- القوات المصرية لم ولن تتدخل في أي ثورة لقلب نظام الحكم ولم تسع بعد 25 يناير إلى تولي الحكم بل أوكل إليها الأمر
- مصر سبق أن أرسلت قوات أيام عبد الكريم قاسم ولولا ذلك لاحتل العراق الكويت في ذلك الوقت
- لن تكون مصر مسرحاً لأي عمل عسكري دولي ضد ليبيا فالحدود المصرية لا تسمح بذلك
أسامة أبو السعود
هنأ رئيس اركان حرب القوات المسلحة المصرية السابق الفريق صلاح الحلبي الكويت أميرا وحكومة وشعبا بمناسبة احتفالاتها بالاعياد الوطنية هذه الايام متمنيا لها المزيد من التقدم والازدهار. جاء ذلك في حديث للفريق الحلبي للصحافيين على هامش زيارته للبلاد بدعوة من النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك لحضور احتفالات الكويت بمناسبة اليوبيل الذهبي للاستقلال ومرور عشرين عاما على التحرير ومرور خمس سنوات على تولي صاحب السمو الامير مقاليد الحكم بحضور اللواء اركان حرب كمال عامر رئيس اركان القوات المصرية في حرب تحرير الكويت ومدير المخابرات المصرية الاسبق واللواء يحيى علوان قائد الفرقة الثالثة مشاة ميكانيكا ابان حرب تحرير الكويت واللواء اركان حرب علي نبيل الرشيدى قائد الفرقة الرابعة المدرعة في نفس الحرب.
وعن التعاون العسكري المصري ـ الكويتي خلال الفترة الحالية اكد الفريق الحلبي ان التعاون العسكري مستمر بين البلدين في مجالات التدريب والبعثات، مشيرا الى ان مصر ستظل هي البيت الكبير بالنسبة للدول العربية، مشيرا الى وجود معاهدات دفاع مشترك بين الدول العربية ضمن منظومة جامعة الدول العربية وتشارك بها ما يقارب ثماني دول.
ذكريات أليمة
وثمن الفريق الحلبي الدعوة لحضور احتفالات الكويت، مشيرا الى ان هذه الدعوة اعادت الى ذاكرتنا ذكريات أليمة في اولها سعيدة في آخرها عندما تحررت الكويت من براثن عدوان عراقي غاشم كان من المفترض ان يكون الدرع الواقية للكويت ولدول المنطقة، لافتا الى عناد الرئيس صدام حسين في ذلك الوقت والذي لم يمتثل الى كل نداءات العالم وخصوصا الرئيس السابق لمصر حسني مبارك والذي وجه له اكثر من 34 نداء لكنه اصر على عناده ولم يخرج الا بحرب عاصفة لقي على اثرها اشد انواع الهزيمة.
وذكر ان صدام حسين كان المحرض للدول العربية ان تقطع علاقاتها مع مصر بعد اتفاقية السلام مع اسرائيل، كما سعى لنقل مقر الجامعة العربية من مصر الى تونس وكان يعتقد في نفسه انه من الممكن ان يحل محل مصر في المنطقة، مشيرا الى ان كل هذه الامور زادت من غضب مصر تجاه هذا النظام الذي لم يكتف بذلك بل اقدم على الاستيلاء على الكويت كاملة تلك الدولة المسالمة التي ايضا كثيرا ما ساعدته وقدمت له الكثير من المساعدات، لافتا ان موقف مصر تجاه احتلال العراق للكويت كان موقفا صارما ومنذ اللحظة الاولى حيث رفضت مصر هذا المبدأ نهائيا خاصة ان مصر جربت احتلال اراضيها في سيناء من قبل، ولذلك انتابنا شعور بالغضب الشديد والاستنكار عندما احتل صدام الكويت، ومن هنا جاء قرار مشاركة مصر في اي عمل يعيد الارض الكويتية لاصحابها.
واشار الى ان مشاركة القوات المصرية في حرب تحرير الكويت لم تكن المرة الاولى التي ترسل فيها مصر قوات الى الكويت مشيرا الى انه سبق ان ارسلت مصر قوات مظلات مصرية الى الكويت ايام عبد الكريم قاسم ولولا موقف الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر هذا لكانت العراق احتلت الكويت في ذلك الوقت.
غضب كبير
وردا على سؤال حول ذكرياته بشأن اتخاذ قرار مشاركة قوات مصرية في حرب تحرير الكويت قال منذ اللحظة الاولى لاحتلال العراق للكويت وضمها على انها المحافظة التاسعة عشرة انتابنا غضب غير عادي لعدة اسباب منها اننا في مصر قاسينا اشد المعاناة من النظام العراقي ولا ننسى ماذا فعل رغم ان مصر وقفت بجانبه في حرب الخليج الاولى ضد ايران ودفعت بأبنائها ليعملوا في العراق خلال فترة الحرب حيث اداروا الدولة في كافة القطاعات وبعد نهاية حربه مع ايران رد صدام الجميل لمصر بأن قتل المصريين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم وارسلهم في نعوش طائرة يعرف قصتها العالم كله.
