- الفلاح: الإعلام القيمي لم يكن بمستوى الأحداث والتطورات في المنطقة من حيث الاهتمام بشريحة الشباب باعتبارها الرافد الرئيسي لتغذية المجتمعات الإسلامية بمقومات التنمية
أسامة أبوالسعود
وجّه المشاركون في ندوة مستجدات الفكر الاسلامي التاسعة التي اقامتها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية وزير العدل ووزير الاوقاف المستشار راشد الحماد تحت شعار «الاعلام القيمي.. بين الفكر والتجربة» وذلك خلال الفترة من 7 الى 9/3/2011م الموافقة من 2 الى 4/4/1432هـ رسالة شكر لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد على استضافة ورعاية الكويت لانشطة الندوة التي اعتبروها تظاهرة اعلامية بارزة تضاف الى سجل الكويت الحافل بدعم العمل الاسلامي وسعيها الدؤوب لتقديم كل ما هو مفيد ويصب في مصلحة الشعوب والمجتمعات الاسلامية.
وكان ابرز ما صدر عن المشاركين من التوصيات اكدوا ضرورة العمل على صياغة وتشييد وبناء منظومة قيمية تعمل في ضوئها وسائل الاعلام الفضائي والاليكتروني، بما يعز المخزون القيمي للتنمية المجتمعية والحضارية بروح جديدة.
وشددوا على ضرورة توافر ميثاق للشرف الاعلامي والاعلاني القيمي، بحيث يحتكم الى منظومة القيم المفترض تشييدها كمرجعية للعمل الاعلامي على اختلاف وسائله، وطالبوا بطرح أجندة موضوعات مشتركة تعالج قضايا الامة عبر وسائل الاعلام القيمي: الفضائي والالكتروني لتوحيد الرؤية والفكر فيما يخص قضايا الامة، وتوسيع مشاركة الجمهور في الخطاب الموجه وانتاج المحتوى مع اشراف القائمين على وسائل الاعلام، والبحث عن آليات جديدة من أجل تفعيل شراكة حقيقية ودائمة مع المتلقي لاسيما الشريحة الشبابية في المنتج الاعلامي من خلال الدراسات الميدانية. 1- الاهتمام بتوسعة رقعة اللغات التي ينطق بها الاعلام الالكتروني على أن تكون موجهة للشعوب الناطقة بلغات أجنبية «الانجليزية الاوردية والفرنسية الاسبانية البرتغالية، الهوسا والسواحلية الروسية والصينية» وعدم الوقوف عند حد الترجمة، بحيث تعالج قضايا تلك الشعوب بلغاتهم وترعى خصوصياتهم، مع ايجاد جزء مشترك بين الشعوب على الاصعدة المتباينة، كما أكد المؤتمر على أهمية القيم الايجابية الحية التي ولدت من رحم التجارب العملية والواقع المعيش، وأهميتها في تحقيق التواصل بين الشعوب والحضارات كرابط مشترك يعزز من آليات الدعوة ومنطق الحكمة والدفع بالتي هي أحسن، بجانب تأكيدهم على أهمية الاعلام القيمي في ترسيخ المشتركات الانسانية باعتبار القيم هي احدى أهم مرجعيات التفاعل الانساني بغض النظر عن الانتماءات الدينية والمذهبية والايديولوجية، ومن ثم ينبغي تفعيل الشراكة بين مؤسسات الاعلام الاسلامي والاعلام القيمي في ظل المشتركات الانسانية من خلال مشاريع عمل تجمع مؤسسات الاعلام القيمي والاسلامي تحت مظلة مشتركة.
وتأصيل مبدأ مشاركة القطاعات الشبابية في وسائل الاعلام القيمي حيث أثبتت التجارب أحقية وجدارة تلك الشريحة بنصيب محترم ومقدر من خريطة الاعلام القيمي، وتضمنت التوصيات التي اصدرها المشاركون في الندوة ضمن البيان الختامي للندوة ضرورة العمل على توسيع مساحة قناعة المؤسسات الاعلامية واتاحة المجال أمام المرأة وايجاد محفزات لجذب المرأة نحو ارتياد المجال الاعلامية بما يساعدها في التغلب على التحديات الاجتماعية، والعمل بكل السبل على ايجاد نموذج المرأة الاعلامية التي تتبنى القيم الايجابية اعدادا وتقديما واخراجا وانتاجا، والتركيز على أهمية ظهور المرأة في وسائل الاعلام القيمي مقدمة ومعدة ومخرجة وفنية ملقية ومتلقية.
