أسامة أبوالسعود
أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الأسبق عبدالهادي الصالح ضرورة الانتماء والولاء للوطن مطالبا جميع أفراد المجتمع وطوائفه بالتمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والقبلية والفئوية والحزبية، ودعا جميع فئات المجتمع الى ضرورة التعايش الاجتماعي جنبا إلى جنب في وطن واحد وبلد واحد يعيش فيه الجميع بمسطرة واحدة، فلا فرق بين شخص وآخر أو قبيلة وأخرى أو طائفة وأخرى، فالكل أبناء وطن واحد وبلد واحد.
واشار الصالح خلال الندوة التي نظمتها دار معرفي في منطقة الدسمة مساء أول من أمس بالتعاون مع الجمعية التربوية الاجتماعية عن المواطنة إلى أن المجتمع المنظم المتماسك هو الذي يعيش جميع أفراده على مبادئ الود والمحبة والإخاء والتعاون.
مضيفا أن: الوطن عنصر مهم جدا في حياة الإنسان، فالمواطنة تعني انتماء جميع أطياف المجتمع الواحد إلى بلدهم الأم، كما أنها تعني ارتباط الشخص بوطنه وأن يكون انتماؤه وولاؤه له، لا أن يكون ولاؤه لقبيلته أو طائفته أو منطقته، لافتا إلى أن المواطن عليه أن يلتزم بالتزامات الدستور الذي ينظم واجباته ويمنحه جميع حقوقه مشيرا إلى أن الدستور هو السور الذي يحمي جميع أفراد الوطن وأبنائه.
وتطرق الصالح إلى قضية التطرف الديني داعيا إلى ضرورة محاربته ومواجهته مشيرا إلى أن التطرف الديني موجود في مجتمعنا، مستدركا: نجد الشخص المتطرف دينيا يريد أن يلغي معتقدات الآخر الذي لا ينتمي إلى معتقده أو مذهبه، حتى داخل المذهب الواحد نجد أن هناك تطرفا ومغالاة في بعض الأمور الفقهية أو المعتقدات الخلافية لافتا إلى أن هناك تطرفا أيضا في الأفكار والآراء فنجد أن هناك من يتطرق إلى الاستئثار برأيه وإلغاء وتسفيه آراء الآخرين والاستهزاء بها.
وبين الصالح أن هناك مؤسسات في الكويت مثل وزارة الأوقاف تدعو إلى نبذ التطرف الديني بمختلف أشكاله وبها لجنة للوسطية، مبينا أن ذلك أمر جيد، داعيا إلى التزامها بالرأي والرأي الآخر لا أن تستأثر برأي دون الأخذ بالرأي الآخر، داعيا وسائل الإعلام كذلك إلى الاعتدال وتجنب التطرف والأخذ بجميع الآراء دون استثناء.
وعرج الصالح إلى قضية العدالة في المجتمع، داعيا إلى مراعاتها بين الجميع، مؤكدا أنه إذا تساوى أفراد المجتمع في جميع الحقوق والواجبات وأنه عندما تكون هناك عدالة في توزيع الثروات والمكتسبات فإن الخير سيعم على الجميع وسيزدهر المجتمع وتنهض الأمة.
وبدوره أشار مدير المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية م.نادر معرفي إلى أن التعددية شيء صحي في أي مجتمع وأنه يعطي رونقا وثراء لأي مجتمع مشددا على انه من الضروري لكل مجتمع أن يحافظ على هذا التنوع، وعلينا ألا نتدخل في خصوصيات الآخرين داعيا إلى احترام الرأي والرأي الآخر وأنه لابد من الاستعداد النفسي والاجتماعي والأخلاقي لأفراد المجتمع في التآلف والمحبة والتعاون والتمسك بوحدتهم الوطنية مستشهدا بقوله تعالى: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...)، موضحا أن هذه الآية تحثنا على التآلف والود واحترام بعضنا البعض.