- نتطلع لمشاركة شركات أميركية في مشاريع خطة التنمية
- إطلاق سراح معتقلي غوانتانامو أمر صعب لأنه يشكل تهديداً لنا ولكم
بشرى الزين
في غرة احتفالات الكويت بالاعياد الوطنية واستذكار الشعب الكويتي لسنوات الاستقلال ومناسبة التحرير والاحتفال بالذكـــرى الـ 5 لتولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم أكدت السفيرة الأميركية ديبورا جونز ان الولايات المتحدة تتمتع بعلاقات صداقة فريدة ومتميزة مع الكويت، مؤكدا التزام بلادها بالعلاقات الاستراتيجية والأمنية بين البلدين.
وذكرت جونز في بداية حديثها في المؤتمر الصحافي الذي عقدته ظهرا في مقر السفارة ان الروابط الاقتصادية بدأت منذ عهد بعيد في إشارة إلى الشركات المتعددة التي عملت في الكويت، إضافة إلى الرمزية التي يمثلها المستشفى الأميركي الذي انشئ منذ ما يزيد على عام مشددة على التعاون الثنائي في رفع المستوى الأمني الإقليمي.
ولم تخف جونز تطلع بلادها الى المشاركة في تنفيذ مشاريع الخطة التنموية في الكويت مؤملة في الوقت ذاته مساعدة اكبر للشركات الأميركية التي ترغب في المشاركة.
وعلى صعيد ما يناشد به الشارع الكويتي من إطلاق سراح المواطنين الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو قالت جونز ان هذا الأمر حرج ويشكل قلقا للولايات المتحدة والكويت معا ولاتزال المفاوضات مستمرة لكن لم يحسم بعد نظرا لاعتبار القضية تشكل تهديدا ليس فقط للولايات المتحدة وانما للكويت ايضا.
كما تطرقت السفيرة الأميركية الى العلاقات بين الكويت والعراق، مشيدة بتجاوز البلدين رواسب الماضي بصبر وحكمة، مؤكدة ان الكويت واضحة في ملفاتها العالقة مع العراق ولم تخف جونز إعجابها بما حدث في مصر وتونس وما تتطلع اليه الشعوب العربية نافية وجود اي تدخل أميركي وان كان نتيجة لتحرك شعبي دون إغفال السرعة الفائقة التي تفوق بها «غوغل» و«تويتر» على الإجراءات التي اتخذها القادة في مصر وتونس ما خلق حالة من عدم التوازن.
وفيما يلي التفاصيل:
تعلمون أن الكويت بصدد تنفيذ الخطة التنموية التي رصدت لها 37 مليار دينار ما المساعدة التي يمكن للولايات المتحدة تقديمها للكويت لتطوير تنفيذ مشاريع هذه الخطة؟
اعتقد ان الولايات المتحدة رحبت بهذه المبادرة وتقدر المستوى المالي الذي بلغته العلاقات الاقتصادية بين البلدين وما تحاول الحكومة الاميركية القيام به في هذا الموضوع هو تشجيع الاستثمارات مع الكويت وأشير هنا إلى وجود بعض الاستثمارات الاميركية التي تتمثل في بنك بوبيان والمشاريع البيئية والصحية ونتمنى مشاركة اوسع للشركات الاميركية في المشاريع التي تضطلع بها الكويت ولا تزال المحادثات مستمرة والتفاصيل رهينة بتنفيذ هذه المشاريع، نريد ان تكون هناك شراكة في مشاريع الرعاية الصحية بمشاركة مختصين أميركيين ونأمل في المساعدة ايضا فالكويت اليوم ليست هي الكويت قبل 50 عاما والموارد والامكانيات التي تتوافر معها تحتم ان تكون الكويت دولة رائدة في المنطقة ولديها معرفة بإدارة الأعمال وان يكون هذا التطور هنا وان ننظر إلى مستقبل الكويت وهذا اهتمام كبير.
