دانيا شومان
انطلقت صباح أمس الأول أنشطة وبرامج السدو الحرفية للموسم 2007 - 2008 بدورة تدريبية لفن الحياكة التقليدية اليدوية «السدو» التي تعتبر واحدة من أهم فنون التراث الكويتي القديم.
وضمت الدورة التدريبية التي تستمر أربعة أسابيع، تسع مشاركات أجنبيات ومشاركة كويتية، تهدف هذه الدورة - بحسب المسؤولين في بيت «السدو» - الى الحفاظ على استمرارية فن السدو الحرفي والنهوض بالمهارات الادائية المرتبطة به منعا لاندثارها، واحياء لهذا الفن التراثي.
وذكروا ان هذا البرنامج التعليمي مفتوح لجميع المهتمين بهذا الفن ويضم فصولا مبتدئة وأخرى متقدمة تسهم في حفظ وتشجيع واستمرار المهارات اليدوية المتعلقة بحرفة حياكة السدو التقليدية.
«الأنباء» التقت خبيرة هذا الفن الحرفي ام تركي التي تحدثت قائلة: «هذا الفن هو واحد من الفنون التي نسعى الى أن تستمر لأنها تذكرنا بماضينا، ومن لا ماضي له لا مستقبل له»، معقبة بمثل كويتي خالص «اللي ما له أول ما له تالي».
وحول وجود تسع مشاركات أجنبيات ومشاركة كويتية قالت أم تركي: «أحيي الكويتية التي تقدمت للدورة ومثل هذا الفن أصلا يحتاج الى الصبر والمثابرة والعرب لم يعودوا يملكون الصبر، لذا تجدون أغلب من انضممن للدورة هن من الأجنبيات».
وصاحبت «الأنباء» أم تركي اثناء اليوم الأول لهذه الدورة وابنتها للاشراف على المشاركات اللاتي ابدين تجاوبا كبيرا مع ام تركي وتعليماتها التي دائما ما تلقيها بشكل جميل جدا.
اما الكويتية الوحيدة المشاركة وهي طالبة الحقوق آسيا السلطان (19 عاما) فقالت: جئت هنا لأتعرف على جزء مهم من ماضي الكويت الذي يشكل جزءا مهما في تراثنا.
وبدت آسيا منهمكة في اعداد قطعة السدو التي تتدرب عليها، وقالت معلقة «في مثل هذه اللحظة من الجميل ان نعيد معايشة ما كان يعايشه الكويتيون الأوائل ومدى التعب الذي كانوا يعانونه من أجل بناء مجتمعهم».
هذا واختلفت جنسيات المشاركات الأخريات بين أميركيات واستراليات ونيوزيلانديات وأرجنتينيات واللاتي أبدين حماسا شديدا في خوض تجربة حياكة «السدو».
يذكر ان السدو في الأصل فن عريق للمرأة ويعد حرفة توحي بالبساطة والمهارة الفنية العالية، ومن بين ادوات الحياكة والصوف وهو المادة الرئيسية لخيوط الحياكة والنسيج والمطرق والمغزل والمنشذة، وتعتبر قطعة «السدو» التي تنتج من عملية الحياكة قطعا رئيسية في بناء «بيت الشعر» في الماضي، اما اليوم فتستخدم قطع السدو للزينة كلوحات فنية تعلق في المنازل التي لاتزال تجد لها رواجا كبيرا بين الكويتيين الذين يتخذونها ايضا ضمن قطع الأثاث.
بني بيت السدو القائم حاليا من الطين عام 1936 واشتراه المرحوم يوسف المرزوق الذي قام بهدمه، واعادة بناء هيكله من الاسمنت المسلح ليكون أول تم بناؤه مبني من الأسمنت في الكويت.
وعندما قامت الدولة باستملاك عدد من البيوت القديمة قبل ان تضمحل أمام زحف المباني الحديث ومن بينها «بيت السدو» الذي استملكته عام 1976، بدأ يعرف «بيت السدو» منذ عام 1980.
الصفحة في ملف ( pdf )