- 14 مليون سائح لمصر خلال العام الماضي 5 ملايين منهم لمحافظة جنوب سيناء الرائدة في عدد السياح و نسبة الدخل القومي
شرم الشيخ ـ حنان عبدالمعبود
أكد محافظ جنوب سيناء اللواء محمد شوشة، على عمق العلاقات المصرية ـ الكويتية، والروابط والصلات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين، مشيرا إلى أن الخطوات الايجابية التي اتخذت من الجانب الكويتي ليست بغريبة على الشعب الكويتي الذي يستشعر أي أزمة تمر بها مصر، كما هو حال مصر، لافتا الى ان هذا الشعور متبادل منذ سنوات بين البلدين الشقيقين، من تعاضد ومساندة في الأزمات من كلا الطرفين. جاء ذلك لدى استقبال المحافظ، للوفد الكويتي الزائر لمدينة شرم الشيخ الواقعة في محافظة جنوب سيناء بمصر، خلال الرحلة التي انطلقت مباشرة من الكويت إلى شرم الشيخ تحت شعار «في حب مصر»، والتي نظمتها شركة سفريات «روتانا» للسياحة والسفر، وشركة «يجيندري فايف»، «سفريات الفروانية»، والمركز الكويتي للغوص برعاية القنصلية العامة المصرية، وحضور عدد من ممثلي الصحف الكويتية.
قال شوشة خلال مؤتمر صحافي عقد بفندق «ماريوت» ان السياحة تمر في الوقت الحالي بأزمة نتيجة للأحداث التي مرت بها مصر، مؤكدا انها ازمة عابرة، مستدركا بأنه حتى في ظل الأزمة، الا ان السياحة لم تتوقف في مدينة شرم الشيخ، اضافة الى انها أتاحت الفرصة لأصحاب الفنادق والعاملين فيها لرفع درجة كفاءة الفنادق.
ولفت الى ان الأزمة خلقت نوعا من التكاتف بين الناس، لدرجة أن أصحاب الأعمال بذلوا الكثير من الجهد والمال للحفاظ على العمالة، مشيرا الى ان عدد العاملين في مجال السياحة يبلغ أكثر من 400 ألف من العمالة المباشرة وهم يعولون أسرا، ما يعني ان هناك مليوني شخص ضمن نطاق هذا العمل اذا كان متوسط عدد افراد الأسرة 5 افراد، وبيّن ان هناك ايضا عمالة غير مباشرة والتي يصل عددها الى 5 افراد مقابل كل فرد من العمالة المباشرة، مشيرا الى ان المبدأ الرئيسي أثناء وعقب الأزمة الماضية هو الحفاظ على العمالة العاملة في مجال السياحة.
ولفت الى ان فلسفة الدولة للحفاظ على العمالة تنقسم الى شقين، الاول منه يكمن في المسؤولية التي تقع على عاتق الدولة وتحديدا وزارة القوى العاملة التي خصصت صندوقا لدعم العمالة، وبرأسمال بلغ 5 مليارات جنيه، ويكفل مرتبا أساسيا لكل فرد قد تم التأمين عليه، مشيرا الى ان القيمة العمالية في كل فندق لا تقل عن 30 عاملا يتم التأمين عليهم، ومن ثم تقوم الدولة بالصرف للجميع، لافتا الى ان الدولة قامت بصرف شهر وقد يتجدد طبقا لنسبة السياحة، وهذه الخطوة تعد الحد الأدنى للحفاظ على العامل. وأشار الى ان الشق الثاني يختص بأصحاب الفنادق والذين تم التنسيق معهم على تبادل الاجازات فيما بين العاملين، كما تقوم بتعويض العامل بجزء اضافي بالاضافة إلى ما تقدمه له الدولة، مشيرا الى صدور قرار ينص على قيام الملاك بتخفيض الايجارات بنسبة تتراوح بين 30 و 70% طبقا لطبيعة العمل والقيمة الايجارية، لافتا الى ان بعض أصحاب العقارات قد قاموا بإلغاء الايجارات الخاصة بشهر فبراير للتخفيف على المستأجرين من تلقاء أنفسهم، مؤكدا ان كل هذه الاجراءات التي تم اتخاذها تأتي كهدف للحفاظ على العمالة بالدرجة الأولى، معتبرا اياها ثروة قومية يجب الحفاظ عليها.
