أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى ان الشارع البحريني قد أثبت رفضه للتطرف وتمسكه بالوحدة الوطنية وإيمانه بشرعية الحكم ويطمح الى التطوير والاستقرار حين اجتمع بالأمس من كل طوائفه وفئاته وألوانه وقواه الحية في مركز أحمد الفاتح الاسلامي. وأضاف سموه ان الشرخ الذي أحدثته الأيام الماضية قد سبب الألم للملك الوالد الذي سعى الى جعل مملكة البحرين النموذج الأمثل للتعايش والوئام والاستقرار.
جاء ذلك لدى استقبال سموه بحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في قصر الرفاع أمس وفدا كويتيا ضم المستشار محمد أبوالحسن والشيخ حسين المعتوق ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الكويتية عبدالهادي الصالح ورجل الأعمال علي المتروك.
واستغرب سموه تعريض الأطفال للخلافات السياسية والمزايدات وحرمانهم من التعليم عن طريق تنظيم الاضرابات وتقسيم الناس في المدارس وكذلك اضراب جمعيات المحامين والأطباء والمقاولين، مشيدا في الوقت نفسه ومعربا عن اعتزازه بالمعلمين والمعلمات المتقاعدين الذين لبوا نداء الشرف الوطني وتطوعوا على الفور للحيلولة دون احداث فراغ تعليمي وحرمان أطفالنا من التعليم الذي هو سلاح البحرين كما كان وسيبقى وسيستمر.
وأوضح سموه في مداخلة قيم فيها كل الذي جرى في الأيام الماضية وشخص الحالة التي أدت لكل هذا الاستقطاب والتصدع الذي أحدثته في أفراد الأسرة البحرينية الواحدة، عارضا سموه المحاور الأساسية للخروج من هذه الأزمة التي تتطلب الهدوء والحوار دون شروط مسبقة والاستماع من كافة الأطراف لآرائها في الاصلاح وتحقيق المكاسب للجميع واعادة النظر في طرق توزيع التنمية لترتكز على التطوير السياسي والعدالة وتعزيز الوضع الاقتصادي والتأكيد على مواصلة الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة وإسكان وسواها وتستمد مسيرتها الدائمة بشفافية تامة.
وناشد سموه الجميع الاحاطة بوعي باللحظة التاريخية التي نمر بها جميعا وهي اللحظة التي تتبين فيها مبادئ الرجال وأن يعوا مسؤولياتهم تجاه وطنهم وبازاء ذلك فقد قمت من جانبي ومنذ اللحظة التي شرفني فيها الملك الوالد بهذه المهمة الوطنية الجليلة بعد ان استأذنته بسحب القوات من دوار دول مجلس التعاون الخليجي، هذا الدوار الذي يقوم على ستة أضلاع تمثل وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وبركة وحدتهم هي اللؤلؤة، هذه الوحدة التي هتف لها مئات الآلاف من المؤمنين في صلاة العشاء بالأمس جنبا الى جنب مع تمسكهم بوحدة البحرين وشرعية الملك فيها ومن جميع الطوائف.
وفي نهاية مداخلة سموه حدد آفاق المرحلة القادمة واعدا سموه بالجدية وبتسخير كل ما يلزم من جانبه لانجاح البحرين وخروجها من هذا المأزق وبأقصى سرعة وأن يعمل على ازالة سوء التفاهم والتأزيم بين جميع الأطراف واعادة الثقة باعتبار ان دور الأسرة الحاكمة في مملكة البحرين منذ ما يزيد على المائتي عام كان منصبا ولايزال وسيبقى على حماية الوطن والحفاظ على مكاسبه وتحقيق أمنه واستقراره وتعميم الرخاء والتنمية للجميع ولكل من يستحقه.
هذا وأبدى أعضاء الوفد الكويتي الزائر اعجابهم وتقديرهم لصراحة سموه وما لمسوه من صدق وتصميم لديه، معربين عن أملهم في زوال هذه الغمة وأن تعود الحياة في مملكة البحرين الصديقة فيما يستحقه شعب البحرين الطيب من أمن واستقرار وازدهار. حضر اللقاء الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة وسفيرنا في مملكة البحرين الشيخ عزام الصباح.