- الجيوش ليست للأنظمة بل للأوطان ونتمنى على الدول العربية الالتفات إلى مطالب شعوبها
- أواكب عملية تأليف الحكومة اللبنانية والمؤشرات طيبة وسأحضر قمة بغداد العربية دعماً للتضامن العربي
اكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ان «لبنان لم يشعر يوما بأي تمييز مع الكويت وكل لبنان يكن كل المحبة الكبيرة للقيادة وللشعب الكويتي، الذي شاركنا في الهموم والمحن والازمات وكان دائما الى جانبنا، كما وقفت الكويت الى جانب لبنان في كل المنتديات الدولية وصولا الى الدعم الاقتصادي والمالي المستمر».
ورأى «ان الدور الاهم الذي نستفيد منه من الكويت هو عبر الامة العربية اذ دأب أمير الكويت على المصالحة والجمع وعلى انشاء صندوق للاستثمار لمعالجة شأن المواطنين العرب»، وتمنى ان تعود الحالة بين الكويت والعراق الشقيقين الى طبيعتها وان تحل الامور العالقة، مشددا على وجوب «اعتماد الديموقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتداول السلطة في العالم العربي، على ان تكون الجيوش لا للانظمة انما للاوطان»، لافتا الى ان ما حصل في لبنان هو تداول للسلطة» مؤكدا «حضور القمة العربية في العراق» مواقف الرئيس سليمان جاءت خلال لقائه وفد جمعية الصحافيين الكويتيين.
سئل: بداية في اجواء الايام العزيزة التي تعيشها الكويت والمتمثلة في الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني والذكرى العشرين للتحرير، وخمس سنوات على تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الحكم في البلاد ماذا تقول فخامتكم بهذه المناسبات المجيدة.
اجاب: نحن لم نشعر يوما بأي تمييز او تمايز بين لبنان والكويت، والشعب اللبناني بأسره وكذلك كل المؤسسات الدستورية اللبنانية يكنون كل المحبة الكبيرة للكويت الشقيقة ونتمنى لها المزيد من الاستقرار والسلم والطمأنينة والازدهار. الكويت شاركتنا في كل الهموم، واثناء المحن والازمات التي مر بها لبنان كانت الكويت دائما الى جانبه، واثناء الازمات الاقتصادية او الدمار الذي اصاب لبنان تباعا من قبل العدو الاسرائيلي او اثناء الاضطرابات الداخلية، ففي عدوان 2006 كانت الكويت السباقة للمساعدة. والكويت وقفت سياسيا في المنتديات الدولية مع لبنان وايضا، صندوق التنمية الكويتي الذي يستمر في دعم شرائح المجتمع اللبناني. بالاضافة الى الدور الذي تقوم به الكويت هناك الدور الاهم الذي نستفيد منه عبر الكويت هو في الامة العربية، وموضوع القمة الاقتصادية التي انعقدت في الكويت كانت مناسبة لحل الازمات حيث شهدت حدثين مهمين الاول هو المصالحة والجمع الذي دأب عليه أمير الكويت الذي نتمنى له طول العمر والصحة، والثاني افتتاح الصندوق العربي للاستثمار الذي قدره بملياري دولار وكانت له اول مساهمة بنصف مليار دولار هذا دليل حس وشعور مطلوب من جميع الزعماء العرب لمعالجة الشأن العربي والمواطنين العرب.
لحل الأمور العالقة
بين الكويت والعراق
نحن بمناسبة تحرير الكويت وبمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الكويت وخمس سنوات لتسلم الامير مقاليد الحكم في الكويت نتمنى لكم كل الخير ونتمنى ان تحل كل الامور العالقة بينكم وبين الدولة العراقية الشقيقة، وان تعود الحالة الى طبيعتها وهي عادت بالفعل ولكن نتمنى لها المزيد من التطور في العلاقات الجيدة والطيبة.