الخارطة السياحية
وأكد شوشة على موقع محافظة جنوب سيناء من الخارطة السياحية في مصر بشكل عام، موضحا أن نصيبها من السياحة بمصر قد بلغ الثلث، وثلث الدخل القومي لمصر من السياحة، مشيرا الى ان عدد السياح القادمين خلال العام الماضي قد قارب الـ 5 ملايين سائح، لافتا الى ان اجمالي عدد السياح في العام الحالي بلغ ما يقارب من 14 مليون سائح، لافتا الى ان لمحافظة جنوب سيناء الريادة من حيث عدد السياح او الدخل، كما ثمّن تعاون الجميع على تخطي الأزمة، وقال «كان هناك تنسيق شبه يومي مع وزير الخارجية والقنصليات المصرية في معظم انحاء العالم وتحديدا في الدول التي لها نسبة كبيرة من السياحة كالبريطانية والروسية والايطالية والألمانية»، مضيفا ان السياحة البريطانية لم تتوقف يوما واحدا واستمرت على برامجها السابقة، مشيرا الى ان كل الدول رفعت الحظر عن السياحة في منطقة البحر الأحمر بالكامل.
وأعلن شوشة خلال المؤتمر ان السياحة في شرم الشيخ بدأت بشكل مكثف في الثامن والعشرين من فبراير، مبينا أن السياحة الروسية ستبدأ في اليوم الثالث من مارس، متوقعا عودة السياحة الى معدلاتها الطبيعية بنهاية شهر مارس، ولفت الى ان هناك اصرارا من العاملين في مجال السياحة للتعلم من الدرس وتقديم الخدمة المتميزة لجذب السياح، خاصة بعد أن وصلت شرم الشيخ الى مرتبة تجعلها في مصاف الدول الأولى في السياحة على مستوى العالم. وأعلن انه يسعى للعمل على رفع نسبة السياحة في شرم الشيخ، والتي تمثل 20% من اجمالي السياحة في مصر، الى ما يقارب من 50% من السياحة، معربا عن أمله ان تحتل السياحة القادمة من الكويت مرتبة متقدمة.
وحول الخطط والبرامج الاستثمارية في محافظة جنوب سيناء عامة وشرم الشيخ خاصة قال شوشة: لقد بدأ المكتب العالمي ماكنزي منذ عامين بعمل دراسات تقييمية لشرم الشيخ، وقدم عددا من التوصيات اهمها ايقاف انشاء غرف فندقية في شرم الشيخ على اعتبار انها تخضع للعرض والطلب، مرجعا السبب الى انه كلما زاد العرض قل الطلب فأدى الى انخفاض الأسعار، مشيرا الى انه في حال وصلنا الى 7 ملايين سائح ففي تلك الحالة يمكن زيادة الغرف الفندقية، مشيرا الى انها وصلت هذا العام الى 5 ملايين متوقعا الوصول الى 7 ملايين خلال عامين من الآن.
وأشار الى ان مجالات الاستثمار مفتوحة في مجال الترفيه بشكل عام، مشيرا الى ان الرئيس السابق حسني مبارك كان قد كلفه بالسفر الى دبي للاطلاع على مجالات الترفيه هناك ومحاولة انشاء مثيل لها في شرم الشيخ.
وقال ان الاستثمار الفندقي مغلق الآن في شرم الشيخ الا انه مفتوح في الكثير من المدن مثل كدهب ونويبع وطابا، اضافة الى الأنشطة الخدمية والترفيهية والتجارية في تلك المناطق وفي شرم الشيخ أيضا، مؤكدا ان هناك تشجيعا للاستثمار، لافتا الى ان مدينة دهب تصعد الآن بسرعة الصاروخ وستكون من المدن التي ستنافس شرم الشيخ، خاصة انها تتمتع بمميزات الطقس والطبيعة الديموغرافية والتي تختلف عن شرم الشيخ، اضافة الى رأس سدر على الشاطئ الشرقي لخليج السويس والتي ستشهد تشييد مطار دولي فيها، اضافة الى الخمسة مطارات الموجودة في المحافظة وكذلك خمسة موانئ، والتي تميزها عن باقي محافظات مصر، موضحا ان مقومات تشجيع السياحة متوافرة لخلق منتجع سياحي متكامل.
