أحمد النصار
«ما لك إلا سوق المباركية يا ولد الحچية».
هذه المقولة اشتهر بها الفنان حسن البلام خفيف الظل وأحد اهم نجوم الكوميديا في الكويت قبل سنوات عديدة عندما قدم دعاية تلفزيونية تحفز المواطنين على الذهاب لهذا السوق.
وقد اشتهرت هذه الدعاية وتركت اثرا قويا في نفوس وقلوب الكويتيين الذين بطبعهم يوقرون ويقدرون المباركية كسوق تراثي تجاري مرت عليه السنون والعقود ولكنه مازال صامدا قويا لانه يحمل عبق الماضي ومازال يحتفظ برائحة الاجداد والاباء حتى ان تراثنا الشعبي لا يخلو منه ومن حكاياته فبين جدرانه تمثل الواقع الكويتي ما بين القديم والحديث.
وقد حقق هذا السوق لنفسه مكانة خاصة لايزلزلها التطور العمراني وحداثة البنيان وكل ما اكتست به الاسواق التجارية الحديثة من مولات وابراج ومنافذ بيع غير تقليدية تحمل جميع تكنولوجيا الحاضر بل انها قد استشرفت حتى المستقبل في حداثتها الا ان هذا السوق ظل في مضمار المنافسة يصارع وينافس من اجل البقاء واحتفظ لنا بصدارة قائمة الاسواق المعروفة لدينا ليس فقط لاسعاره المناسبة ومستواها الذي يمكن ان تتناوله الايدي، ولكن ببقائه وثباته امام تلك المتغيرات وتاريخه العريق ومكانته في قلـــوب المواطنــين والمقيمــين.
ولكننا الآن وبعد مرور كل هذه السنوات اصبحنا نلاحظ انخفاضا في نسبة ارتياد الاهالي لهذا السوق خصوصا في الايام الاولى من شهر رمضان.
لذلك قامت «الأنباء» بجولة «مكوكية» في ارجائه واروقته لتتفقد احواله واحوال من فيه والعاملين به والقائمين عليه حتى نتعرف على ارائهم وطموحاتهم وما يطرحونه: فمنهم من تشدد في التوجيه الى الاهتمام بهذا السوق لكونه احد المعالم التراثية الكويتية الهامة ومنهم من بين لنا كيفية اندماجهم وارتباطهم وارتباط الشعب الكويتي به، ومنهم ايضا من حاول لفت انتباهنا الى بعض السلبيـــات التي لا تليق بهـــذا المكـان.
وهناك آخرون بينوا اهمية وميزات هذا السوق من حيث الاسعار والعروض والمنتجات وشمولية البضائع التي يوفرها المباركية للزائرين والمرتادين والمزيد والكثير من الافكار والطروحات مصحوبة بالطموحات لاجل هذا السوق الشديد الكويتية وأحد سمات هذا البلد .
تحقيق خاص في ملف ( pdf )