- تأسيس مكتب المتحدثين المسلمين «فكرتي» لإيجاد مفتاح للحوار والتفاهم وإحداث تغيير في الصورة النمطية للمسلمين
- المرأة العربية لا تنقصها الإمكانيات وعليها العمل أكثر لتتجاوز العقبة الذهنية في أنها لا تملك القدرة على التغيير
- رسالتي للمرأة الكويتية: أنت على الطريق الصحيح واستمري في تطوير ذاتك لتحقيق طموحاتك
- 60 مليون مسلم في الولايات المتحدة منخرطون في المجتمع الأميركي ويقومون بأدوار فعالة ومؤثرة
بشرى الزين
عربية، مسلمة، اميركية، حملت حلمها برفقة والديها من مصر الى بلاد العم سام فتابعت سنوات دراستها في تكساس وهوستن وجورجيا ولم تقف عند طموحها الاكاديمي بل وجدت في فكرتها بان تبادر الى تأسيس مكتب المتحدثين المسلمين في ولاية اطلنطا منبرا يحتوي ثلاثيتها التي ساعدت في ردم الفجوة بين عالمين يحاول كل منهما فتح حوار لاحداث فهم اكبر بين المسلمين والمسيحيين. المديرة التنفيذية لمكتب المتحدثين المسلمين في اطلنطا سمية خليفة قدمت من خلال تجربتها المرأة العربية النموذج وعبر مشاركتها في تقديم معرفة اكثر حول الاسلام والمسلمين بشراكة وطلب من مؤسسات تعليمية وحكومية داخل الولايات المتحدة. ولم تبخل خليفة بأن تدلي بدلوها في مجال حقوق المرأة فلبت دعوة السفارة الاميركية للمشاركة في عدة أنشطة موازية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وتحدثت عن دور الجالية المسلمة في أميركا، معربة عن شعورها بالسعادة والفخر لما حققته المرأة الكويتية واصفة اياها بالمثقفة وذات المستوى التعليمي العالي الذي اهلها الى تقلد مناصب وزارية واكاديمية وقانونية ولا يزال امامها الكثير مما يمكن عمله لتطوير ذاتها. واضافت ان المرأة في العالم العربي لا تنقصها الامكانيات لكن وجود عوامل ثقافية اجتماعية تشكل عقبة ذهنية وان لها القدرة في تجاوزها لتحقيق طموحها في التغيير. كما تطرقت الى الادوار التي تضطلع بها الجالية المسلمة في الولايات المتحدة وانخراطها بشكل فعال في مجالات التعليم والقضاء والطب والهندسة، مشيرة في الوقت ذاته الى ان ابرز تحد يواجه الجالية المسلمة هو مسؤوليتها لتحسين الصورة غير الايجابية وسوء الفهم الذي يوجد في ذهن البعض من المجتمع الاميركي، مشيرة الى ان مكتب المتحدثين المسلمين يعد مفتاحا للتفاهم والحوار وابراز الدور الحضاري للدين الاسلامي لدى الآخر، مؤكدة ان هذا الحوار ليتمكن من احداث تأثير يجب ان يكون هناك استعداد واهتمام اكبر باقامة هذا الحوار الذي يعد عاملا مهما لوجود تقدير واحترام بين المسلمين والمسيحيين. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بداية ما سبب زيارتكم للكويت؟
أزور الكويت للمشاركة في احتفالات وأنشطة اليوم العالمي للمرأة بالتعاون مع السفارة الأميركية وتقاسم الشركاء في عدة مؤسسات أمور تهم المسلمين وحياتهم في الولايات المتحدة، وكذلك عرض لتجربة المرأة في تحقيق طموحاتها وأحلامها بشراكة مع جمعيات ومؤسسات ممثلة للمرأة في عدة دول من العالم، كما ستكون زيارتي الى الكويت فرصة للقاء سيدات أعمال وكذلك ممثلات عن الجمعية الثقافية والاجتماعية النسائية في الكويت اضافة الى عقد ندوات في جامعة الكويت.
