دور الرعاية الصحية وفقدان الحكومة لمئات من المستشفيات والمراكز الصحية التي جرفتها مياه الفيضانات.
تلبية النداء
ومع إطلاق الشعب الباكستاني نداءات استغاثة، لبت دولة الكويت النداء فورا بما حباها الله من أخيار وخيرات عبر مشوارها الاغاثي الطويل، وفاقت بتحركها الانساني ما كان متوقعا، حيث أطلق صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد حملة تبرعات شعبية على مستوى الكويت استمرت ثلاثة أيام عبر وسائل الإعلام والمساجد والمتاجر وغيرها، واسند هذه المهمة الاغاثية للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي جمعت أكثر من 26 مليون دولار ذلك بتعاون وتنسيق مشكورين مع تلفزيون دولة الكويت وتلفزيون الوطن وتلفزيون الراي.
جسور إغاثية
وإزاء التفاعل الايجابي من أهل الخير مع الحملة، انطلقت التحركات العاجلة لتقديم مساعدات اغاثية طارئة عبر تسيير جسور جوية من الكويت إلى مطارات باكستان في أقاليمها الأربعة ونقل سلاح الجو الكويتي الأغذية الأساسية والخيم والبطانيات، وهو ما دعا الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إلى فتح مكتب دائم في باكستان على وجه السرعة ليباشر المكتب أعمال الإغاثة العاجلة وتقديم الدعم للضحايا.
هذا وقد سار تحرك الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لإغاثة منكوبي باكستان وفق خطة تتماشى مع حجم الكارثة انبثقت من خبرة الهيئة في العمل الإنساني التطوعي حيث وضعت الهيئة على عاتقها تنفيذ عدد من المشاريع الاغاثية العاجلة كخطوة أولية لمدة 6 أشهر بدأتها بافتتاح مخيم لاركانا للمتضررين في إقليم السند بسعة 450 خيمة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ويؤوي المخيم أكثر من 3000 متضرر توفر لهم الهيئة الخيرية الغذاء اللازم والمياه الصالحة للشرب حيث حفرت 4 آبار سطحية ووفرت أنظمة الصرف الصحي ووفرت خلاله إعاشة كاملة لقاطنيه.
الرعاية الصحية
أما الرعاية الصحية التي دشنتها الهيئة فهي حاضرة في قلب المخيم على مدار الـ 24 ساعة وهو ما جعل المخيم في الصدارة من حيث التنظيم والرعاية من بين المخيمات التي ترعاها المنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى 3000 بئر بدأت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية حفرها في مهلة لا تتجاوز 6 أشهر لتأمين مياه صالحة للشرب والاستعمال اليومي لمئات الآلاف من المتضررين لوقايتهم من البكتيريا والأمراض المصاحبة لمياه الفيضانات التي كان الكثير من المنكوبين لا يجدون بدا من استخدامها بسبب شح المياه الصافية.
وإدراكا من الهيئة لضرورة الرعاية الصحية في هذه الظروف الإنسانية الحرجة خاصة في فصل الشتاء شديد البرودة.. أطلقت الهيئة الخيرية 10عيادات صحية متنقلة بكامل أنظمتها الطبية تحمل معها الدواء وتقدمه مجانا في كافة أقاليم باكستان المنكوبة، وتقدم العلاج للأمراض المنتشرة بين المتضررين التي تحملها مياه الفيضانات كالكوليرا والملاريا والإسهال والشلل الحادين بالإضافة للحمى، وما يستعصي على العيادات من الحالات المرضية فإنها تحوله إلى مستشفيات المدن المجاورة معززة بأوراق تشخيصية تبين حالة المريض، ويستمر عمل العيادات.
وفي هذا السياق يقول أحد المرضى الباكستانيين ويدعى شمس الدين إن عيادة الهيئة في منطقتنا تقدم لنا الرعاية الصحية على مدار الأسبوع وخدماتها مجانية ولا يضجر العاملون في العيادة مطلقا، وجهودهم جبارة، ونشكر الهيئة الخيرية والكويت على هذا الدعم الكبير.
