- جذور التوتر بين بيونغ يانع وسيئول هي التدخل الأميركي الهادف إلى جعل الأولى حليفاً للولايات المتحدة
- نقول للأميركيين «مادمتم تحترمون نظامنا وسياستنا واستقلالنا فلا مانع من تحسين العلاقات بيننا وبينكم»
- ما دامــت هناك محاولــة للولايات المتحـدة لإسقاط النظـام فـي كوريـا الشماليـة فلا يمكن أن تتوحد الكوريتان
- القدرة الدفاعية لبلادنا بإمكانها التصـدي لأي هجوم ومع ذلك لا نرغب في حرب يخسر فيهـا الكوريون ويكـون الربـح للأميركييــن
بشرى الزين
أعرب سفير كوريا الشمالية هو جونغ عن شكر بلاده وتقديرها الكبير لمواقف الكويت الداعمة لكوريا الديموقراطية الشعبية من خلال المحافل الدولية، مشيدا بالتعاون الذي يميز علاقات البلدين على المستوى الدولي، مشيرا الى ان الكويت اول دولة من بين دول الخليج التي اعترفت بكوريا الديموقراطية، مؤكدا على تقاسم الرؤى بين بلاده والكويت والدول العربية. وأكد جونغ في حديث لـ «الأنباء» على هامش الاحتفال الذي اقامه، بمناسبة الذكرى الـ 69 لميلاد القائد كيم جونغ ايل، انه رغم الصعوبات التي تواجهها بلاده جراء الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض من الولايات المتحدة والدول التي تدور في فلكها فإن ذلك لن يمنع كوريا الشمالية من السير على نظامها الاشتراكي والتمسك بما حققته من استقلالها بقرارها السياسي والاقتصادي وتطوير قدرتها العسكرية الدفاعية. وتطرق جونغ الى التدخل الاميركي في سياسة بلاده والتوتر الطويل الذي يشوب العلاقات بين البلدين، مبينا ان جذور النزاع بين الكوريتين مصدرها الرئيسي هو تدخل الولايات المتحدة وانحيازها لكوريا الجنوبية لتحقيق اهداف استراتيجية بدأت بعد الحرب العالمية الثانية ليست ضد كوريا الشمالية فقط بل ضد الاتحاد السوفييتي سابقا والصين. واذ استبعد جونغ ان تدخل بلاده في مواجهة عسكرية مباشرة مع جارتها الجنوبية فإنه رأى ان القوى الكبرى بما فيها الولايات المتحدة لا ترغب في ذلك، مشيرا الى ان الحوار هو السبيل الوحيد لنزع فتيل النزاع. كما اوضح ان بيونغ يانغ أجبرت على امتلاك السلاح النووي لوجود سلاح اميركي مماثل في كوريا الجنوبية ووجود عدم ثقة مطلقة بين البلدين.
ماذا تمثل لكم ذكرى ميلاد الزعيم كيم جونغ ايل؟
نحتفل بالذكرى الـ 69 لميلاد الزعيم كيم جونغ ايل رئيس لجنة الدفاع الوطنية والقائد الاعلى للجيش الشعبي في جمهورية كوريا الديموقراطية، والقائد ايل قاد بلدنا 50 عاما الى حد الآن وفق نظام اشتراكي وله تفكير خاص يتلخص في نظام سياسي مستقل، وكما هو معروف في القرن الماضي انهار المعسكر الاشتراكي وهذا اثر بصورة سلبية على بلادنا، اضافة الى الحصارين السياسي والاقتصادي المفروضين من الولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها، وبالتالي نعاني من صعوبات لكن ذلك لن يمنعنا من الاستمرار في السير على نظامنا الخاص تحت قيادة الزعيم ايل ونفخر بأنفسنا وبما حققته بلادنا التي اصبحت معروفة باستقلالها في قرارها السياسي والاقتصادي وبقدرتها الدفاعية ومسيرتنا لا يمكن ان تتقدم دون المساعدة والتعاون من الدول الصديقة مثل الكويت. اننا نتجه الى انتهاج السياسة الموسعة مع البلدان الصديقة وذلك تحت المثل العليا للصداقة والتضامن، وبالنسبة لاتجاه سياستها خلال العام الحالي هو تركيز كل قوى الدول نحو المجال الزراعي وتحسين ورفع المستوى المعيشي للشعب.
ألا تعتقدون ان التمسك بالنهج الاشتراكي يكلف بلادكم ثمنا في علاقاتها مع المجتمع الدولي؟
ليس هناك موانع من تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي مع استمرارنا في النهج الاشتراكي، وما يدلل على ذلك اننا نختلف مع الكويت في النظام والفكر السياسي لكن ليست هناك اي صعوبات في تطوير العلاقات بيننا الذي تحكمه مبادئ الاحترام المتبادل للسياسة الكويتية الداخلية والخارجية، وايضا تحظى بلادنا سياسة ونظاما بالتقدير من الكويت اميرا وحكومة وشعبا، اضف الى ذلك اننا لا نخفي ان بعض الدول تريد اسقاط النظام الاشتراكي في بلادنا وبصراحة الولايات المتحدة هي الدولة الرئيسة التي تحاول اسقاط النظام في بلادنا وفرض التدخل في سياستنا.
