بيان عاكوم
ليس غريبا على «شيخ الديبلوماسية» ان يقوم بجولات مكوكية للم الشمل داخل البيت الخليجي بعد الاخبار التي عكرت صفو العلاقة ما بين الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، فهذا ما عودنا عليه صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، وكيف لا وهو قائد المصالحات العربية ـ العربية منذ ان كان وزيرا للخارجية، حيث عرف بدوره الكبير من اجل التوفيق بين العرب لحل خلافاتهم ومشاكلهم، ولا يخفى على احد دوره الاخير خلال القمة الاقتصادية ومحاولاته للم الشمل العربي، فما بالنا اذن بالبيت الخليجي الذي يعتبر هو من احد أعمدته الرئيسية.
هذا ما اكد عليه اساتذة العلوم السياسية في جامعة الكويت لدى سؤالنا عن الوساطة التي يقوم بها صاحب السمو الامير للتوفيق بين الامارات وسلطنة عمان على خلفية ما اشيع مؤخرا عن اكتشاف شبكة تابعة لجهاز امن الدولة في الامارات تتجسس على حكومة عمان وجيشها مستهدفة نظام الحكم فيها، حيث اكدوا على قدرة سموه على ازالة هذه الغمة داخل البيت الخليجي، مشيرين الى ان الزيارات التي سبق وقام بها مسؤولون من الدول الخليجية الى الكويت دليل على ان لسموه أثرا طيبا في نفوسهم لما يمتلكه من حنكة سياسية وقدرة على الاقناع، مؤكدين على ان مرافقة حاكم دبي وولي عهد الامارات سموه الى سلطنة عمان تعد الخطوة الاولى نحو نجاح مساعيه.
فهذا ما اكده استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم الذي وصف صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بالرجل الحكيم الذي يقوم بجولات مكوكية للوساطة ما بين الدول العربية، مبديا عدم استغرابه من وساطة صاحب السمو الامير بين الامارات وعمان.
وتابع الغانم: اذا كان لكلمة سموه الأثر الطيب على القيادات السياسية خارج الكويت فكيف الأمر داخليا، مؤكدا انه من الأجدى الأخذ بتوجيهاته وان تستمع له القوى أيضا داخل الكويت.
تاريخ بارز
من جهته، أكد استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.شملان العيسى ان الوساطة التي يقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بين عمان والإمارات شيء ليس بغريب عنه، مشيرا الى ان سموه معروف تاريخيا بالدور الذي كان يقوم به عندما كان وزيرا للخارجية، لافتا الى ان الكويت هي الدولة الوحيدة وقتها كانت معروفة بقدرتها على التوسط في حل الخلافات العربية ـ العربية، مستشهدا بالدور الكويتي ودور سموه في حل الخلاف السعودي ـ المصري في حرب اليمن ومحاولات أخرى لسموه للتوفيق بين العرب.
وقال العيسى: استطاع صاحب السمو الأمير ان يأخذ حاكم دبي وولي عهد أبوظبي الى عمان لجمع القيادتين الإماراتية والعمانية، متسائلا من يستطيع ان يفعل ذلك غير سموه الذي يعمل على حل المشاكل بشكل فوري، مشيرا الى ان دور سموه سيؤدي بالتأكيد الى نتائج طيبة.
هذا هو صباح الأحمد
ومن جهته، أكد استاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي د.عايد المناع على ان وساطة صاحب السمو الأمير سيكتب لها النجاح. وأضاف «هذا هو صباح الأحمد الذي كان يقوم بالوساطات وإصلاح العرب فيما بينهم».
وتابع «دور سموه بارز في المحافل الدولية، وكونه يتدخل لإصلاح ذات البين فهذا عمل كبير، ومتوقع منه ان يصلح البيت الخليجي الذي هو أحد اعمدته الرئيسية».
وتوقع المناع ان تزول هذه الغمة من الخلافات بين البلدين، مؤكدا ان قدرة سموه على جمع القيادتين العمانية والإماراتية هي الخطوة الأولى للنجاح.
وقال المناع «هذه هي الشيم الخليجية التي اعتادت ان تحل الخلافات بالود، وتتجاوز بعض الأخطاء، وتعمل من أجل التلاحم فيما بينها»، مؤكدا ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لن يتوانى في بذل الجهد لإصلاح الخلاف العربي فما بالنا بالبيت الخليجي.
الحفاظ على البيت الخليجي
استاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت د.هيلة المكيمي رأت ان وساطة صاحب السمو الأمير ليست بغريبة على الكويت، وإنما تنبع من إيمان الكويت بأهمية الحفاظ على البيت الخليجي الذي يعد جزءا أساسيا من المنظومة العربية.
وبينت المكيمي ان هذا النوع من الوساطات سيؤدي الى حالة من الاستقرار السياسي والأمني، وهم أحوج اليها، خصوصا في الفترة التي تمر بها المنطقة العربية من تحديات والتي رأتها تحديات إيجابية حيث تتجه نحو التغيير والانفتاح، مشيرة الى ان هذا الأمر يحتم علينا ان نضع الأولويات من خلال إصلاح الأنظمة السياسية، لافتة الى ان العمل الآن في دول الخليج يجب ان يركز على الإصلاح السياسي والاقتصادي، بحيث يفترض ان تكون في سلم أولوياتها.
وأكدت المكيمي على أهمية الدور الذي يقوم به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد المعروف بـ «شيخ الديبلوماسية» لمعرفته ببواطن الأمور سواء في المنطقة الخليجية أو العربية.