- والاستخفاف بالحركات الاحتجاجية يزيد الأمر سوءاً
- الحكومة البحرينية أمام فرصة ذهبية للاستفادة من المبادرة الكويتية للحوار
أسامة دياب
أكد الخبير الإستراتيجي د.سامي الفرج ان الكويت محاطة بثلاث قوى كبرى هي «إيران، العراق والسعودية» وجميعها لديها الإمكانات البشرية التي تمكن كل منها من الانطلاق، مشيرا لخلل أساسي في تحليل بيئة الكويت يتمثل في صغر حجمها وقلة عدد سكانها من جهة، فالكويتيون والوافدون يعيشون على 13% من مساحة الكويت، ومن جهة أخرى لدينا ثروات كبيرة المعلن منها يسيل لعاب العالم من حولنا، لافتا الى خطورة التأثير الثقافي من الدول المحيطة بأعراق من الممكن ان تغير التركيبة والشخصية الوطنية للمجتمع الكويتي، مشددا على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية والبعد عن كل ما يخل بالتوازن السياسي وخصوصا قضية التحول لنظام الدائرة الواحدة الذي يرى أنه يحتاج لمراجعة قبل تطبيقه.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها خلال الندوة التي أقيمت في ديوان د.وائل الحساوي مساء اول من امس بعنوان «ما يجري الآن في منطقة الخليج؟».
وأوضح الفرج ان الحركات الاحتجاجية تقوم على مطالب مشروعة تتعلق بالعيش والحياة الكريمة، أو التعبير عن الرفض للنظام الديكتاتوري الحاكم الذي توغل في حياة الناس، مشددا على ان الاستخفاف بالحركة الاحتجاجية يزيد الأمر سوءا، فالاستهانة بما حدث لمحمد البوعزيزي في تونس ولخالد سعيد في مصر هو ما أجج الأمور في البلدين وكان الشرارة التي أسقطت النظام في تونس ومصر، منتقدا تباطؤ الحكام في التعامل مع مثل هذه الأزمات، فعلى سبيل المثال لو استجاب الرئيس حسني مبارك للشباب بالسرعة المطلوبة وتفاعل مع مطالبهم لما وصلت الأمور لما آلت إليه، الا ان التباطؤ يرفع من سقف المطالب ويجعلها أكثر حدة وتطرفا، لافتا إلى ان عزل رئيس الدولة عما يحدث في الشارع وغياب المعلومات الصحيحة والدقيقة عنه يعمل على تفاقم الأوضاع، داعيا لعدم الاستخفاف بما يحدث في البحرين أو المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
وأوضح ان الوضع في البحرين واليمن شابته حالة من إساءة التقدير للجماهير عن طريق اعتقاد النظام أنه قادر على قمع وتدجين المتظاهرين، مشددا على أنه كلما زاد الرصاص زاد الاشتعال الثوري، وبالتالي تكون المرحلة التالية هي محاولات القفز من قارب السلطة والتي تظهر في استقالات المسؤولين البارزين في الدولة، لافتا لإشكالية ظهرت في الثورات التي اجتاحت بعض بلدان العالم العربي وتتمثل في عدم وجود خط فاصل بين أمن الدولة وأمن العائلة الحاكمة.
وأشار لمأزق دول مجلس التعاون الخليجي تجاه ما يحدث في البحرين، حيث ان دول المجلس ملتزمة باتفاقية دفاعية ضد أي تدخل أو خطر خارجي في البحرين يهدد أمنها ومصالحها الإستراتيجية ولكنها في الوقت نفسه ليست ملتزمة باتفاقية أمنية، موضحا ان الدور الكويتي في البحرين يختلف عن دور دول مجلس التعاون حيث عرض صاحب السمو الأمير الحوار الجاد مع الأطراف المختلفة في حين عرض القادة الآخرون التدخل العسكري، مشيرا إلى ان النظام في البحرين أمام فرصة ذهبية تتمثل في المبادرة الكويتية للحوار.
ولم يستبعد الفرج تأثير التدخل الخارجي في البحرين من خلال خلايا استخباراتية تخريبية تحاول ان تؤجج الأوضاع، موضحا ان العامل الخارجي لم يكن له أي تأثير يذكر في ثورتي تونس ومصر إلا انه يلعب دورا كبيرا في البحرين، وهو مسؤول أيضا بدرجة كبيرة عما يحدث في ليبيا لأنها دولة نفطية مهمة قريبة من اوروبا وخصوصا بعد توقف ضخ النفط بسبب الأحداث الجارية هناك، مشيرا لبداية فصل جديد من العلاقات العربية في حال تدخل طائرات اماراتية وقطرية وساهمت في الحظر الجوي واشتبكت بأي حال من الأحوال مع القوات الليبية، لافتا لاختلاف المعايير الغربية في التعامل مع الوضع في ليبيا بخلاف ما يحدث في البحرين، إلا ان مبادرة الأمل هي وجود طرف خليجي مستعد لإدارة الحوار.وشدد الفرج على ان المنطقة تمر بمنعطف خطير فلو تأثرت المملكة العربية السعودية بأحداث البحرين واليمن فسيكون وضعنا سيئا جدا، داعيا لتقوية أواصر التقارب مع البحرين بكل المستويات وبذل المساعي لحل مشكلة المأزق البحريني.