أصدرت جمعية احياء التراث الاسلامي بياناً حول الاحداث الجارية على الساحة المحلية، وخصوصا المظاهرات التي دعت لها بعض الفعاليات السياسية، وقد اصدرت البيان الهيئة الشرعية بجمعية احياء التراث الاسلامي. وجاء في بدايته: لقد انعم الله على اهل هذه البلاد باجتماعهم وائتلاف قلوبهم، والتفافهم حول قادتهم، لا يفرق بينهم، او يشتت امرهم تيارات وافدة، او احزاب لها عقائدها المتغايرة، امتثالا لقوله سبحانه: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ـ آل عمران)، وقوله سبحانه (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ـ الروم: 31 – 32).
ثم اكدت الهيئة الشرعية في بيانها على ضرورة لزوم الجماعة والطاعة، والحفاظ على وحدة الصف، ووصفت ذلك بأنه مما تكاثرت به النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الآمرة بذلك، والناهية عن التفرق والاختلاف، وحرمة شق الصف، والسعي في كل ما يجلب الشقاق والبغضاء.
واكد البيان انه في اوقات الفتن والازمات خصوصا يتأكد هذا الامر، ويشدد عليه من قبل المخلصين في الامم جميعا.
وفي اشارة لما تشهده الساحة جاء في البيان: لا يخفى ما يجري في هذه الايام من احداث واضطرابات وفتن في انحاء متفرقة من العالم الاسلامي، عصت على العلاج من قبل المختصين، فلابد للمسلم ان يلزم الحكمة والتعقل، ومحاولة الاصلاح، وتقويم الاخطاء بالتي هي احسن، ولا يقدم على امر حتى يتبين حاله بعده، وعواقبه الآجلة.
واننا نؤكد: ان الاصلاح والنصيحة للحاكم وغيره من المسلمين والمسؤولين، لا تكون بالخروج الى الشوارع، ولا بالمظاهرات الفوضوية، ولا بالوسائل والاساليب التي تثير الفتن، وتحدث الشغب، وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره العلماء في هذه البلاد وغيرها، قديما وحديثا، وبيان تحريمها، والتحذير منها لمفسدتها وضررها على البلاد والعباد.
والهيئة الشرعية بجمعية احياء التراث اذ تؤكد على مفسدة المظاهرات، فإنها تذكر بالأسلوب الشرعي الذي حقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة ولا اضرار، الا هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم، وسار عليها صحابته الكرام واتباعهم باحسان، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بضوابطه المقررة شرعا، والذي استحقت به امتنا الخيرية المذكورة في قوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ـ آل عمران).