كما ذكرتم الكويت تعيش الاحتفالات بالاعياد الوطنية هل يمكن أن نرى هدية من الإدارة الاميركية في هذه المناسبات بإطلاق سراح المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو؟
هذا موضوع حرج، ويشكل قلقا للولايات المتحدة والكويت والحوار والمفاوضات لاتزال مستمرة حول كيفية دراسة الشروط التي يمكن ان تعالج الموضوع من خلالها، الولايات المتحدة مهتمة بهذه القضية كما الكويت مهتمة أيضا بهذ الحوار وهذا الأمر صعب جدا بالنسبة للإدارة الاميركية لانه يشكل تهديدا ليس فقط للولايات المتحدة ولكن للكويت ايضا وبصراحة هناك مفاوضات والموضوع لم يحسم بعد.
يزور الكويت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كيف يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورا في تطوير العلاقات بين الكويت والعراق.
اعتقد أنه من الجيد ان تكون زيارته بعد توليه منصب رئيس الوزراء وسبق أن زار الكويت في ابريل 2008 لحضور مؤتمر دول الجوار، واعتقد ان الحكومة الكويتية قادرة على تجاوز اسباب ما حدث من صراع في الماضي وان تخطو العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة الحوار الثنائي والنموذجي ومن الضروري ان يعود العراق بلدا قويا من الناحية الاقتصادية ومهم جدا يضا ان يكون مستقرا ومسالما مع جيرانه ولا يشكل تهديدا لأي طرف في المنطقة وان يكون مصدرا للاستقرار فيها.
والآن تعرف هذه المرحلة حوارا على مستوى مجلس الأمن ودورنا تشجيع البلدان على حل القضايا العالقة وتجاوز الماضي بينهما، فالكويت واضحة في هذه الملفات ولا اعتقد انه سيوجه اي سوء فهم لأن البلدين يتباحثان بصبر وحكمة، وحان الوقت لأن يحدث هذا لتحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين.
للولايات المتحدة حلفاء في المنطقة الا أننا في الادارة الاميركية لم تتخذ أي خطوة للتعامل مع ما حدث في مصر هل تعتقدون ان ما حدث يخيف أي نظام حليف لها في المنطقة؟
ان تنحي الرئيس حسني مبارك عن الرئاسة جاء نتيجة لما قام به الشعب المصري وليس هناك أي تدخل من الولايات المتحدة لأن مصر لها سيادتها وما حدث كان سببه «غوغل وتويتر» واكرر ان الشعب المصري والمؤسسات المصرية بما فيها المؤسسة العسكرية والشرطة كانوا شاهد عيان على الحركة والتغيير في مصر وهذا لم يؤثر على العلاقات بين اميركا ومصر فالرئيس مبارك كان صديقا وحليفا للولايات المتحدة وقاد البلاد في فترة عصيبة بعد اغتيال الرئيس انور السادات وتحمل مسؤولياته في ادارة البلاد لكنه لم يكن واعيا بما كان يحدث، فوسائل الاتصال الاجتماعي كانت تسير بسرعة فائقة في حين ان الاجراءات التي اتخذت في مصر كانت بطيئة جدا، ما خلق حالة من عدم التوازن، والتاريخ سيوضح كل شيء فالولايات المتحدة لم تراقب الثورة ولم تسيرها.
