- قد نرى جزءاً من الواعدين في «ذخر» في مراكز قيادية ضمن منظومة خطة التنمية
- نادي «ذخر» سيرى النور في يونيو المقبل وتعزيز مفهوم المواطنة من أهم أهدافه
- نشاطات «ذخر» تنطلق اليوم بمشاركة 100 شخصية قيادية من قطاعات مختلفة
- نشر ثقافة التنمية اللبنة الداعمة الأولى لخطة التنمية
رندى مرعي
لأن التنمية لا تقوم فقط على زيادة المشاريع الاستثمارية والعمرانية في البلد المراد تنميته، نرى أن جانب التنمية البشرية جزء رئيسي من الخطط التنموية التي يتم وضعها، وذلك لأن التنمية تحتاج إلى بنى تحتية وأساسات صلبة تقوم عليها لتحقق النتائج المرجوة منها. وعليه فإننا نرى أن معظم الخطوات التنموية تبدأ من محاولات نشر الثقافة التنموية لدى الناس والبحث في الكفاءات التي تتناسب مع هذه المفاهيم والمعايير التنموية، وذلك لأن نجاح المشاريع التنموية مهما كانت طبيعتها مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى الانفتاح على الثقافة التنموية والحرص على تطوير هذه الثقافة بما يواكب المعايير التنموية العالمية. ولأن خطة التنمية الكويتية تركز في 60% منها على جانب التنمية البشرية كان من الضروري بناء القدرة القيادية والإبداعية للدولة وعليه جاء مشروع «ذخر» الذي يسعى بدوره إلى تطوير القدرات القيادية في كل القطاعات وفتح الآفاق للإبداع. وفي لقاء خاص لـ «الأنباء» شرح الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني لتطوير قيادات التنمية (ذخر) جاسم محمد الصفران المفهوم من وراء تسمية المشروع «ذخر» وبين أن الكلمة تحمل دلالات عديدة أهمها الحكمة المتأصلة بالاستثمار في المستقبل لتنشأ بيئة خصبة للنمو والنجاح. وتحدث الصفران عن واقع تطوير القيادات في المؤسسات قائلا ان هذه المسألة تتفاوت باختلاف القطاعات، فعلى سبيل المثال القطاع النفطي كونه أكثر القطاعات حيوية، فإنه يولي اهتماما بالغا لتطوير القيادات الواعدة وصقلها وفق الإستراتيجية وتماشيا مع التوجهات المستقبلية، ومن هذا المنطلق كان الحري بنا الاهتمام بالتطوير القيادي المرتبط بالتنمية الشاملة، لذلك جاء «ذخر» ليعزز هذا المفهوم لدى كل القطاعات، لاسيما أن رؤية الكويت للعام 2035 هي أن يكون القطاع الخاص محركا رئيسيا للاقتصاد في ظل قطاع عام داعم وتنموي الفكر والتوجه. كما تحدث الصفران عن المراحل التي مر بها المنتسبون إلى المشروع وما هي التجارب التي سيخضعون لها وما الخبرات التي سيكتسبونها من هذه التجارب، خاصة أن هؤلاء الـ 100 لديهم خبرة طويلة في سوق العمل، ما يدل على أن ما يقدمه مشروع «ذخر» سيكون على مستوى عالمي يصقل هذه الخبرات. وقال إن «ذخر» هذا العام ما هو إلا انطلاقة نحو مشاريع عديدة تعمل على نشر الثقافة التنموية لا، بل تعزيز هذا المفهوم في الثقافة العامة لتنشأ الأجيال القيادية القادمة بفكر تنموي.
ما هي مبادرة «ذخر»؟ ومن أين أتت فكرتها؟
مبادرة «ذخر» هي مبادرة الكويت لتطوير قيادات التنمية وهي تبني موردا للكويت تستفيد منه اليوم ومستقبلا، وقد تحولت اليوم من مبادرة إلى مشروع وطني قد يشهد استمرارية في الأعوام القادمة.
وقد أتت هذه الفكرة انطلاقا من اهتمام خطة التنمية بتطوير الموارد البشرية إذ ان 60% منها تركز على التنمية البشرية، وعليه كانت فكرة «ذخر» لبناء القدرة القيادية والإبداعية للدولة في كل القطاعات.
