- دول الخليج تعتمد على تقنيات متعددة لإنتاج مياه الشرب وتستهلك كميات كبيرة من الغاز والنفط
- العوضي: استنزاف النفط والغاز في تشغيل المحطات سيؤدي إلى التعجيل بنفادهما
دانيا شومان
نظمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وبالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية ندوة بعنوان «المياه للمدن» بمناسبة يوم المياه العالمي والذي تحتفل به الأمم المتحدة الذي يصادف اليوم للعمل على نشر الوعي المائي لاستخدام المياه النقية الخالية من الملوثات والحد من الأمراض.
وقال مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.عدنان شهاب الدين في كلمة الافتتاح ان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يراجع في يوم المياه العالمي من كل عام ما تم من جهود لتعميق العلاقات بين الدول وخلق مساحات للحوار وإيجاد الحلول البناءة للمشاكل المرتبطة بموارد المياه المشتركة وسبل إدارتها إدارة قابلة للاستدامة وإثراء وتبادل المعلومات بين المختصين في المجتمع الدولي.
وبين شهاب الدين انه عادة ما تعقد في هذه المناسبة اجتماعات على المستوى العالمي يشارك فيها ممثلو ومنظمات الأمم المتحدة والصناعة والعلماء والمجتمع المدني تحت شعارات موضوعية يصاحبها مؤتمرات ودورات تدريبية في مجالات المياه المختلفة بهدف رفع أداء العاملين في مجالات المياه لإدارة الموارد المائيـــة لرفـــع مستوى الوعي المائي بين الشعوب لتقليل الإصابـــة بالأمراض الناجمة عن تلــوث المياه، خصوصا في المناطق الفقيــرة.
وأضاف ان احتفالات يوم المياه العالمي لهذا العام 2011 تحت شعار «المياه للمدن» تأتي إدراكا من الأمم المتحدة للتدهور المستمر لموارد المياه المتاحة لسكان المدن من حيث الكم والمواصفات لاسيما في المجتمعات السكانية العشوائية المنتشرة في معظم دول العالم النامية كقطاع غزة وصنعـاء.
وشدد شهاب الدين على أهمية إحياء مناسبة يوم المياه العالمي لدول المنطقة، خصوصا ان الكويت ودول الخليج العربي تقع في أكثر بقاع الأرض جفافا حيث لا توجد الأنهار والبحيرات العذبة ولا تتعدى الأمطار الموسمية عدة أيام في السنة.
وقال ان الكويت ودول الخليج العربي تعتمد اليوم على تقنيات متعددة لإنتاج مياه الشرب وأهمها تقنية التبخير الومضي المتعدد المراحل أو ما يسمى بالتقطير لتحلية مياه البحر، مشيرا إلى ان تلك التقنيات باهظة الثمن وتستهلك كميات كبيرة من الغاز والنفط لتشغيلها مما يسبب تلوثا للهواء ومياه البحر والأحياء التي تعيش فيها على حد سواء.
وأكد شهاب الدين ان مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تسعى لتطوير استراتيجيات ودعم بحوث تهدف لإيجاد حلول علمية تحقق استخداما أفضل للثروة الوطنية على مستوى كل من المواطن والدولة وتحقيق وفر للمياه والطاقة لمردود بيئي ايجابي.
وأضاف ان هناك دراسة يقوم بها معهد الكويت للأبحاث العلمية ومركز «ماساشوسيتس» للتكنولوجيا وبدعم من المؤسسة للبحث عن إيجاد منظومة جديدة لسياسات تسعير المياه والطاقة تحفز على الحفاظ على موارد المياه وتحقق في الوقت نفسه عوائد صافية للمستهلك والدولة بينما يتناول بحث آخر إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للاستخدامات الزراعية وشحن خزانات المياه الجوفية الطبيعية لتعويض الفاقـــد منهـــا.
من جهتها قالت مديرة برنامج موارد المياه بالمؤسسة فاطمة العوضي في محاضرة قدمتها بعنوان «موارد المياه في الكويت وتداعيات الإسراف» ان استمرار استنزاف النفط والغاز في تشغيل المحطات سيؤدي إلى التعجيل بنفاده والتقليل من الدخل الرئيسي للدولة، فضلا عن انبعاث الغازات السامة المسببة للاحتباس الحراري الـــذي يعانـــي منـــه العالــم.
وأضافت ان الاستمرار في استخدام المياه الجوفية الاحفورية قليلة الملوحة في عمليات الخلط لإنتاج المياه العذبة سيؤدي إلى تدهورها ونفادها، مشددة في الوقت نفسه على ان زيادة منسوب المياه الجوفية السطحية سيفاقم المشاكل التي تعاني منها بعض المناطق السكنية والكثير من المدن الساحلية.