كويتنا خضراء
نظرا لمحدودية الموارد المائية للكويت، حيث لا يوجد اي مصدر من مصادر المياه السطحية بسبب ظروف الجفاف الشديد وقلة معدل سقوط الامطار ومحدودية المصادر الطبيعية المتجددة للمياه الجوفية، فإن الكويت تعتمد على توفير المياه العذبة (تحلية مياه البحر) والذي يستخدم في الاغراض المتعددة، حيث يستهلك القطاع الزراعي نحو 36 مليون متر مكعب سنويا بينما تساهم المياه الجوفية بـ 357 مليون متر مكعب سنويا، ومياه الصرف الصحي بـ 90 مليون متر مكعب سنويا.
وقد اعتمدت مياه معالجة الصرف الصحي ضمن اولويات خطط التنمية في البلاد للمحافظة على صحة المواطنين والتقليل من التلوث والاستفادة من هذه المياه.
وقد انشئت في الستينيات شبكة حديثة ومراكز ضخ ومحطات تنقية لمياه المجاري تم تطويرها في الثمانينيات لتكون المعالجة ثلاثية مع التعقيم حتى يمكن الاستفادة من المياه المعالجة في اغراض الزراعات التجميلية والتحريج، وكذلك الزراعة الانتاجية.
وهناك محطات للصرف الصحي في الكويت هي: محطة معالجة العارضية، محطة معالجة الجهراء، محطة معالجة الصليبية، محطة معالجة الرقة، محطة معالجة ام الهيمان، حيث تمر مياه المجاري داخل محطات المعالجة بالمراحل الآتية:
المعالجة الأولية او المعالجة الفيزيائية
وتتم هذه المرحلة في مدخل محطة المعالجة، حيث يتم حجز المواد الكبيرة غير العضوية كالاخشاب وقطع البلاستيك والقماش بواسطة الشباك الحاجزة، وكذلك حجز الرمال والاحجار الصغيرة غير العضوية بواسطة احواض ازالة الـــرمال.
المعالجة الثنائية او المعالجة البيولوجية
حيث تشمل مرحلتين هما: التهوية بواسطة الهواء المضغوط من اسفل الاحواض لأكسدة المواد العضوية وكذلك من الهواء الطبيعي عند السطح ويكون ناتج اكسدة المواد العضوية ازالة الروائح الكريهة.
الترسيب: وتلي هذه المرحلة الاكسدة بالتهوية، حيث يتم فيها ترسيب جزء كبير من العوائق العضوية المؤكسدة الى قاع الاحواض لتكون ما يسمى بالحمأة ثم تستمر المياه عبر هدارات في اعلى محيط احواض الترسيب الى المرحلة التالية في المعالجة.
المعالجة الثلاثية
وفيها يتم اضافة الكلور للتعقيم مع بقاء المياه داخل الخزانات لفترة احتجاز تكفي لتفعيل اثر الكلور في المواد العضوية ثم تنقل المياه الى مرشحات رملية لحجز باقي المواد العالقة ثم بعد الترشيح يعاد تعقيمها بالكلور وتخزينها للتوزيع وفي بعض المحطات مثل محطة ام الهيمان يجري التعقيم بواسطة الاشعة فوق البنفسجية بدلا من الكلور.
حديثا تم اللجوء الى المعالجة الرباعية او المتقدمة، حيث يتم التخلص نهائيا من المواد العالقة، ازالة النيتروجين والفسفور والعناصر الثقيلة والأملاح الذائبة وقد استخدمت في الكويت منذ الستينيات مياه الصرف الصحي المعالجة ثنائيا في اغراض التشجير، ومع التوسع الافقي والرأسي للمشروعات الزراعية بدأ التوسع في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا في اعراض الري الزراعي، حيث استخدمت منذ السبعينيات مياه الصرف المعالجة في منطقة الصليبية لزراعة اعلاف الماشية. وقد اتخذ مجلس الوزراء الخطوة الأولى نحو الاستفادة الشاملة من مياه المجاري المعالجة للري الزراعي، حيث اصدر قرارا رقم 611 بتاريخ 23/6/1993 بالموافقة على استــغلال الميــاه المعالجة ثلاثيا والتي تزيد عن احتــــياجــات التشجير والزراعة التجميـــلية في اغراض الزراعة الاخرى عن طــريق تمديد شبكة مياه خاصة بها.
وبناء على ذلك ومن أجل تحقيق التنمية الزراعية الانتاجية المخطط لها فقد رأت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية الحاجة الى تزويد مناطق الزراعة الانتاجية في الوفرة والعبدلي بكميات اضافية من المياه المعالجة لري المزروعات الموجودة هناك وتقليل الاعتماد على المياه العذبة والمياه قليلة الملوحة ولوجود كميات كافية من مياه المجاري المعالجة ثلاثيا والتي تنتج في محطات التنقية القريبة من الاماكن المأهولة بالسكان.
لذا فقد قررت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بالقرار رقم 386 لسنة 1997 القيام بتجربة استخدام المياه المعالجة ثلاثيا في ري الخضراوات لمعرفة مدى صلاحيتها وخلوها من اي اضرار صحية وبيئية، وتم تشكيل فريق عمل من الجهات ذات العلاقة ويشمل متخصصين من وزارة الاشغال العامة والهيئة العامة للزراعة ووزارة الصحة العامة والهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية.
صفحة كويتنا خضراء في ملف ( pdf )