سئل: بالنسبة للوضع العربي الراهن كيف تقرأ ما يجري الآن على الساحة العربية بشكل عام؟
اجاب: الوضع على الساحة العربية يتطلب قراءة عميقة من الحكام، كما قلت عن دور أمير الكويت في تعزيز التضامن العربي، والذي واكبه بارساء التضامن الاجتماعي عبر انشاء الصندوق الكويتي للتنمية العربية كانت هناك مشكلة بأن المواطن العربي لم يأخذ حقه من ثروات العرب ومن امكانات الدول العربية لا على مستوى الدول ولا على مستوى الافراد، ويجب ان نلتفت الى هذه التطلعات ويجب على السلطات في البلدان كافة اعتماد الديموقراطية كسبيل وحيد لارساء النظام، والديموقراطية بمعانيها كافة، لجهة تحقيق العدالة الاجتماعية، بمعنى تداول السلطة وتغيير الحكومات والمسؤولين والموظفين الكبار، وعبر الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية وفي كل المجالات، وايضا تأمين مشاركة الشعب في السلطة عبر تمثيل مختلف الشرائح الاجتماعية، وهذا امر مهم نهمله احيانا، مثلا الدستور اللبناني ينص على المشاركة، ويشير الى ان المشاركة يجب ان تكون لجميع الطوائف بنسب معينة وقد حدد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين دون النظر الى عدد المسيحيين او عدد المسلمين لان المشرع اللبناني ادرك بألا امكانية لاستمرار الحياة الديموقراطية من دون هذه المعادلة.
الجيش للوطن وليس للنظام!
وايضا يجب الانفتاح وتأمين الاصلاحات للانظمة، لاسيما انظمة الاحزاب في الدول العربية والقوانين الانتخابية حتى يتسنى لجميع شرائح الشعب المشاركة، وهنا لا يمكنني الا ان اتوقف عند دور الجيوش في الدول العربية، والتي دورها ليس الى جانب النظام او الى جانب السلطة بل يجب ان تكون جيوشا للأوطان، ونحن مررنا بتجربة كبيرة اعتبارا من العام 2005 وقد استطعنا حماية الأمن وتأمين حرية التظاهر وهذا حصل بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحصل مرة أخرى اثناء الاعتصام الذي أقيم في وسط بيروت، في المرة الاولى تم تأمين حماية المجلس النيابي وتأمين حرية التظاهر ومنع الاحتكاك بين الجانبين المتظاهرين وحماية الأملاك العامة، وفي المرة الثانية حصل نفس الشيء وتم تأمين وحماية السراي الحكومي ولم يعمد الجيش الى ممارسة العنف ضد المعتصمين. وهناك أحداث كثيرة مرت بين الأعوام 2005 و2008 تعامل فيها الجيش كجيش للوطن ولجميع الناس، ومؤخرا، وخلال الاحتجاجات التي حصلت بعيد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي ايضا تعامل الجيش بمسؤولية عالية وكبيرة رغم تعرض المتظاهرين أحيانا للقوى العسكرية والأمنية. هذا النوع من التعامل يجب أن يسود الاوطان العربية، لأن معظم الدساتير لا بل جميعها تقر حرية التعبير وهذه الحرية مشروعة لكل مواطن في أي مكان كان.
طبعا هناك بعض الاستثناءات التي تحصل في كل عمل هذا ملحوظ في دساتير الدول وفي الشرائع الدولية ولكن حرية التعبير ليست العنف والاعتداء على الأمن أو الاعتداء على الآخرين، وأي قرار تأخذه سلطة معينة بمنع التظاهر يجب أن ينظر اليه بمعنى حفظ الأمن وحماية الناس والممتلكات وليس منع التعبير، اذا استطاعت الجيوش حفظ الأمن والممتلكات والمؤسسات والسماح بالتعبير تكون ملتزمة بالدستور الذي هو أعلى شأنا من أي قرار سياسي يتخذه حاكم أو وزير أو مسؤول.
أرى وعيا عربياً يتطور
نتمنى أن تلتفت الدول العربية الى مطالب شعوبها وتؤمن بالاصلاحات وتتعامل بشكل ديموقراطي مع حرية التعبير والتظاهرات، وأيضا أرى وعيا يتطور لدى الشعوب العربية، فالمظاهرات المليونية الكبيرة عندما لا ترتكب شغبا أمنيا فإنها تدل على رقي هذا الشعب، نحن شهدنا تظاهرات واعتصامات كبيرة من كل الاطراف ولم يحصل اعتداء على الأمن، طبعا هناك بعض الاستثناءات التي تحصل في كل عمل كبير، اذ ان هناك بعض الشاذين الذين يخترقون الصفوف ويقومون باعتداءات. وأيضا نأمل أن يلتزم الشباب المصري بهذه المعايير لكي يبرهنوا على انهم جديرون بالديموقراطية.