هل تعتقدون ان ما حدث في مصر يمكن ان ينتقل الى اي دولة في المنطقة؟
هذه الثورة لها شروطها وخصائصها ولكل بلد خصائصه فما حدث في مصر هو مختلف عما حدث في تونس، استطيع القول اننا كدول امامنا تحديات يمثلها شباب يريدون حرية وفرصا اكثر وعلينا كحكومات ان نؤمن لمواطنينا شرعية ذلك لان شبكات التواصل الاجتماعي اصبحت مسيطرة وتسهل عملية التعارف والمعرفة بين هؤلاء الشباب واسوق مثالا هنا فالكويت محظوظة جدا ومنذ مجيئي إليها قبل ثلاث سنوات لاحظت انها تتميز بحرية الاعلام والصحافة ولديها مجلس أمة منتخب وشباب يستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي منذ وقت طويل وكانت اول دولة عربية في تشكيل مدونات والوضع لا يستدعي العنف لان هناك صوتا وحرية في التعبير والمواطنون أصبحوا لديهم متطلبات جديدة علينا مراعاتها وهذا امر طبيعي ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون صرحت في اجتماع بقطر تصريحا قويا حول الفساد والرشوة والتجاوزات والفوضى، وقالت ان ما حدث في مصر لم يكن ايديولوجيا بل فكرة حقيقية ملموسة، ونتيجة لما كان متفشيا مما ذكرته.
ما رؤيتكم لمستقبل اسرائيل وعلاقاتها مع جيرانها بعد التغيير الذي حدث في مصر؟
كان هناك بيان للمؤسسة العسكرية في مصر بأنها تحترم وتلتزم بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية واعتقد ان التغيير في مصر كان سلميا، وهذا شيء رائع «ما شاء الله» ومثير لكنه حساس وحرج بالنسبة لمصر وجميع الدول تتعامل بديبلوماسيتها من اجل واقع موجود وليس هناك شيء ثابت فالديموقراطية تستدعي التغيير واسرائيل دولة ديموقراطية وكيف يمكن لها ان تتعامل مع الوضع الجديد هذا هو السؤال.
لكن تبقى الولايات المتحدة من اولوياتها ايجاد حل للصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين وحلمي في الحياة ان ارى سلاما وان تعيش دولتان، فلسطينية واسرائيلية جنبا الى جنب.
اختلف الوعي السياسي لدى الشعوب العربية ومواقف الادارة الأميركية خلف فجوة بينها وبين هذه الشعوب، هل تغيرت الآن بعدما حدث في مصر؟
السياسة الأميركية ومواقفها تتأسس على الحرية والعدالة والسلام وهناك حقيقة براغماتية ونعتقد نحن كأميركيين ان الله منحنا الحقوق كإنسان وحرية في العيش والتفكير والتغيير ايضا، والولايات المتحدة لديها تحالفاتها ومصالحها المشتركة، والتركيز كان يتمثل في تشجيع ما حدث في مصر وتونس حيث تحرك الشعبان بسلم واصبح لدى المواطن قناعة بأن «صوتي سيسمع بعيدا عن العنف»، في الولايات المتحدة كانت لدينا مراحل صراع عنيفة واخرى سلمية وبكل شرف انظر الى تاريخنا ودور المجتمع المدني الذي ساهم في الابقاء على حكومة شريفة ونعتقد ان الحكومة عليها ان تستمع الى المواطنين الذين يرفعون صوتهم، نريد ان ننقاد بضميرنا ومن خلال دستورنا.
لماذا تحركت هذه الشعوب الآن وبالتحديد في فترة حكم الرئيس الاميركي باراك اوباما وما رؤيتكم لما يحدث الآن في لبنان؟
ليس لدي معرفة كافية بما يحدث في لبنان وأتابع من بعيد ولدينا سفيرة لامعة في بيروت واعتقد اننا لدينا قلق من الوضع هناك، ونريد ان يكون لبنان بلدا حرا مستقلا وهذا اهتمامنا في السياسة الاميركية، ولا نرغب في صراع بين الاطراف ولا تدخلات اجنبية تخلق مشاكل بين اللبنانيين وتحد من حريتهم، ونلتزم بهذا في لبنان.
بيكر وباول
أفادت السفيرة الأميركية ديبورا جونز ان جيمس بيكر وكولن باول سيمثلان الحضور الاميركي في احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، مشيرة إلى أن هذه الاحتفالات ستكون ذات طابع خاص نظرا لتزامن احتفال السفارة الاميركية كذلك بالعيد الوطني الذي تم ترحيل توقيته من 4 يوليو إلى 24 فبراير.