بالنظر الى الكويت كيف تقيّمين دور المرأة في المجتمع الكويتي؟
المرأة الكويتية أثارت اعجابي بدورها السياسي ووجودها ممثلة في البرلمان اضافة الى ما تتميز به من كفاءة عالية ومستوى ثقافي أهّلها لتتبوأ مناصب مهمة كوزيرة، وأستاذة في الجامعة، ومحامية وطبيبة، وأعتقد ان المرأة عبر العالم عملت الكثير وحققت الكثير ولايزال أمامها ما يمكن عمله لتطوير امكانياتها وقدراتها.
لماذا نلاحظ ان المرأة العربية تجد فرصتها في العالم الغربي أكثر من وجودها في بلدها الأم؟
أتحدث انطلاقا من تجربتي الشخصية، فالنساء المسلمات العربيات هن أقلية في الولايات المتحدة، ونجاحي يأتي من مبادرتي وقدرتي على إحداث دور لي، بالطبع المجال مفتوح، مثلا الذين يريدون التعرف على الاسلام والعالم العربي يقصدوننا في مكتب المتحدثين الاسلاميين في أطلنطا، ولا أعتقد ان الأمر يتعلق بأولوية أو فرصة، لكن لابد ان يكون هناك المكان والاهتمام والوقت والاستعداد لدى من حولك لتكون هناك أدوار ومناصب مختلفة وبالتالي فهي مسألة فهم عام.
ماذا ينقص المرأة العربية لتحقيق ذلك؟
المرأة العربية لا ينقصها اي شيء، لكن هناك عوامل ثقافية واجتماعية تحول دون ذلك، فهي لديها القوة والقدرة والامكانيات وعليها فقط العمل اكثر لتحقيق ما تطمح اليه في كل المجالات، وتجتاز العقبة الذهنية التي ترتبط في المجتمعات العربية بأن المرأة ليس لديها القدرة على تحقيق ذاتها، مثلا رأينا الجدال الواسع الذي رافق منح حقوق المرأة السياسية في الكويت والآن نرى ان حلمها تحقق بفضل كفاءتها وقدرتها على التغيير.
وما رسالتك الى المرأة الكويتية؟
أشعر بالفخر بما حققته وأقول أنتِ على الطريق الصحيح واستمري في تطوير نفسك للوصول الى ما تطمحين اليه.
كيف تقيمين وضع الجالية المسلمة في الولايات المتحدة؟
عدد الجالية المسلمة يبلغ 60 مليون مسلم في الولايات المتحدة وهي جالية اصولها متنوعة بالنظر إلى اختلاف الاثنيات وأصول المهاجرين المسلمين من الهند وافريقيا وباكستان والجالية المسلمة التي قدمت من الدول العربية هي الاوسع وتقوم بأدوار مهمة في المجتمع الاميركي ومنخرطة بشكل فعال فمنهم المهندسون والاطباء وأساتذة في الجامعات والمحامون والنساء المسلمات ايضا يتمتعن بثقافة عالية وهناك الكثير من التأثير والاندماج المتنوع في المجتمع الاميركي.
ما طبيعة المشاكل التي تواجه الجالية المسلمة هناك؟
إذا تحدثنا عن التحديات التي تواجه المسلمين في الولايات المتحدة يمكن إيجازها في الصورة السلبية التي تولدت لدى الأميركيين تجاه المسلمين وإذا حدث اي نوع من الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة او في أي مكان بالعالم فإنه تتولد معها مسؤولية أكبر لدينا كمسلمين للحديث ضد هذه الظاهرة ونتوجه إلى المواطنين الاميركيين للتعريف بالاسلام وتعاليمه السمحة.