وكيف تتصدون لهذه المحاولات الأميركية؟
تعلمون اننا نجلس دائما الى طاولة المفاوضات ونقول لكم لا تتدخلوا في نظامنا الاشتراكي وحقوقنا الانسانية وسياستنا الداخلية والخارجية وان كان ذلك لا يروق لكم، ولدينا تاريخ طويل من النزاع مع الولايات المتحدة لكن لدينا ايضا حوار ومفاوضات مطولة ومستمرة ونقول للاميركيين بصورة ثابتة مادمتم تحترموننا وتحترمون نظامنا وسياستنا فلا مانع من تحسين العلاقات بيننا وبينكم.
وكيف تنظرون الى الدعم الأميركي لكوريا الجنوبية في نزاعها مع بلادكم؟
إن سياسة الولايات المتحدة المنحازة لكوريا الجنوبية بدأت بعد الحرب العالمية الثانية لأن هناك مصالح استراتيجية لها هناك وتقسيم كوريا الى جزأين هذا ايضا من نتائج السياسة الأميركية وتدخلها حيث كانت للولايات المتحدة حاجة لأن تكون لها قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية بعد نهاية الحرب العالمية ليس ضد كوريا الشمالية وانما لإيجاد استراتيجية ضد الاتحاد السوفييتي سابقا والصين، ومادام يوجد مثل هذا التدخل الأميركي فلا يمكن ان تتوحد الكوريتان ولذلك نريد ان نقطع هذه الصلة الأميركية ـ الكورية الجنوبية، ومازالت شبه الجزيرة الكورية تشهد توترا خاصة في الآونة الأخيرة وبالتالي فجذور النزاع الرئيس هو تدخل الولايات المتحدة الذي يهدف الى ان تكون كوريا الشمالية مثل كوريا الجنوبية وحليفة لها.
هل تعتقدون ان هذا التوتر يمكن ان يقود الكوريتين الى مواجهة عسكرية مباشرة؟
كل الدول لديها طرق خاصة للتعامل إما بالسلم أو بالقوة ففي خمسينيات القرن الماضي نشبت حرب بيننا وبين الولايات المتحدة وتعلمون ان بلادنا معروفة بقدرتها العسكرية مع وجود اختلاف في القدرة الدفاعية بين البلدين وظنت الولايات المتحدة انه من السهل التغلب على كوريا الشمالية ولكن خاب ظنها واستمر الأمر لأكثر من 7 سنوات، ولا اعتقد ان القوى الكبرى بمن فيها الولايات المتحدة ترغب في الحرب ونعتقد ان القدرة العسكرية لبلادنا بإمكانها ان تتصدى لأي هجوم من أي بلدان اخرى مجاورة وعلى هذا الأساس فإننا لا نرغب في نشوب حرب لأنها لو حدثت فإن الخسارة ستكون من نصيب الكوريين فقط والصناعات العسكرية الأميركية هي التي ستربح وبالتالي فالحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاع.
هل يعني ذلك ان الولايات المتحدة هي التي تحرض على نشوب الحرب وجني هذه الأرباح التي ذكرتم؟
إذا نظرنا من زاوية المصالح أو الأرباح فيمكن ذلك لكن اندلاع حرب ليس سهلا لأن القدرات العسكرية لدول هذه المنطقة قوية.
على ذكر هذه القدرات الدفاعية.. الى أين تسير المفاوضات بشأن البرنامج النووي الكوري الشمالي في ظل التوتر الدائر؟
موقفنا الثابت هو إجراء هذه المفاوضات لحل الملف النووي فالمجتمع الدولي يعتقد ان البرنامج النووي هو لدى كوريا الشمالية فقط وليس لدى دول اخرى، ونحن أُجبرنا على صناعة السلاح النووي لأن الأسلحة النووية الأميركية موجودة حاليا في كوريا الجنوبية، طبعا المعادلة تختلف لكن عندما يقال إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية فهذا ينطبق ليس فقط على كوريا الشمالية ولكن ايضا يجب ان تكون كوريا الجنوبية خالية ايضا، لكن الولايات المتحدة لا تريدها خالية وبالتالي كوريا الشمالية لن تتخلى عن سلاحها النووي من أجل الدفاع عن بلادنا ولأنه توجد عدم ثقة مطلقة بيننا وبين الولايات المتحدة، ولذلك نرغب في الحوار معها والاعتداء يأتي من القوي الى الضعيف وخير دليل ما حدث في أفغانستان والعراق مثلا.
واعتقد انه لو لم نمتلك الأسلحة النووية لتعرضت بلادنا الى الاعتداء في فترة مبكرة وهذا هو الواقع الدولي.