- الكويت في المرتبة 141 بين 183 دولة على مستوى التسهيلات المقدمة للشركات لبدء المشاريع بسبب قصور التشريعات
محمد هلال الخالدي
أكدت السفيرة الأميركية في الكويت ديبورا جونز على عمق العلاقات المتميزة التي تربط الكويت بالولايات المتحدة منذ القدم، وهنأت صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والشعب الكويتي بمناسبة الأعياد الوطنية التي تعيشها البلاد في ذكرى مرور 50 عاما على الاستقلال و20 عاما على التحرير وخمس سنوات على تولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم. وقالت في كلمة مؤثرة خلال حضورها حفل مجلس الأعمال الأميركي في الكويت مساء أمس الأول بحضور عدد كبير من الديبلوماسيين ورجال الأعمال: إن الأفراح التي تعيشها الكويت باحتفالات اليوبيل الذهبي على الاستقلال فرصة مناسبة للحديث عن عمق العلاقات التي ربطت الولايات المتحدة بالكويت، لا شك أننا نعيش في منطقة تعج بالتحديات، وأقتبس من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قولها «الشعوب تحتاج من حكوماتها أن تكون أكثر انفتاحا، ويعتمد عليها وأن تتحمل المسؤولية بكفاءة، والولايات المتحدة تؤمن بحق الشعوب في أن تحصل على حكومات تلبي مطالبها بصورة مسالمة وإيجابية وتعمل على تحقيق ذلك معهم، وبدون نظام سياسي جيد ستبقى الفجوة بين الشعوب والحكومات في اتساع خطير»، وأضيف عليها بضرورة أن يكون المواطنون على درجة كافية من المسؤولية والالتزام، وأن يعملوا بإخلاص ضمن مؤسسات المجتمع المدني، ولا ننسى الدور الكبير لوسائل الاعلام، والكويت هي واحدة من الدول التي تتمتع بوجود هذه العوامل الايجابية بشكل كبير، فلديها مؤسسات دولة حقيقية، ولديها هذا التنوع الثقافي الجميل الذي نشاهده في الديوانيات وصحافة حرة وبرلمان فاعل ومؤسسات مجتمع مدني متنوعة.
تعاون تاريخي
وأكملت السفيرة جونز قائلة إنه قبل 20 عاما شاركت الولايات المتحدة مع دول عديدة في حرب تحرير الكويت واستعادة الشرعية والسلام إلى شبه الجزيرة العربية، كما لا ننسى التعاون العسكري بين البلدين منذ 1987 عندما وافقت الولايات المتحدة على رفع علمها على السفن الكويتية لحمايتها خلال الحرب الايرانية ـ العراقية.
وعلاقتنا بالتأكيد تعود إلى أكثر من هذا، إلى ما قبل الاستقلال وتحديدا في عام 1911 مع الشيخ مبارك الصباح مؤسس إمارة الكويت الحديثة، حيث دعا إلى بناء أول مستشفى أميركي في الكويت، وتاريخيا تركزت علاقتنا بالكويت على التجارة والتطوير، بينما التعاون في الشؤون الأمنية جاء متأخرا ونحن نطمح جميعا أن تكون العلاقات بيننا متميزة على جميع الأصعدة.
والأمثلة عديدة على أوجه التعاون الأمني والتجاري بين البلدين، ولا ننسى بالتأكيد المجالات الأخرى الثقافية والاجتماعية، الكويت حققت شراكة وتعاونا مع شركة جنرال موتورز منذ ما يزيد على 60 عاما، وهي واحدة من كبرى الشركات الأميركية، وشركة فورد بدأت نشاطها في الكويت منذ عام 1952 حيث تعد الكويت والسعودية والامارات السوق الأكبر في المنطقة، فحوالي ثلث الصادرات الأميركية للكويت هي من السيارات وقطع الغيار.