ولفتوا الى أهمية تبني منهج اعلامي قادر على صناعة النجوم وصناعة أنماط حياتية مستقاة من الخصوصية الثقافية للامة، مع ربط الصناعتين بعلاقة تبادلية تحقق اكتفاء في النجومية من جانب، ومن جانب آخر تحقق نوعا من الجاذبية الاعلامية النوعية والمتميزة، وحثوا على تركيز التفاعل مع ظاهرة الاعلام الفردي، التي فرضت نفسها في الآونة الاخيرة بما أحدثته من تأثير بالغ في الرأي العام العربي والاسلامي بصورة لافتة، تفاعلا ايجابيا وتنسيقا معها وترشيدا لها، وربطها بمنظومة القيم، ونبهوا وسائل الاعلام الفضائي الديني الى أهمية مسألة القيم الايجابية الحافزة على الانجاز والتنمية والتطوير والتغيير الهادف للواقع الحضاري والاجتماعي للمجتمعات المسلمة أفرادا ومؤسسات وشعوبا وحكومات سواء بسواء، وذلك من خلال التوافق على مصفوفة قيم حاكمة يتم الاحتكام اليها في سياق العملية الاعلامية بكل مراحلها، والاهتمام بتجارب الاذاعة الالكترونية وتوسيع نطاقها وزيادة رقعة التواصل بينها وبين المستخدمين في مجال الاعلام القيمي، والعمل على مواجهة الزيف الاعلامي المضلل من قبل بعض المؤسسات الاعلامية، وذلك من خلال تفعيل أكثر لدور اعلامي قيمي متسما بأقصى قدر من الشفافية والمصداقية والتبين الاستيثاقي واظهار الحقائق وتفنيد الاباطيل، التحرر من التبعية التي تعوق الاعلام عن القيام بدوره المستقل، والحفاظ على الثوابت الاعلامية بما يحقق الدور المنوط بالاعلام القيمي، وكذلك الاهتمام الاكبر بشريحة الشباب، وانشاء قنوات اعلامية: فضائية والكترونية تواكب أفكاره وطموحاته وتتفاعل بايجابية طاقاته وابداعاته، وتدفعه نحو الايجابية والفاعلية تجاه أمته ومجتمعه والمجتمع الانساني بشكل عام، وتعزيز سبل الجاذبية للاعلان في وسائل الاعلام القيمي الفضائي والاليكتروني، وابتكار أفكار خلاقة لتطوير وتنمية الموارد المالية لهذه الوسائل من أجل ضمان استمرارية أداء الدور القيمي لهذه الوسائل.
وكان وكيل وزارة الاوقاف د.عادل عبدالله الفلاح قد تحدث في الجلسة الختامية داعيا الحضور من المهتمين والمختصين في الاعلام القيمي الى ادراك الاهمية المنوطة بالعمل الاعلامي في نشر الدعوة الاسلامية وتفعيل منظومة القيم الانسانية من المنظور الاسلامي، مشيرا الى تواصل ندوة مستجدات الفكر الاسلامي المعاصر والمستقبل في دورتها التاسعة بعد ان القت بظلالها على هذا الموضوع المهم والمليء بالتحديات، والذي يمثل قطاعا مهما من قطاعات الدعوة والنشر والتوجيه، وهو قطاع يسهم بدور رئيسي في تشكيل ثقافة الامة وفي حمايتها في آن واحد.
وقال د.الفلاح: ولما كان الاعلام القيمي يمثل أحد أهم المسارات المهمة للنشاط الحضاري الاسلامي في سياق التفاعل الايجابي مع معطيات العصر وتحدياته فقد جاء احساس القائمين على ندوة مستجدات الفكر الاسلامي المعاصر والمستقبل بضرورة تبني واحتضان هذا الموضوع المهم، ليكون محل نقاش وتداول وتبادل ما بين المختصين والعاملين والفاعلين في حقل الاعلام القيمي الاسلامي ومؤسساته.
وأضاف قائلا: ان طبيعة التحديات التي تواجهها الامة العربية والاسلامية قد كشفت عن دور الاعلام ليس في تحقيق الامن الاجتماعي فحسب، وانما في تلك التغييرات الجذرية والتطورات المفصلية في البنية الفكرية والسلوكية للمجتمعات العربية والاسلامي، وقال: ومن المهم جدا الالتفات الى المتغيرات الآنية التي انعكست على المجال الاعلامي القيمي بصورة بالغة التأثير في رؤاه وتصوراته، حيث فرضت تطورات الاحداث التي تشهدها منطقتنا ما ينبغي أن يكون عليه الاعلام القيمي ودوره في مشروعات النهضة والتنمية.