وتتكون «ذخر» من التوجه الإستراتيجي والتوجه المتوسط الأمد والتوجه الآني وهو الذي يتم العمل عليه من خلال تطوير القيادات الوسطى التي تتمثل بالفئة العمرية المتراوحة بين 30 و45 أو حتى 50 سنة وأن يكون هناك إنجازات سريعة وإيجابية لتنعكس على الانطباع العام ما قد يجعل «ذخر» تتوجه في المستقبل إلى شرائح أخرى كحديثي التخرج والتعليم العام نفسه.
متى ستتوجهون لفئة حديثي التخرج؟
سنتوجه لحديثي التخرج قريبا إن شاء الله خاصة أننا في حالة توسع، فخطة التنمية لاتزال طفلا صغيرا عمره سنة واحدة ولها مؤسساتها وستكبر والوقت أمامنا لنواكب تطورها.
إلى أي مدى تنضوي مبادرة «ذخر» تحت مظلة خطة التنمية لاسيما أنها تحظى برعاية من نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وقائد خطة التنمية الشيخ أحمد الفهد؟
لقد تبنى الشيخ أحمد الفهد مشروع «ذخر» ليصبح رافدا رئيسيا لخطة التنمية، ونحن نعمل عن قرب مع الشيخ أحمد الفهد وذلك انطلاقا من إيمانه الكبير بأهمية المشروع وأهدافه وآثاره الإيجابية على التنمية الشاملة للدولة.
في كلام سابق للشيخ أحمد الفهد قال ان الخطة تتضمن 850 مشروعا وتحتاج إلى 850 مديرا فهل من المتوقع أن نرى 100 مدير من «ذخر» يتسلمون إدارة 100 مشروع من مشاريع الخطة؟
نحن لا نعمل على تولي إدارة مشاريع خطة التنمية بل نعمل على تقوية القيادات في كل القطاعات وأن نخلق لغة متجانسة بين القيادات في القطاعات الحكومية والخاصة والنفطية، وأن نخلق فيما بينهم لغة تواصل يستطيعون من خلالها تبادل الخبرات والتطوير، وقد نرى جزءا منهم في مراكز قيادية ضمن منظومة خطة التنمية وهو أمر وارد ويشكل جزءا من أهداف «ذخر».
ما هي الجهات التي وضعت فكرة مبادرة «ذخر»؟
كان مشروع «ذخر» مبادرة من القطاع الخاص تبناها الشيخ أحمد الفهد لتصبح بذلك مشروع تنمية، ولدينا مستشار أكاديمي ممثل بجامعة كورنيل الأميركية والتي قام خبراؤها بتحديد الكفاءات والمهارات التي تتطلبها الإدارة الفعالة والناجحة للمشاريع في الكويت وذلك من خلال تدارس مسيرة التنمية في الدولة والإمعان في تحدياتها.
ما هي المعايير والأسس التي ألزمت بها خطة التنمية «ذخر»؟
لا يوجد إلزام فالقيّمون على خطة التنمية لا يضعون التزامات على أحد وإذا كانت أي مبادرة أو فكرة تتماشى مع توجه خطة التنمية فهي مرحب بها ويتم التنسيق حولها بما يتوافق مع حاجة الخطة لمواجهة التحديات التي تواجهها.
وكان الاتفاق أنه في الوقت الحالي وعلى مدى السنتين القادمتين تحتاج خطة التنمية إلى «قائد مشروع» وليس إلى «مدير مشروع» وعلى القائد أن يعرف الجوانب الفنية للمشروع والأثر على الصورة العامة وخطة التنمية بشكل عام.
وعليه فإن كل التصاميم التي تم وضعها بالتعاون مع جامعة كورنيل للبرنامج وعملية الاختيار كانت منصبة ومعتمدة على هذه المعايير وكانت الاختبارات الشخصية التي أجريت تركز بمجملها على توافر صفة القيادة لدى الشخصية.