كما تم بناء فندق شيراتون ـ الكويت عام 1966 كأول فرع يبنى خارج أميركا وأول فندق 5 نجوم في الكويت، وشركة ge بدأت بالتعاون مع القطاع الخاص والحكومي في الكويت منذ ما يزيد على 30 عاما في مجال الطاقة وتحلية المياه في محطة الصليبية التي تنتج المياه العذبة كل يوم، وقد بلغت قيمة الصادرات الأميركية للكويت في العام الماضي 2.8 مليار دولار، والعاملون بالسفارة لديهم التزام كبير في تنمية وتطوير هذا المجال، ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة تملك الكويت حوالي 36 مليار دولار في الاستثمارات الخارجية، ولا شك أن هذا يضع علينا عبئا كبيرا في إنجاح هذه الاستثمارات وتنميتها، ليس فقط في الكويت بل في العالم كله، وفي العام الماضي أطلق الرئيس أوباما مبادرة التصدير الوطني التي تهدف إلى مضاعفة حجم الصادرات الأميركية عبر العالم خلال خمس سنوات، وقد صادق مجلس الأمة مؤخرا على خطة التنمية بميزانية تبلغ حوالي 30 مليار دينار كويتي (حوالي 105 مليارات دولار) لتنمية مشاريع البنية التحتية وتنويع مصادر الدخل، ولا شك أن هذا يضاعف العبء والمسؤوليات علينا جميعا، وقد انخرطت أخيرا في مشروع تشجيع التجارة الديبلوماسي بهدف تشجيع أكبر عدد ممكن من الشركات الأميركية للعمل والتعاون في تحقيق خطة التنمية، فأميركا تمتلك الخبرات والعلم والتكنولوجيا التي تؤهلها لتقديم التعاون مع الشركات والحكومة الكويتية، ودعوني أتحدث بفخر عن دور مجلس الأعمال الأميركي في الكويت والذي يقوم بدور كبير في تطوير وتوثيق هذه العلاقات وتقويتها.
جوانب مشرقة
وأكملت لقد تلقيت أسئلة عديدة من كثير من الشركات حول التحديات التي تواجه العمل التجاري والاستثمار هنا في الكويت، وبصراحة أقول بأن ترتيب الكويت 74 على مستوى العالم، وأصبحت الأخيرة على مستوى الخليج مؤخرا بحسب تقارير البنك الدولي، ترتيب الكويت أصبح 141 من بين 183 دولة على مستوى التسهيلات المقدمة للشركات لبدء المشاريع، والسبب يعود إلى قصور التشريعات التي لا تخدم هذا المجال.
ولكن هناك جوانب إيجابية ومشرقة، فالكويت لديها تاريخ حافل، وشعب واع ومتعلم بشكل جيد وفاعل، وأنا أعول على ذلك كثيرا في إعادة الكويت إلى دورها الريادي في المنطقة، تماما كما هي الآن في مجال الحريات والديموقراطية والاعلام.
تطور الكويت
كما ألقى السفير عبدالله البشارة كلمة ارتجالية مؤثرة تناول فيها العلاقات المتميزة التي تربط الكويت بالولايات المتحدة، واستذكر بكل وفاء الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة في تحرير الكويت، واستعرض نماذج كثيرة أكد من خلالها على أهمية الدور الديبلوماسي في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتحدث عن تطور الكويت وريادتها منذ ما قبل الاستقلال.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال الأميركي في الكويت جريجوري ستيفنس على تميز العلاقات التجارية بين الكويت وأميركا، وأشاد بالنجاحات الكبيرة التي تحققت في هذا المجال منذ سنوات طويلة.
كما أثنت المديرة التنفيذية لمجلس الأعمال الأميركي منى الفزيع على حديث السفيرة جونز وأكدت بدورها على التطور الكبير الذي تشهده العلاقات المتميزة بين البلدين في شتى المجالات وأهمها المجال التجاري والتعاون الاقتصادي.
من أجواء الحفل
- كانت السفيرة الأميركية في الكويت ديبورا جونز ترتدي الملصق الخاص باحتفال الكويت بأعيادها الوطنية وفيه صورة صاحب السمو الأمير وعلم الولايات المتحدة وعلم الكويت في إشارة إلى مشاركتها أهل الكويت فرحتهم.
- قدم السفير عبدالله البشارة عرضا تاريخيا مميزا عن الكويت ودورها الكبير في التجارة العالمية، وقال في نهاية حديثه إنه لا يحب السياسة الأميركية فضحكت السفيرة جونز كثيرا.
- تواجد السفير الأميركي السابق سكيب غنيم والذي كان أول سفير للولايات المتحدة بعد تحرير الكويت.
- أقيم على هامش الحفل معرض تجاري ضم العديد من الشركات الأميركية والمحلية التي توضح مجالات عملها.
- شارك فريق مركز لوياك للشباب في تقديم فقرات فنية رائعة أذهلت الجمهور ونالت إعجابهم، حيث قدموا عرضا موسيقيا من وحي أعمال عمر الخيام.