أمير زكي - عبدالهادي العجمي
شددت الكويت على أهمية تأمين الحدود للدول المجاورة للعراق، معتبرة مثل هذا الاجراء هو خير علاج لاستئصال النشاط الاجرامي والارهابي، محذرة من ان العناصر الارهابية تتخذ من حدود الدول ومنافذها وسيلة لتمويل الارهاب والسلاح وتنفيذ العمليات الارهابية. وقالت الكويت في كلمتها خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للاجتماع الرابع لوزراء داخلية دول جوار العراق والذي يستمر خلال الفترة 20 و21، القاها رئيس وفد الكويت ووكيل وزارة الداخلية المساعد للشؤون القانونية اللواء د.خالد العصيمي: ان أمن الشعوب واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من أمن الاوطان، وان تأمين الحدود لدولنا ومنع النشاط الاجرامي والارهابي عبرها هو خير علاج للقضاء على براثنه، لاسيما ان العناصر الاجرامية تتخذ من حدود الدول ومنافذها وسيلة لتمويل الارهاب وتهريب السلاح وتنفيذ العمليات الارهابية، مما يحتم المزيد من العمل على ضبط هذه الحدود ومضاعفة جهود تأمينها.
لافتا الى ان تحقيق الوفاق الوطني لشعب العراق هو مطلب أمني واجتماعي وسياسي، وهو الاسلوب الامثل لسلامة الجبهة الداخلية، وللحفاظ على أرواح أبنائه وثرواته وموارده ومكتسباته وتقوية نسيج شعبه المتماسك عبر القرون.
أمن الكويت من أمن العراق
وقال رئيس وفد الكويت د.العصيمي ان الكويت الجارة الشقيقة للعراق كانت ولا تزال تؤمن بأن أمن الكويت من أمن العراق، وعلى ذلك فهي لم تدخر وسعا في تقديم كل أوجه العون والدعم الى الشعب العراقي الشقيق، لمساعدته على النهوض وتجاوز هذه المحنة، وستظل الكويت على هذا العهد حتى يسترد العراق عافيته بهمة أبنائه المخلصين.
واعتبر د.العصيمي مشروع جدول اعمال المؤتمر حافلا بموضوعات ذات أهمية خاصة تستوجب معالجتها على صعيد العمل الامني المشترك، وتضافر الجهود واجراء المزيد من التعاون والتشاور بشأنها للتوصل الى رؤية شاملة تكفل لها العلاج الناجع مما يحقق الامن والاستقرار لدولنا وشعوبنا، ولفت الى مخاطر الارهاب المحدقة بمنطقتنا والتي تستلزم معالجتها مكافحة التطرف الديني وتقوية دعائم الاعتدال وبث تعاليم الشريعة الاسلامية الغراء التي تحث على المحبة والتسامح وعدم ترويع الآمنين وحب الانسانية والسمو بالنفس البشرية الى مقام كريم.
وكان اللواء د.العصيمي حرص في مستهل كلمته على نقل تحيات سمو رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك لأعضاء الوفود المشاركة.
واضاف اللواء العصيمي في تصريح للصحافيين في ختام جلسة الخبراء ان الاجتماع تطرق الى بعض المشاكل وبعض الامور التي تعاني منها بعض دول الجوار، والتي ترجع الى عدم التنسيق، مؤكدا ان هذا النقاش تم في اجواء ايجابية للوصول الى نتائج مرجوة خلال هذا الاجتماع لينعكس بالتالي على الوضع الامني بالعراق.
وأشار الى وجود بعض الطلبات للشرطة العراقية لتوقيع بروتوكولات ثنائية واتفاقيات بين العراق ودول الجوار، مشيرا الى ان البروتوكول الموقع بين العراق ودول الجوار يسمح بتشكيل لجان ثنائية وتبادل للخبرات والمختصين، مؤكدا ان هذه الطلبات درست وطلب العراقيون تفعيلها، وان الجميع أبدوا استعدادهم وتفهمهم لهذه المشاكل وهذه الطلبات. وحول أوراق العمل المقدمة من دول الجوار قال العصيمي: هناك ورقة عمل قدمت من العراق عن مقترحاتهم وما تلقوه من بعض الدول وما تم اعطاؤه لهم من معدات وتدريبات خاصة بالشرطة العراقية. وكذلك كان هناك بعض الملاحظات التي قدمت من قبل بعض الدول على التعاون مع العراق، خصوصا تركيا والتي طالبت بضبط الحدود بين العراق وتركيا ومنع الارهابيين من الدخول لتركيا من الحدود العراقية. وزاد: كذلك قدمت ورقة من الوفد الايراني حول الاجراءات التي قدمتها والمساعدات للعراق. وأضاف العصيمي: هناك ورقة عمل قدمتها الكويت وهي ورقة طويلة وكبيرة تشمل الانجازات التي قدمتها، وتبين فيها التزاماتها الناتجة عن توقيع البروتوكول. وردا على سؤال حول مناقشة المناوشات على الحدود بين تركيا والعراق، قال اللواء العصيمي: هذا الموضوع له جوانب سياسية، والوفد التركي تحدث عن عمليات ضبط الحدود ومنع الارهابيين من التحرك من العراق ودخول تركيا ضمن اتفاقية ضبط الحدود حيث اشتكوا من معاناتهم من عدم ضبط الحدود مع العراق من الجانب العراقي. وقال ان العراق يجب أن يلتزم بمنع الاعمال التي تنطلق من أراضيه تجاه دول الجوار، كما التزمت دول الجوار بأمن العراق فهذا الالتزام هو التزام مشترك.
واكد اللواء العصيمي ان الوفد العراقي أبدى امتنانا للتعاون من قبل دول الجوار العراقي، لاسيما من قبل وزراء الداخلية وقبلهم وزراء الخارجية، مؤكدا ان اجواء الاجتماعات كانت ودية وصريحة.
وعن سبب وجود مصر والبحرين ضمن دول الجوار، قال العصيمي: مصر نظرا لثقلها العربي في الدول العربية ودورها الريادي والبحرين لكونها كانت ترأس الجامعة العربية وقت انعقاد المؤتمر الاول.
ومن جانبه اكد رئيس الوفد السعودي د.احمد بن محمد السالم ان الاجتماع باكمله يهدف الى مساعدة العراق لاخراجه من الوضع المتأزم الذي يمر به حاليا، مطالبا جميع الوفود المشاركة في اجتماع اللجنة التحضيرية للاجتماع الرابع لوزراء داخلية دول جوار العراق بأن يتفقوا على ان تكون العراق بلد الأمن والأمان.
وبين السالم انه في حال تمتع العراق بالامن فسينعكس ذلك ايجابيا على الدول المجاورة لان العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية لذلك يجب ان يتعاون الجميع مع العراق لمكافحة الارهاب والحد من عمليات التسلل والتهريب التي تتم بين الدول المجاورة والعراق، مؤكدا ان الاجتماع الوزاري الرابع الذي سيعقد يوم الثلاثاء المقبل ستناقش خلاله عدة مواضيع مرتبطة بالامن العراقي، بالاضافة الى ما تم تحقيقه خلال اجتماعات وزراء الداخلية خلال المؤتمرات الثلاثة السابقة ومدى التقدم المحرز في مجال مكافحة الارهاب، فضلا عن مناقشة سبل تعزيز الاجراءات الامنية على الحدود المشتركة مع العراق للحد من عمليات التسلل والتهريب وذلك تمهيدا لرفعها لوزراء الداخلية خلال اجتماعهم المقبل لمناقشتها.
الصفحة في ملف ( pdf )