أسامة دياب
في أحدث مبادرة لدعم الفن والثقافة في البلاد والتي شهدت تحول مبنى المستشفى الأميركاني إلى مركز ثقافي كبير، افتتحت دار الآثار الإسلامية معرضها الأول بالمركز الأميركاني الثقافي مساء أمس الأول، بإطلالة مميزة لمعرض «ذخيرة الدنيا» والذي عاد لوطنه بعد جولة عالمية استمرت 10 سنوات، بالإضافة للعرض السمعي البصري الذي يحكي قصة المستشفى الأميركاني والتطور الذي سار عليه والرعاية الصحية على مر تاريخ الكويت.
وبهذه المناسبة عبرت المشرف العام على دار الآثار وأحد مؤسسي مجموعة الصباح الشيخة حصة صباح السالم الصباح عن سعادتها بالافتتاح قائلة «إنه أمر يدعو إلى الاعتزاز أن نتمكن من تحويل هذا المبنى التاريخي إلى مركز ثقافي، فقد شهدت هذه الجدران تطور الطب في الكويت، وها هي الآن تشهد مولد فريق من مؤرخي الفن وأمناء المتاحف والمرممين، وأهم من ذلك الفنانون ومحبو الفنون. سيضم هذا المبنى قسما للتعليم والتدريب من أجل إثراء العقل والروح. لقد تغيرت وظيفة هذا المبنى، ولكن القيم التي ألهمته لم تتغير، فسيظل «الأميركاني» يواصل العمل على تحقيق هدفه الأصلي وهو خدمة أهل الكويت».
يضم مركز الأميركاني مساحة للعرض لإقامة المعارض الدائمة والزائرة، ومسرح يسع مائتي كرسي وقسما للتعليم ومعملا للترميم، إلى جانب استضافة النشاطات المتعلقة بالفنون، سيتيح المركز فرصة التدريب لمن يهتم بالعلوم المتحفية، بما في ذلك الترميم.
وأشارت المشرف العام على دار الآثار الإسلامية الى أن معرض «ذخيرة الدنيا يقدم فنون الصياغة الهندية في عصر المغول» عرضا رائعا للمجوهرات الهندية المغولية، التي تضمها مجموعة الصباح لفنون العالم الإسلامي، موضحة أن هذه القطع النادرة قد عرضت في كثير من المتاحف العالمية في أوروبا وشمال أميركا وآسيا، وحقق عرضها أرقاما قياسية في أعداد الزوار في باريس وموسكو وكوالامبور وصلت لمليون زائر ومشاهد.
ومضت الشيخة حصة قائلة: تروى قصة المستشفى الأميركي، الذي يعرف في الكويت بالأميركاني، من خلال معرض لوسائط الميديا المتعددة، تبدأ بوصول الأطباء الغربيين الأوائل في الكويت وتنتهي بتقديم نظرة على مساهمات الكويت في تطوير الرعاية الصحية في الدول النامية، كما يلقي المعرض الضوء على تطور القطاع الطبي في البلاد.
وثمنت الشيخة حصة دور وجهود الداعمين وكل من ساهم في هذا المشروع، وفي لمسة وفاء نالت استحسان الحضور كرّمت المشرفة العامة على دار الآثار صغار العاملين ممن ساهموا بالعمل في المركز.
وتحدث عبد الكريم الغضبان المشرف على برامج التدريب والمشروعات الخاصة بدار الآثار الإسلامية قائلا «لدينا الكثير لنعتز به في الكويت، ويسعدنا أن نشارك زوار هذا المركز فرحتهم باحتفالات العيد الخمسيني للاستقلال، والعشريني للتحرير والخامس لجلوس صاحب السمو الأمير. يحتل المركز الأميركاني الثقافي مبنى تاريخيا، ويستضيف معرضين مهمين، وسرعان ما سيصبح مزدحما بالزوار الذين يودون توسيع دائرة معارفهم عن فنون المنطقة وتاريخها وثقافتها، إن هذا من دواعي الفخر لدينا». ويفتح المركز الأميركاني أبوابه للجمهور في الربيع القادم. لمزيد من التفاصيل عن أوقات الدوام والبرامج يمكن الاطلاع على الموقع الإلكتروني:
[email protected]
www.darmuseum.org.kw
دار الآثار الإسلامية: هي مؤسسة ثقافية أنشئت لتقديم مجموعة فنية خاصة. ومنذ عام 1983م، ارتأت الحكومة استعارة المجموعة، لتتاح للجمهور.
مجموعة الصباح الفنية: تربو على أكثر من 30 ألف تحفة فنية من كل أرجاء العالم الإسلامي وأزمنته، تمثل الفن بكل تجلياته من مخطوطات، وخزف، وزجاج، وعاج، ومعادن وغيرها. أصحاب مجموعة الصباح هم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، وزير شؤون الديوان الأميري، وزوجته الشيخة حصة صباح السالم الصباح، المشرف العام لدار الآثار الإسلامية. أنشطة دار الآثار الإسلامية: تطورت دار الآثار الإسلامية إلى مؤسسة ثقافية شاملة، تتصدرها برامج المواسم الثقافية السنوية، كما تنظم رحلات ثقافية، ومشاريع آثارية، وبرامج سمعية وبصرية، وبالطبع الإشراف على متحف الكويت الوطني. أما موقعها ففي المركز الأميركاني الثقافي (المبنى التاريخي لمستشفى الإرسالية الأميركية).
العضوية وفئات الاشتراك: يمكنكم التسجيل في مركز الميدان الثقافي لعضوية جمعية أصدقاء الدار. أما فئات الاشتراك، فهي على النحو التالي: مانحون، ومتبرعون، ورعاة، وداعمون، وأصدقاء، وطلبة، كما أن الدار لا تقيم ولا تشتري القطع الأثرية.
الافتتاح: يفتتح مركز الأميركاني الثقافي أبوابه للجمهور ربيع هذا العام من الاثنين إلى الخميس والسبت من 9 صباحا إلى 7 مساء و الجمعة من 2 ظهرا وحتى 7 مساء.