ما أبرز التحديات التي واجهتكم في استكمال مشروع «ذخر» وإنجازه في الوقت المحدد له؟
ليس هناك أي مشروع ينجز من دون تحديات وهذه الأخيرة قد تحفز على النجاح والاستمرار من خلال الإصرار، وفي «ذخر» استطعنا أن نجتاز التحدي الزمني الذي كان يلزمنا بأن يكون لدينا 100 شخص في الـ 20 من يناير لاسيما أن عدد المتقدمين للمبادرة كان كبيرا وكنا قد بدأنا في الأول من يونيو 2010.
والتحدي الثاني هو أن تنهي هذه المجموعة تدريبها في يونيو القادم وأن يتم تأسيس نادي «ذخر» في الفترة عينها. هذه الالتزامات الزمنية تعتبر من أكبر التحديات لاسيما أنه لدينا ارتباطات مع جامعة كورنيل وجهات مختصة وغيرها.
وكيف كان الإقبال على المشاركة في هذا البرنامج؟
لقد شهدت مبادرة «ذخر» إقبالا شديدا خاصة أن المجال كان مفتوحا أمام كل من يرى أن لديه المواصفات القيادية ويرغب في تسلم منصب قيادي، وعليه وصل عدد الذين حاولوا الانتساب للبرنامج حوالي 1000 مشترك ولكن 650 منهم انطبقت عليهم الشروط.
وكيف تم اختيار 100 شخص من الـ 650؟
اختيار الـ100 شخص لم يكن بالأمر السهل وعليه تم الاختيار وفق ثلاثة معايير وهي: مدى استيفاء الشروط الأكاديمية لديه وخضوعه للـ disc test وهو اختبار تحديد ملامح شخصيته ومن بعدها المقابلة والتي تحدد الكفايات لديه وحدد نتائج هذه الاختبارات متخصصون في المجال القيادي من بريطانيا.
كيف تتوزع نسبة القياديين الذين تم قبولهم في المشروع على القطاعات؟
الـ 100 قيادي كلهم من ذوي الخبرة في مجالاتهم ويتوزعون على الشكل التالي 65% منهم من القطاع الخاص، 20% من القطاع النفطي و15% من القطاع العام. ولكن أتوقع أنه في المراحل القادمة لمشروع «ذخر» ستكون حصة القطاع العام أكبر مما هي عليه الآن.
اليوم نحن نشهد انطلاق برنامج «ذخر» فما المراحل التي سيخضع لها المنتسبون للبرنامج؟
بعد الافتتاح وإطلاق البرنامج في الكويت سيغادر 50 شخصا منهم في 10 مارس القادم إلى الولايات المتحدة الأميركية والالتحاق بجامعة كورنيل حيث سيخضعون إلى دورات مكثفة من قبل اخصائيين في هذا المجال من جامعات أجنبية مختلفة، وسيقومون بجولات ميدانية على بعض المشاريع التنموية وبعد أسبوعين يعودون إلى البلاد حيث سيكون أمامهم 5 أسابيع للعمل على مشروع البرنامج والذي تطلبه منهم جامعة كورنيل لتطبيق ما تلقوه هناك.
وما المشروع الذي سيعملون عليه؟
المشروع الذي على المنتسبين للبرنامج تنفيذه هو ما تم التحضير له من قبل كل القيمين على «ذخر» حيث تم تقسيم مدينة الكويت جغرافيا إلى سبع مناطق، وسيتم توزيع الـ 50 شخصا على 7 فرق أيضا ويتولى كل فريق منهم وضع مشروع تنموي من خلال تحديد رؤية لهذه المنطقة وتحديد ما هي التأثيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المنطقة من خلال هذه الرؤية ومن هم الأكثر تأثيرا بهذه الرؤية وما الحلول لجميع المشاكل التي قد تواجههم خلال تنفيذ هذه الرؤية.
وبعد مضي الأسابيع الخمسة سيعودون إلى الولايات المتحدة الأميركية ومعهم هذه المشاريع التي سيقدمونها للجنة مختصة ستقوم بمناقشة هذه الرؤى وبعد حوالي الأسبوع يعودون إلى الكويت مع التقييم الذي سيحصلون عليه من كورنيل وفي الوقت عينه ستسافر الفرق السبعة الأخرى إلى أميركا للخضوع للمراحل عينها.
