- الفلاح: ما يشهده العالم من صراعات حجة قوية على حتمية الحوار الحضاري
أسامة أبو السعود
أكد وكيل وزارة الاوقاف د.عادل الفلاح ان الاستقرار والتنمية والحضارة لا تصح الا بتوطيد أركان التعايش والتفاهم والحوار بين الشعوب والحضارات، مشيرا الى ان ما يشهده العالم من صراعات وحروب واحتكاك حضاري سلبي قائم على الكراهية والعنف والتشويه والاساءة الدينية والاقصاء يعد حجة قوية على حتمية الحوار الحضاري وضرورته الواقعية.
جاء ذلك في كلمة للفلاح في افتتاح الملتقى الثاني لتنادي الحضارات «احترام الأديان والرموز الدينية من أسس الحوار الحضاري» الذي نظمته الوزارة ممثلة بقطاع العلاقات الخارجية مساء اول امس في المعهد العربي للتخطيط.
وأضاف: ان مشاكل الاساءة الى الاديان ورموزها تشكل الزيت الذي يؤجج نيران الصراع في العديد من المناطق والمواقع، لافتا الى ضرورة تجاوز مرحلة الاقناع والاقتناع بأهمية الحوار بين الشعوب والحضارات الى مرحلة صياغة المشاريع العملية الداعمة والانخراط في الانجازات المشتركة وتوسيع آليات التواصل بين الحضارات لتشمل مختلف المؤسسات والميادين.
وأشار الى ان الحوار ليس مقتصرا على فئة من النخب السياسية او الطبقة الاكاديمية وان كانوا هم ركيزته، الا انه يبقى هو مستقبل مختلف الشعوب والاديان والطوائف والمذاهب والحضارات لانه ضامن امانها ومحقق تعايشها وسبيل سلامها.
واوضح اهمية احترام الاديان والرموز من خلال السلوكيات التي تتناقلها وسائل الاعلام تجاه الاديان ورموزها ممثلة في السخرية الفنية بها واهانة كتبها المقدسة والإساءة الى اتباعها، والتجاهل الذي يخيم على العديد من مراكز القرار الفكري والإعلامي، من غير ادراك لخطورة ذلك على واقع التواصل الحضاري والعلاقات الانسانية بين الشعوب والامم.
من جانبه قال مدير عام مركز التفاهم المسيحي الاسلامي د.جون اسبسيتو: ان الاسلام كدين والمسلمين كانوا مغيبين ولا يملكون دورا واضحا في النظام التعليمي الأميركي، مشيرا الى أن الحكومة الاميركية لم تعمل على تدريبهم ودمجهم في المجتمع ولم تفكر باعطائنا كشعب أميركي فكرة عن ديانتهم في تلك الفترة.
واضاف: «على الرغم من مرور 3 عقود ومن كون الاسلام ثاني الديانات نموا في أميركا الا ان الصورة النموذجية عنه وعن العرب مازالت قائمة على انهم بدو لا يفكرون الا في النساء، لافتا الى ان امورا كظهور النفط والثورة الاسلامية في ايران حتمت على الغرب عموما وأميركا خصوصا تفهم العرب والمسلمين».
وأشار إلى الاهتمام المتزايد من الجانب الأميركي بتثقيف بل وإدراج الإسلام كمنهج للدراسة بين صفوف الجامعيين وموظفي الخارجية الأميركية للوصول الى مبدأ التحاور والتعايش مع تلك الفئة الكبيرة التي زاد وضعها سوءا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر حيث استغلت بعض الحكومات الغربية تلك الاحداث لتكوين صورة عدائية للإسلام لدى مواطنيهم.