وحول عدم السماح للشباب المصريين بالعمل في شرم الشيخ والذي ارجعه البعض الى الدواعي الأمنية أشار شوشة الى ان شرم الشيخ تشهد نقصا في العمالة بنسبة تصل الى 40%، الا ان المشكلة تتمثل في ان كل خريج يريد العمل بالمؤهل الدراسي الذي حصل عليه، مؤكدا عدم وجود اي قيود على العمالة الموجودة الا ان هذا لا يمنع من الحرص على حماية السائح، بمعنى ان شرم الشيخ تعتبر منتجعا سياحيا، واي منتجع في العالم يتطلب ان يكون مغلقا وتحت السيطرة، لافتا الى ان اي شخص يأتي للعمل لابد ان يخضع للبحث الجنائي، مؤكدا انه لا قيود أمنية على التوظيف ولكنها مجرد اجراءات.
وعن التحديات التي تواجه المسؤولين في محافظة جنوب سيناء، في الوقت الراهن وتحديدا الأمنية منها، أوضح شوشة أن الثورة التي شهدتها مصر مؤخرا كانت في 28 محافظة من أصل 29 محافظة في مصر، وان المحافظة الوحيدة التي لم تشهد ايا من المظاهرات أو التعدي على رجال الأمن هي محافظة جنوب سيناء، الا انها شهدت بعد ذلك مطالب شخصية لا علاقة لها بالثورة، ومازال رجال الشرطة يزاولون عملهم، مرجعا الفضل في ذلك الى سكان المحافظة والذين يشعرون بان السياحة هي مصدر من المصادر الرئيسية للرزق، لافتا الى ان مجموعة من المحامين تجمعوا في جبل الطور لمجاراة ما يحدث في المحافظات الأخرى وان الأمن لم يتدخل وانما أهل البلد تدخلوا وطالبوهم بالتظاهر في محافظاتهم وليس في سيناء لأن أغلبهم أتوا من محافظات أخرى.
فيلا الرئيس السابق
وأشار شوشة إلى أن الفضل في اقامة مدينة شرم الشيخ يعود للرئيس السابق محمد حسني مبارك، وبين في معرض اجابته عن حجم ممتلكات الرئيس مبارك في شرم الشيخ أكد انه لا يمتلك شيئا سوى الفيلا التي يعيش فيها، وان أملاك أسرته تضم فيلتين احداهما لنجله جمال والأخرى لنجله علاء وجميعها بالقرب من فيلا بكر بن لادن.
وفيما يخص الرؤية والخطط التطويرية المستقبلية للاستفادة من المحافظة بالكامل في مختلف الأنشطة السياحية منها والزراعية والصناعية قال اللواء شوشة، تبلغ مساحة المحافظة 32 ألف كم، وتضم 5 محميات طبيعية تشكل 60% من مساحة المحافظة، اضافة الى ان مساحة 100 كيلو من شرم الشيخ الى الطور أرض بكر أفضل بكثير من طبيعة شرم الشيخ، الا انه تم إيقاف أي استثمارات فيها حتى لا نصاب بالإسهال في الفنادق، ويكون العرض أكثر من الطلب فتقل أسعار الفنادق،. ولفت الى ان هناك أربع مجالات رئيسية للتنمية في المحافظة منها مجال التنمية السياحية والذي أخذ نصيبه تماما من الاهتمام والتنمية، مشيرا الى انه لمزيد من التنمية ستتم زيادة الإنفاق للسائح من خلال خلق أنشطة ترفيهية جديدة، وكذلك زيادة مدة بقاء السائح من خلال فتح أنشطة وأماكن جديدة، وتحديدا سياحة السفاري، وثالثا زيادة نسبة العائد الى 50% من خلال الاعتماد على المنتج السياحي المقدم للسائح. وأشار المحافظ الى ان المحور الثاني للتنمية يتمثل في التنمية الزراعية، وان المحافظة تعتمد اعتمادا كليا على منتجات زراعية من خارج المحافظة، لذا هناك وديان صالحة للزراعة وتحديدا سهل القاع على الضفة الشرقية لخليج السويس، والبالغ مساحته 250 ألف فدان، إضافة الى توافر المياه الجوفية، لافتا الى انه سيعتمد أساسا على استثمارات خارجية من خارج المحافظة. وأشار الى ان المحور الثالث هو الثروة الصناعية والتعدينية، لافتا الى انه توجد منطقة جبلية شاسعة تضم كل أنواع التعدين و18 نوعا من المواد الصناعية الاقتصادية وأهمها الرمل الزجاجي والذي يتم تصديره الى تركيا. وأوضح انه لكي يتم انشاء منطقة صناعية فلابد من إيجاد حوافز للمستثمر، بمعنى عمل البنى التحتية الأساسية وتوفير المرافق، معلنا انه تم اتحاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه، وهناك منطقة صناعية في أبوزنيمة تم التصديق عليها، لافتا الى انهم كمحافظة غير قادرين على تنفيذ البنية الأساسية للمنطقة الصناعية. وأشار الى ان هناك محورا آخر للتنمية خاصا بالثروة السمكية حيث يوجد 650 كلم شواطئ، اضافة الى ان المحافظة تعد بوابة البحر الأحمر، لافتا إلى انها تنتج 14 ألف طن سنويا من الأسماك، إلا ان حجم هذه الثروة لا تتحمل أكثر من ألف مركب وجميعها لصيادي السويس، مشيرا ان المحافظة لا يوجد فيه أي نشاط لصيد الأسماك وانها تعتمد على جلبها من السويس عن طريق البر.