وما مصير المشاريع التي سيتم تقديمها؟
الخطوة الأولى هي دمج مشاريع المناطق إذ ان كل منطقة سيكون لها مشروعان وعليه يجلس الفريقان ويتم دمج هذين المشروعين وذلك لتطبيق المعايير القيادية التي خضعوا لها في الولايات المتحدة الأميركية ليتوصلوا بعدها إلى صيغة نهائية للمشروع وبعدها يتم عرض هذه المشاريع في معرض كبير.
هل سيتم تنفيذ هذه المشاريع ضمن مشاريع خطة التنمية؟
في الواقع الغرض من وضع هذه المشاريع والرؤى هو تعلم المبادئ والأسس القيادية وتعزيز السلوك القيادي لدى المنتسبين ولكن إذا لاقت هذه المشاريع الاستحسان وتم تنفيذها فهذا الأمر سيكون نجاحا لـ «ذخر» بالدرجة الأولى.
نادي «ذخر»
سبق ان ذكرتم أن المرحلة التالية لمشروع «ذخر» هي إطلاق نادي «ذخر»، متى سيتم إطلاق النادي وما مهامه؟
أعتقد أنه من الضروري إيجاد ناد يتبادل من خلاله القياديون الخبرات خاصة أن هناك 100 شخص سيسافرون بعضهم مع بعض وسيمضون وقتا طويلا في وضع مشروعهم والعمل على أهداف واحدة. وعليه جاءت فكرة نادي قيادات التنمية الذي يفسح المجال في الاستفادة من والاستعانة بخبرات هؤلاء القياديين.
وسيتألف النادي من لجان إبداعية مؤهلة قياديا بما يتناسب ويتماشى مع متطلبات خطة التنمية للاستفادة من هذه الخبرات والقدرات في المشاريع التنموية. ومن أهداف هذا النادي تعزيز مفهوم المواطنة وجعله بيئة آمنة لطرح الأفكار التطويرية والتنموية.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذا النادي في شهر يونيو القادم بعد الانتهاء من جميع مراحل المشروع التدريبي.
أهداف وركائز «ذخر»
تقسم أهداف المشروع الوطني لتطوير وتنمية القيادات إلى نوعين: اهداف استراتيجية واخرى مرحلية، وتعمل الأهداف الاستراتيجية على:
- نشر ثقافة التنمية بمفهومها الشامل
- بناء القدرة القيادية للدولة
- تأصيل أهمية الرؤى المشتركة
- غرس روح الإبداع والتنافسية
- تأصيل مفهوم العمل والإنتاجية
- ترسيخ التعاون
وتحت إطار الأهداف المرحلية يركز المشروع الوطني على بناء القدرة القيادية في شرائح متعددة يحكم أولويتها ثلاثة عناصر:
- عمر خطة التنمية ومتطلباتها الملحة (immediate need)
- أثر الشريحة المستهدفة على نجاح الخطة التنموية
- أثر الشريحة المستهدفة على الرأي العام
مشروع «ذخر» ينطلق اليوم
يجتمع اليوم 100 شخصية من مختلف المجالات في قاعة الشيخة سلوى الصباح ليبدأ مشوارهم القيادي مع مبادرة «ذخر» التي تحولت إلى مشروع وطني برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ أحمد الفهد، والذي ستقام أنشطته في الكويت على مدى ثلاثة أيام تبدأ صباح اليوم حيث سيجتمع المنتسبون ويتشاورون ويضعون بعض الأسئلة التي سيوجهونها للشيخ أحمد الفهد في الجلسة النقاشية المغلقة التي ستقام قبل موعد حفل الافتتاح.
وستقام على مدى الأيام الثلاثة محاضرات لشخصيات متخصصة بشؤون التنمية حيث سيكون هناك محاضرات لكل من المدير التنفيذي لجامعة كورنيل مايكل سيرينو، ورئيس جهاز متابعة الأداء الحكومي الشيخ محمد العبدالله، والأمين العام للأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية د.عادل الوقيان، والوكيل المساعد لديوان المحاسبة عصام الخالد، ووكيل وزارة الأشغال عبدالعزيز الكليب، ونائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة البترول الكويتية فاروق الزنكي، ومحافظ البنك المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز، ورئيس اللجنة المالية النائب يوسف الزلزلة، والوكيل المساعد للجنة المناقصات د.عادل الزامل.