واكد ان الولايات المتحدة الأميركية كانت على رأس الدول التي تبنت تحرير الكويت، مشيرا الى ان أميركا في هذا الوقت اختارت بعض الدول التي رأت ان لها دورا بارزا في هذه الحرب ومنها جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، مشيرا الى ان امكانيات مصر العسكرية كانت سببا في هذا الاختيار فضلا عن وضع مصر في المنطقة العربية وتأثيرها في الدول الاخرى مشيرا الى ان موافقة مصر على المشاركة في الحرب ادت الى موافقة باقي الدول في المنطقة للمشاركة في الحرب خاصة الدول العربية، مؤكدا ان قرار القيادة السياسية بإرسال قوات مصرية للمشاركة في حرب تحرير الكويت لم يأخذ وقتا او دراسة او ما شابه ذلك لاقتناع القيادة في ذلك الوقت بأن دولة الكويت لابد ان تتحرر من الاحتلال العراقي وتعود الارض الى اهلها.
مصر ستظل رائدة
وعن الاوضاع في مصر خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير اكد الفريق الحلبي انه مهما تعرضت مصر الى اي ظروف ستظل رائدة على مستوى المنطقة، مشيرا الى ان الفساد الذي انتشر في مصر على مدى العقود الماضية لا يرضى به اي مصري فضلا عن تهميش قياديين وسلب الادوار من اجيال كاملة، مؤكدا ان مصر وضعت قدمها على بداية الطريق الصحيح وستحقق الانجازات طالما ان المواطن بدأ يشعر بقيمته وبالعدالة في فرص العمل وبالعيش الكريم.
واكد الحلبي ان الخسائر التي حدثت خلال فترة الثورة وما بعدها من فترات قصيرة سيتم تعويضها سريعا من خلال العمل مشيرا الى ان الثورة فجرت تلاحم الشعب الذي افتقدناه بين المسلمين والمسيحيين من قبل، مشيدا في هذا الصدد بمدى التعاون بين الجانبين خلال فترة الثورة عندما كان يصلي الثوار المسلمون في ميدان التحرير ويقف لحمايتهم المسيحيون والعكس حيث عرف الجانبان ان مصيرهما واحد ولابد ان يتعايشا معا. وحول ما اذا كانت هناك اطراف خارجية شاركت في تأجيج ثورة الشباب في مصر قال اعتقد ان هناك بالفعل اطرافا خارجية عملت على اخراج رعاياها من السجون، مشيرا الى ان الشباب اثبتوا رقيا كبيرا خلال فترة الثورة معربا عن امله في ان تشهد الايام المقبلة تعويضا للمصريين عما ضاع منهم على مدى العقود الماضية. وحول التخوف من انتخاب رئيس وحكومة جديدين لا يؤيدان معاهدة السلام مع اسرائيل اكد الفريق الحلبي ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة الديموقراطية والانتخابات النزيهة ومن سيأتي سيكون باختيار الشعب فان احسن الشعب الاختيار جاء المنتخبون عند حسن ظنه والعكس سيكون صحيحا مشيرا الى ان عدم تأييد اتفاقية السلام سيكون سببا في نشوب حرب مع اسرائيل قد لا نكون مستعدين لها خلال الفترة الحالية فضلا عن ان المجتمع الدولي سيقف الى جانب اسرائيل لكون مصر نقضت عهدها في الاتفاقية المبرمة مع اسرائيل.
أمن الوطن
وعلى صعيد آخر اكد الفريق الحلبي ان القوات المسلحة المصرية لم ولن تتدخل يوما في اي ثورة لقلب نظام الحكم، مشيرا الى انها لم تسع في اعقاب الثورة الماضية في 25 يناير الى تولي الحكم بل اوكل اليها ذلك متمنيا ان تظل مصر بعيدة عن اي انقلابات عسكرية، مؤكدا ان القوات المسلحة لا تهدف مطلقا لاي عمل من هذا النوع وان مهمتها الرئيسية هي الدفاع عن امن الوطن تجاه اي عداءات خارجية وكذلك الدفاع عن الشرعية.
وعن مدى تأثير الاحداث الحالية في ليبيا على مصر اكد ان مصر لن تكون مسرحا لاي عمل عسكري دولي ضد ليبيا، مشيرا الى ان الحدود المصرية لا تسمح بذلك وان تونس هي انسب موقع لهذه المهمة فضلا عن ان ليبيا اساسا لا تتحمل عملا من هذا النوع لضعف جيشها وكثرة المرتزقة الافارقة بين افراده.