وحول الجسر الذي عرضت المملكة العربية تنفيذه ليربط فيما بين البلدين ليكون ممر العبور وتم رفضه بالسابق بذريعة انه سيعكر صفو الهدوء في شرم الشيخ قال، لم تطرح الفكرة أثناء تواجدي محافظا لجنوب سيناء، ولا توجد لدي خلفيات تقديمه ورفضه، الا انه حسب علمنا ان سبب الرفض هو رفض بيئي فقط كون الأراضي التي تربط مابين السعودية ومصر هي أراضي جزيرة تيران وما يتبعها من بقع مرجانية وتعد من أغنى الشعب المرحانية في العالم، مشيرا إلى ان الوقت الحالي يشهد مشروعا مشترا بين البلدين وهو مشروع الربط الكهربائي بحيث يتم تزويد السعودية بالكهرباء خلال فترات الظهيرة، وتزويد مصر بها خلال فترات المساء وهي حالات الذروة في كلا البلدين، لافتا إلى انه توقف أكثر من مرة لأسباب بيئية، إلى ان دخلت التكنولوجيا الحديثة، والاتفاق على مد كيبل كهرباء ذي تيار ثابت وليس متغيرا لتفادي الموجات الكهرومغناطيسية، مشيرا إلى ان جزيرة تيران تزخر بالشعب المرجانية ولذلك لم يتم عمل اي انشاءات فيها، خاصة ان تلك الشعب مصنفة عالميا على انها احد أهم وأنقى الشعب المرجانية على مستوى العالم. وعن الدور المنوط بأهل سيناء مستقبلا قال انهم يدخلون في منظومتين، الأولى هي المنظومة السياحية، والثانية هي التأمين في الوديان المختلفة، ونحن نعتمد عليهم في هذا الجانب، بحيث يكونون كالحراس على الوديان. وفيما يخص الدراسة التي قدمها فاروق الباز «ممر التنمية» قال انها ليست في سيناء بل في الصحراء الغربية، ولكن نحن لدينا خرائط بالمياه الجوفية، الا ان الأفضل هو الاعتماد على تحلية مياه البحر، الا ان متر المياه في الوقت الحالي تبلغ تكلفة انتاجه حوالي أربعة جنيهات ونصف، وهناك تجربة جارية حاليا لاحدى الشركات في مرسى مطروح لانتاج مياه بتكلفة جنيهين فقط للمتر الواحد، معربا عن امله في نجاح تلك التجربة ومن ثم تطبيقها والاعتماد على منظومة زراعية تقلل من استخدامات المياه، منوها بقلة المياه الجوفية في المنطقة، وان تكلفة البئر الواحدة في شمال سيناء كانت تصل الى 7 ملايين جنيه حيث يصل عمق الحفر الى أكثر من 1200 متر، اضافة الى ان البئر يقابلها زراعة من 30 الى 40 فدانا فقط، معلنا ان المجال مفتوح للمستثمر الأجنبي في مجالات التحلية. ووجه المحافظ في ختام حديثه قدم اللواء شوشة دعوة مفتوحة للسياحة الكويتية لكون مصر بلدهم الثاني، ولكون الكويتيين خير سفراء لمصر في باقي دول العالم.