مشروع البذور
ونظرا لتدمير الفيضانات أكثر من 30% من المحاصيل الزراعية التي تشكل عماد الاقتصاد الباكستاني، عمدت الهيئة الخيرية الإسلامية إلى إطلاق مشروع توزيع الحبوب الزراعية على المزارعين المتضررين لاستصلاح نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية حيث وزعت الهيئة أكثر من 1562 طنا من الحبوب في كل إقليم وسارت عملية التوزيع بعد حملات استقصاء وحصر للأراضي المتضررة وجمع بيانات مالكيها.
وقد انبثق عن هذا المشروع تشكيل بنك حبوب القمح الزراعي في إقليم بلوشستان بالتعاون مع وزارة الزراعة، وعماد فكرته استرجاع جزء من المحصول في كل سنة ثم تنميته في مزارع الوزارة ثم إعادة توزيعه على الفقراء دون مقابل ومن المتوقع أن يوفر هذا المشروع بعد بضع سنوات حاجات المزارعين من القمح الزراعي في كافة الأقاليم.
وأعرب المستفيد من مشروع البذور محمد نواز عن شكره لدولة الكويت على هذه المساعدة كاشفا ان بيته وأرضه الزراعية سويتا بالأرض ولا يملك شيئا لاستصلاحها، مستبشرا خيرا بمشروع البذور الذي سيمكنه من زراعة الأرض وجني المال لإعادة بناء منزل جديد له ولأسرته إن شاء الله.
بناء المساجد
هذا وقد ألحقت الفيضانات بالغ الضرر بالبنية التحتية ما حال دون أداء الناس لمناسكهم وعباداتهم، ومن هنا تولت الهيئة الخيرية بناء وترميم العديد من بيوت الله ليرفع فيها اسم الله في قلب المناطق المنكوبة واضعة في الاعتبار المعايير الدينية وتعاليم الإسلام في تشييد المساجد.
ومن جهته أعرب إمام مسجد قرية ووت باكا محمد نذير عن الشكر الجزيل للكويت ـ أميرا وحكومة وشعبا- على اهتمامها بإعادة بناء بيوت الله، لافتا إلى أن قريته كانت خاوية من المساجد منذ كارثة الفيضانات، وكان سكان القرية وكبار السن يمشون مسافات طويلة إلى القرى المجاورة لأداء الصلاة في هذا البرد الشديد وفور انتهاء مسجد القرية فإن أهلها لن يعانوا بعد اليوم.
وتواصل الهيئة الخيرية تسيير الوفود وتقديم الدعم اللوجستي من خلال توزيع الطرود الغذائية على المحتاجين حيث استقبلت الهيئة في الكويت مئات الأطنان من المواد الغذائية من الشركات وأهل الخير، ويتواصل إرسالها عبر البحر والجو تباعا إلى باكستان.
توزيع الماعز
كما تعمل الهيئة الخيرية على توزيع المئات من الماشية على المنكوبين جراء الفيضانات بعد أن قضت الفيضانات على مئات الآلاف من الماشية وقدرت خسائرها بما يربو على ثلاثة مليارات دولار.
فقد قامت الهيئة بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع الجهات المعنية في إسلام آباد وذلك لشراء 10 آلاف رأس ماعز لتوزيعها على المتضررين من فيضانات باكستان بمعدل شاه أو معزة حامل لكل أسرة فقيرة
جدير بالذكر ان الهيئة الخيرية وضعت مواصفات محددة لشراء الماعز حيث اشترطت أن تكون العنزة حاملا ولا تعاني من أي أمراض، لدعم استعادة الثروة الحيوانية المفقودة. علما بأن ميزانية هذا المشروع تزيد على مليون ومائتي ألف دولار، ومن المتوقع أن يستمر المشروع لمدة تزيد على أربعة أشهر منذ توقيع الاتفاقية في نهاية شهر يناير الماضي، بسبب معاناة الشعب من أزمة حادة في الثروة الحيوانية بعد نفوق الملايين من رؤوس الحيوانات، فضلا عن تأثر بعضها بشكل غير مباشر بسبب تضرر أنظمة الري، وتلف المحاصيل الزراعية.