- حماية البيئة هي التزام فردي قبل أن تكون التزاماً جماعياً
دارين العلي
أعلن مدير عام الهيئة العامة للبيئة د.صلاح المضحي عن اجتماع سيعقد قريبا مع اتحاد الجمعيات التعاونية بهدف تحقيق غاية «الكويت خالية من اكياس البلاستيك 2012»، مشيرا الى تشكيله لجنة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية منذ توليه ادارة الهيئة لهذا الهدف بناء عليه دراسة اعدها في العام 2007 عن اكياس البلاستيك في الجمعيات التعاونية حيث تبين ان الجمعيات تستهلك ما يقارب المليون و300 الف كيس يوميا، لافتا الى ان الجمعيات ليست الوحيدة التي تستخدم الاكياس انما هي مصدر رئيسي.
وقال، على هامش تمثيله النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للبيئة الشيخ جابر المبارك في افتتاح انشطة الشهر البيئي حول موضوع البضائع المستوردة من اليابان، انه من اختصاص وزارة التجارة وبلدية الكويت، لافتا الى اجتماع سيعقد قريبا مع وزارة التجارة حول المنتجات الكيميائية التي تأتينا من شرق آسيا، لأنها ضمن اختصاص الهيئة، مؤكدا ان خطة الطوارئ التي اقرت في اجتماع وزراء البيئة في دول مجلس التعاون جاهزة لأي طارئ اشعاعي قد يحدث على مستوى المنطقة.
وحول الشهر البيئي، قال انه من اكبر الاحداث التي تتم حاليا وما يميزه هو المشاركة الكثيفة من قبل القطاع الخاص والناشطين البيئيين، بهدف حماية البيئة، شيء يفرحنا اكثر، لأن هذه الرسالة كبيرة وضخمة لا يمكن ان تقوم بها جهة واحدة، فهيئة البيئة من مهمتها الرقابة البيئية ونشر الوعي البيئي، لكن من دون مساهمة القطاع الخاص والاهلي لا تتم هذه الرسالة، الامر الآخر هي الثقافة الوطنية والحس بالمسؤولية من قبل القطاع الخاص رغم تكبده لبعض المصروفات، من خلال اجراءات تطوعية لخفض انبعاثاتهم وتحسين صورة البلاد خارجيا.
وتمنى ان ينجح هذا الشهر لما فيه من انشطة وزيارات ميدانية لمدارس وجامعات وتشجيع الناشطين البيئيين، وهذا ما سيشجعنا على تكرار هذه الفعالية، ونحن نعلم ان دول مجلس التعاون تطبق تجاربنا بعد ان ننجح بها، وهذه التجربة حديثة في دول المجلس.
وكان المضحي قد القى كلمة نيابة عن الشيخ جابر المبارك اكد فيها ان الأنشطة البيئية لا يمكن ان تؤتي ثمارها الا حين تصبح حماية البيئة والمحافظة عليها جزءا اصيلا من ثقافة الفرد واسلوب حياة يعيش وفقها الناس. وقال ان الحكومات والمنظمات الأهلية لا يمكن ان تقوم بحماية البيئة من خلال التشريعات والقوانين فقط لأن حماية البيئة هي التزام فردي قبل ان تكون التزاما جماعيا، لذا يجب التركيز على تنمية الشعور الفردي بالمسؤولية نحو البيئة، خاصة ان العالم بصناعاته المتطورة يفرز نوعا جديدا من الملوثات ما يستوجب البحث الدائم عن حلول ابداعية لمكافحتها مثل البدء باستغلال مصادر الطاقة البديلة والمتجددة وطاقة الشمس والأمواج والمنتجات الصديقة للبيئة.
واوضح ان برنامج الشهر البيئي وما يتضمنه من انشطة تهدف الى نشر الوعي البيئي من خلال المعارض والندوات والدورات التدريبية وورش العمل بهدف وضع نواة جديدة للعمل البيئي السليم والتوجه نحو اعادة صياغة الثقافة البيئية بأكملها، مطالبا اهل الاختصاص بتحمل مسؤوليتهم البيئية بمن فيهم الجهات الحكومية والخاصة التي يقع على عاتقها توجيه المجتمع وتوعيته لتصبح حماية البيئة عادة يومية والتزام طوعي على مستوى الأفراد وتأطير العمل البيئي من خلال قانون بيئي جديد يتناغم مع خطة التنمية.
وأضاف «اذا كنا نملك النية الصادقة للسعي في مشروعنا الانساني والوطني فعلينا ان نواجه المشكلة بكل جرأة دون تجميل او تزييف».
وكان للرعاة كلمة القاها رئيس مجلس ادارة الشركة المتحدة لصناعة الحديد عواد الخالدي، معتبرا ان المشاركة في انشطة الشهر البيئي تشكل نموذجا فريدا من التمازج والتضافر للعمل المشترك على مناقشة قضية من اخطر القضايا التي يواجهها العالم اليوم.
وقال ان البيئة في العصر الحالي تمر بأدق مراحلها في كل دول العالم على اختلافها ولأسباب تتنوع وتختلف من دولة لأخرى مشيرا الى ان تدني مستوى الوعي البيئي المجتمعي في الكويت سبب رئيسي في إلحاق الأذى والضرر بالبيئة.
وتضمن افتتاح الحدث معرضا يشارك فيه عدد من الجهات الحكومية منها بلدية الكويت ووزارة الكهرباء والماء والهيئة العامة للبيئة والمؤسسة العامة للرعاية السكنية وعدد من المنظمات الدولية كالمنظمة التنموية للطاقة المتجددة اضافة الى عدد من الشركات في القطاع الخاص المعنية بالبيئة والطاقات المتجددة مثل الشركة المتحدة لصناعة الحديد وشركة إيكويت للبتروكيماويات وشركة ايسكو للصناعات وشركة الداو للمشاريع البيئية وشركة عارف للطاقة القابضة وشركة الهدف الأخضر ومصنع الكويت الهندسي للطاقة الشمسية.
وعقب الافتتاح بدأ أول انشطة الشهر البيئي بندوة حملت عنوان «البيئة والتنمية» ترأسها رئيس المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية د.عبدالرحمن العوضي الذي قال ان البيئة اليوم باتت في مرحلة اللاعودة واصفا خطوة الشهر البيئي بالخطوة الجريئة جدا حيث ستبرز امكانيات جديدة ستؤثر في حياتنا. ولفت الى ان الانسان استغل البيئة بشكل سيئ وصولا الى مرحلة لا يمكن اعادتها الى ما كانت عليه، لافتا الى اهمية مناقشة قضية البيئة والتنمية فالبعد الاقتصادي يهيمن على البيئة مهما حاولنا عكس ذلك لأن الانسان لم يصل الى الآن لكيفية حماية البيئة وفي الوقت نفسه الاستمرار في التنمية وصناعة الطاقة البديلة المدخل الى هذه الموازنة.
مدير ادارة العلاقات الدولية في مؤسسة البترول الكويتية عاطف الجميلي قدم محاضرة حول التنمية المستدامة في اطار اتفاقية تغير المناخ مقدما رؤية نفطية مشيرا الى مفهوم التنمية المستدامة ومقدما شرحا لاتفاقية تغير المناخ لافتا الى العد التنموي، ومشيرا الى بروتوكول كيوتو الذي يتحدث عن التنمية المستدامة والنظيفة والذي يحارب من قبل الدول الأوروبية كونه يحمل لغة ملزمة لمن يوقع عليه وهو بالفعل انجاز بيئي يجب المحافظة عليه والدفاع عنه.