الحكومة تمثل الوطن اللبناني
سئل: بالنسبة للشأن الداخلي اللبناني، أين أصبح موضوع تشكيل الحكومة وهل من بشارة في هذا الخصوص؟
أجاب: العملية ديموقراطية، ونظرا لما نشاهده من تحركات ولقاءات، نقول انه حصل تداول للسلطة بشكل ديموقراطي في لبنان، هذا أول أمر نتوقف عنده، لقد حصلت استشارات نيابية كلف على أثرها الرئيس نجيب ميقاتي بتأليف الحكومة، الرئيس المكلف يعكف على مشاوراته ليتم تأليف حكومة تمثل الوطن اللبناني وكل الشرائح بالاتفاق مع رئيس الجمهورية.
سئل: هل من مؤشرات ايجابية حول قرب تشكيل الحكومة؟
أجاب: المؤشرات طيبة وايجابية ونحن نسعى، وأنا شخصيا أواكب عملية التأليف باتصالات ولقاءات تجري ووضع كل التسهيلات والامكانات بتصرف رئيس الحكومة لكي يستطيع الوصول الى تركيبة تشبه لبنان.
قمة التضامن العربي
والمصالحة الفلسطينية
سئل: هل يحضر لبنان شيئا ما بالنسبة للقمة العربية المقبلة في شهر مارس؟
أجاب: نظرا للتطورات التي تحصل في الشارع العربي فإننا نستعد لتحضير شيء ما، والعنوان الاساسي يجب أن يكون التضامن العربي والمصالحة الفلسطينية، هذه العناوين يجب أن يتم التركيز عليها في الاجتماع المقبل، ونأمل أن تكون هدأت كل هذه الاضطرابات في الشارع العربي.
سئل: هل ستحضرون قمة بغداد شخصيا؟
أجاب: طبعا سأحضر بكل تأكيد الا اذا حالت ظروف أخرى دون ذلك.
* ردد الرئيس سليمان أثناء اللقاء أكثر من مرة كلنا واحد.
* وقال سليمان هناك شبه كبير بين لبنان والكويت في كل الأمور.
* سأل الرئيس سليمان عما اذا كان هناك تغيير في موعد الاحتفالات في ظل تطور الامور، بعدما تأجلت القمة العربية ـ اللاتينية. فأكد له الوفد ان الاحتفالات في مواعيدها.
* تحدث الزميل عدنان الراشد شاكرا الرئيس سليمان على منح الوفد هذه الفرصة، لكي نقول للبنان قيادة وشعبا من خلال فخامتكم شكرا في مناسبة 50 سنة على استقلال الكويت و20 سنة على التحرير و5 سنوات على تولي صاحب السمو الأمير للحكم، شكرا للبنان الذي وقف مع الكويت وقفة لا تنسى، لأنه في فترة الغزو كان لبنان جريحا ويعاني، لكنه تعالى على جرحه ومد يد المساعدة الممكنة للكويت في أحلك وأصعب الظروف التي مرت بها الكويت. وأثنى على الجيش اللبناني الذي ساهم مساهمة رمزية نظرا للظرف الذي كان يمر به لبنان في العام 1990، ولكنها عنت للكويتيين الكثير وفي نظر الكويتيين وفي ذاكرتهم مساهمة كبيرة جدا تعادل مساهمات الدول الاخرى، فلبنان لم يتأخر عن مساندة الكويت في أقسى الظروف التي مرت بها. كما أن الشعب اللبناني كان له الدور المشرف في الوقوف مع الشرعية الكويتية، ونذكر بكل اعتزاز دور الرئيسين حسين الحسيني وسليم الحص. كما نذكر الجيش اللبناني الذي ساهم مساهمة نعتز بها. وفي هذه المناسبة نقول لفخامتكم شكرا لبنان ونرجو أن تتقبلها وتنقلها لكل الشعب اللبناني.