دارين العلي
لأن الذوق والفن والابداع سمة خاصة لما تبحث عنه، أبت الهاوية في مجال السجاد عايدة ميرزا إلا ان يحتوي معرضها الثاني للسجاد الفاخر الذي افتتحته مساء أول من أمس في بيت لوذان على مجموعة مختارة من السجاد الايراني الفاخر منتقاة من اشهر الحرفيين والمتاجر.
واكدت ميرزا خلال الافتتاح الذي حضره المستشار الثقافي في السفارة الايرانية سيد ابوفاضل رضوي والملحق الثقافي محمد كياني وعدد من المهتمين على انها بذلت جهدا كبيرا في اختيار هذه المجموعة المؤلفة من 52 سجادة مصنوعة يدويا، حيث زارت 12 منطقة ايرانية واحضرت جميع انواع السجاد الفاخر الذي يرضي جميع اذواق هواة السجاد.
وقالت انها شخصيا تفضل السجاد الحرير ولكنها أشارت خلال معرضها الذي يختتم اليوم إلى وجود انواع عدة من السجاد كالتبريز وكرمهان وكاشان وفراهان ومجموعة من مدينة طهران التي لها قيمة كبيرة، حيث تم التوقف عن صناعتها منذ الـ 50 عاما، متمنية ان يستأثر المعرض برضا محبي السجاد، مشيرة الى ان اسعار السجاد تتفاوت وفق قيمة وجودة كل قطعة.
ولم يقتصر المعرض على السجاد فقط، بل تضمن عدة صور ومخطوطات تاريخية عن عمر السجاد من ضمنها صور لأقدم سجادة في العالم اكتشفها باحث روسي في جبال الطاي في اربعينيات القرن الماضي وتعود لأكثر من 2500 سنة وهي سجادة ايرانية من نوع «بازيريك» وتم التعرف على جنسيتها من خلال النقوش المميزة الموجودة عليها وهي موضوعة حاليا في أحد المتاحف الروسية.
أما المستشار الثقافي في السفارة الايرانية سيد أبوفاضل رضوي فأعرب عن سعادته بتنظيم هذا المعرض معرجا على تاريخ السجاد الايراني كونه اول سجاد في العالم ومتحدثا عن سيرته عبر العصور، مشيرا الى انه في العصر الحاضر اهتم التجار بتصدير السجاد الى خارج ايران منذ بداية القرن الثالث الهجري وبهذا السبب طرأت على صناعة السجاد عدة تغييرات مهمة نظرا للطلبات التي كان يتسلمها الايرانيون من الزبائن الاجانب وحرص اصحاب ورشات نسج السجاد على تلبية رغبات زبائنهم المتعددة بدقة، حيث شهدت صناعة السجاد تحولا لا مثيل له من حيث التصميم واستعمال النقوش والألوان التقليدية مما ادى الى تعرضها لخطر التحليل والتجريد ومن هذا المنطلق تم تأسيس شركة السجاد الايراني المساهمة لصيانة هذا الفن الايراني العريق وحماية العاملين في صناعة السجاد ولاتزال هذه الصناعة تخطو خطوات مهمة لسد الحاجة المحلية من السجاد الايراني الفاخر وتصدير الفائض منه الى الاسواق العالمية واشار ان اهم انماط الرسوم المتبعة في نسج السجاد تنحصر في تسعة انماط وهي على النحو التالي: هراتي، سرطاني، زهري، شاه عباسي، ميناخالي، حنائي، بيدمجنون، جوشقاني، وترنجي، حيث تشتهر المدن التالية بصناعة السجاد الايراني الفاخر وهي على النحو التالي: اصفهان، نائين، كاشان، تبريز، قم، كرمان واراك ويعرض في متحف السجاد الايراني بطهران نماذج مختلفة من انواع السجاد وانماط رسومها المختلفة.
أما عن صناعة البسط اليدوية فقال تعد صناعة البسط من اهم الصناعات اليدوية في ايران يعود تاريخها الى نحو 700 عام قبل ان يمارس الايرانيون صناعة السجاد وتكثر في ايران هذه الصناعة التقليدية وتختلف نوعيتها ونمط النسج من منطقة الى منطقة اخرى، نظرا لخيوط الصوف والالوان الطبيعية المستخدمة في صناعتها، وتستعمل في صناعة البسط اليدوية خيوط قطنية بيضاء وهي تشكل القاعدة البيضاء او الهيكل الاساسي للبساط وكذلك خيوط صوفية ملونة حسب الطلب وهي تعد الخامة الاساسية لصناعة البسط اليدوية وتشتهر مدن اقاليم محافظة اذربيجان الشرقية، محافظة اذربيجان الغربية وكردستان وكرمان بحيازتها ارقى انواع البسط اليدوية.
ووجه ارشادات مهمة في كيفية شراء السجاد الايراني، حيث يجب ان يكون النسيج المستخدم في صناعة السجاد مصنوعا من خيوط الصوف، وان تكون النقوش متقنة، وان تكون الالوان المستخدمة في صناعة السجاد مستخدمة من اجود المواد الطبيعية والكيماوية، وان تكون كثافة العقد المستخدمة في صناعة السجاد عالية وفي منتهى القوة، وان يكون سطح السجاد ناعما، أملس وخاليا من التجاعيد والاجسام الغريبة، ويجب شراء السجاد من مراكز صناعة السجاد الرئيسية وكذلك المحلات التجارية المعتمدة، واشار الى طريقة حفظ السجاد، حيث انه لابد من فرش السجاد على ارضية مستوية تماما ومن دون تجاعيد، وتنظيف السجاد وازالة الاوساخ عنه بانتظام، وتجنب سكب الزيوت او سائر المواد الدسمة الاخرى على السجاد، وتجنب وضع حافة السجاد على الجانب الآخر عند الخزن بل يجب لفه بالطول وتغطيته بقماش نظيف ومن الافضل رش مقدار مناسب من مبيدات الحشرات على سطح السجاد المراد خزنه.
الصفحة في ملف ( pdf )