ما جهود مكتب المتحدثين الاسلاميين في هذا الإطار؟
يقيم المكتب ندوات وورش عمل مع عدة مؤسسات رسمية مختلفة لتبادل الآراء وتقديم فهم أكبر حول الاسلام والمسلمين، ونعتبر المكتب هو مفتاح التفاهم عبر التعليم والحوار حيث بلغ عدد الذين تعرفوا على الدين الاسلامي مليون ونصف المليون علما ان المواضيع التي نتطرق اليها في هذه الندوات تأخذ عناوين متعددة تتمثل في رؤية واسعة عن الاسلام والمسلمين والمرأة في الاسلام والقضايا الراهنة واصول الاسلام في الولايات المتحدة، ودور الاسلام الحضاري واشير الى انه توجد مادة للتعرف على الاديان ضمن المناهج التعليمية في الولايات المتحدة ودورنا زيادة المعرفة والتوعية من جانبها كوننا مسلمين.
أنت مهتمة بالحوار الإسلامي ـ المسيحي، كيف تنظرين إلى هذا الحوار بين العالمين الاسلامي والغربي
هناك العديد من الأمور التي تأخذ مكانها سواء لدى العرب أو الغرب وأن الجانبين كليهما بدأ بالتعرف على الآخر وهذا فيه مصلحة مهمة وأفضل لإحداث فهم جيد بينهما واعتقد انه لايزال الكثير مما يجب القيام به، والحوار عامل مهم لوجود احترام وتقدير بين العالمين وهذا الحوار في اغلب الاحيان يجب على الإنسان ان يبدي استعدادا اكبر واهتماما ليكون له تأثير ما.
هل تعتقدين ان خطاب الرئيس باراك أوباما الذي القاه في القاهرة سابقا احدث تأثيرا في هذا الاتجاه؟
اعتقد ان خطاب الرئيس أوباما كان محل تقدير لدى الجميع واحدث تحولا ايجابيا تجاه العالم العربي والاسلامي ومازال الكثير مما يجب عمله لتحقيق ما يتطلع إليه في هذا الصدد.
هل تعتقدين ان التحولات التي يعيشها عدد من الدول العربية كانت احدى نتائج هذا التوجه الاميركي؟
لا أعلم ذلك بالتأكيد لكن هناك عدة مكونات مختلفة لها تأثير فيما يحدث الآن في هذه الدول، البعض يقول ان الخطاب كان له تأثير لكن من وقت إلى آخر.
النقاب والحجاب دور تعليمي وتوعوي ردم الفجوة
أكدت المديرة التنفيذية لمكتب المتحدثين الاسلاميين في ولاية اطلنطا سمية خليفة ان حرية ممارسة الشعائر الدينية في الولايات المتحدة مكفولة للجميع. واشارت في ردها حول وجود اي مضايقات ضد المسلمات اللواتي يرتدين النقاب او الحجاب في الولايات المتحدة الى انها موجودة وان وجدت فمن حق أي امرأة مسلمة تعمل في شركة او اي مؤسسة ان ترفع دعوى الى المحكمة وتجري الامور ضمن القانون نافية ان يكون هناك اي قرار لمنع الحجاب في الولايات المتحدة على غرار ما يحدث في فرنسا.
قالت سمية خليفة ان المؤسسات التعليمية والحكومية وغيرها في ولاية اطلنطا هي التي تتقدم بطلب الى مكتب المتحدثين الاسلاميين لاقامة ندوات وورش عمل للتعريف بالثقافة والتقاليد الاسلامية وتقديم دروس للتوعية لفائدة الطلبة والموظفين الاميركيين وتوضيح ما يجهلونه عن الاسلام وكذلك كيفية التعامل مع المسلمين في الحياة اليومية.
ذكرت سمية خليفة ان تأسيس مكتب المتحدثين الاسلاميين كان بمبادرة منها وتم افتتاحه في اغسطس 2001 قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر موضحة ان هذا المكتب قام بادوار مهمة في ابراز صورة الاسلام والمسلمين الايجابية رغم وجود صعوبة في هذا الامر والعمل على ردم الفجوة بين العالمين الاسلامي والغربي.