أسامة أبوالسعود
أكد وزير المواصلات ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية عبدالله المحيلبي ان التاريخ الطويل الذي عاشته الامة الاسلامية أثبت أنها امة حية باقية رغم كل المحن والصعاب، فهي ليست كباقي امم الارض تشرق عليها الشمس مرة واحدة ثم تغيب عن افقها الى الابد، بل على العكس من ذلك، فلم تغب الشمس كليا عن جميع آفاقها وسائر جوانبها.
وقال المحيلبي الذي مثل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في افتتاح المؤتمر الدولي للأسس الفكرية لوحدة الامة الذي نظمته جمعية الاصلاح الاجتماعي صباح امس ان الازمات التي عصفت، والاعداء الذين تكالبوا على امة الاسلام جعلاها في حاجة ماسة للعودة الى الاصول والتمسك بالجذور والالتفات نحو الذات.
واضاف: ان كانت الامة أصيبت في هيكلها السياسي العام، فقد بقي لها منه باقية كبيرة تتمثل في الدول الاسلامية التي تتبارى في اثبات صلتها بالاسلام وتمسكها به وان تعرض نظامها الاجتماعي والمسلكي للاختراق والتحوير، فقد أثبتت أنها يوما بعد يوم ترمم ذاتها وان حاصرتها الافكار وداهمتها الآراء وهزت ابناءها المعتقدات الحديثة، الا انها بقيت على ارتباط قوي وعهد متين مع عقيدتها الصافية وكتابها الخالد وسنة نبيها الهادية.
وأشار الى ان كتاب الله وسنة نبيه هما نبع التراث الاسلامي الكبير في علوم الدين والحياة، وهما اللذان نشأ في رحابهما العلماء والقادة والمفكرون وكل شرائح المجتمع، وحول اهدافهما بنيت دول وممالك وأسست حركات ومدارس.
وقال المحيلبي: انني باسم سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي كلفني وشرفني نيابة عنه بافتتاح اعمال هذا المؤتمر، متفائل بآرائكم واقتراحاتكم ومحاضراتكم، وأرى في ذلك كله بارقة أمل كبير وبداية عمل جاد وانطلاقة تصحيح مسار نخشى جميعا من آثار وعواقب انحرافه وسقوطه.
ومن جانبه قال رئيس مجلس ادارة جمعية الاصلاح الاجتماعي حمود الرومي ان انعقاد مؤتمرنا هذا يأتي في ظل تسارع الاحداث وتعاظم التحديات التي تواجهها امتنا وتهدد وحدتها وتفرض علينا التصدي لها بروح المسؤولية والامل وبالفعل والمشاركة في صياغة الحاضر والمساهمة في صناعة المستقبل وان نبادر ونعمل جاهدين بالقدر الذي يحفظ لهذه الامة موروثها وهويتها.
واضاف ان جمعية الاصلاح الاجتماعي عندما عزمت على اقامة هذا المؤتمر، لم تكن دعوتها الا خطوة على طريق الفعل، واسهاما يجمع الشتات على كلمة سواء، ويلملم ما تبعثر من جهود، ليجمع المشتركات ويركز على نقاط التلاقي التي هي اكثر من نقاط الافتراق والخلاف لتكون ارضية صلبة مشتركة يقوم عليها كيان الوحدة ويتعزز بها التعاون وتزداد بها الالفة وحيث ان وحدة الفكر وسلامة الفهم هما السبيل الاول لتعزيز الوحدة وبناء التعاون فقد كان موضوع مؤتمرنا هذا هو «الأسس الفكرية لوحدة الامة» التي من شأنها ارساء قواعد الوحدة، وتثبيت جذورها، آملين في ان يتوج مؤتمرنا هذا باعلان «ميثاق الوحدة الفكرية الجامعة للعمل الاسلامي»، التي نأمل ان تكون بذرة طيبة تثمر ازهارها لتكون ميثاقا عالميا يجمع العاملين للاسلام على كلمة سواء.
وتابع: يأتي لقاؤنا واجتماعنا هذا وقد مر عام على وفاة وفراق داعية التوحيد في الكويت وحامل لواء الوحدة مؤسس ورئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي عبدالله المطوع الذي كرس حياته لجمع الكلمة وبذل وسعه في تحقيق التقارب والتوافق بين اطياف الامة حتى غاب عنا، رحمه الله، ومازالت مآثره باقية نستكمل شيئا منها معكم في مثل هذا المؤتمر، رحمه الله رحمة واسعة، والحقنا به في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء.
ومن جانبه قال المقرر العام للمؤتمر سعود العتيبي ان فكرة المؤتمر تأتي لتوحيد اواصر الاخوة الايمانية وتأكيد روابط العقيدة والحث على الالتلزام باوامر الاسلام ونواهيه.
واشار الى ان المؤتمر جاء ليعطي ومضات فكرية وملامح استراتيجية وتوجيهات محمودة لتوحيد جهود العمل الاسلامي نحو سؤدد الامة وعزتها في هذا الوقت حتى نرسخ في قلوب الدعاة المخلصين انه قد اتى الوقت لان يعيش الداعية لاسلامه ودعوته ووطنه وامته، ويهتم بقضايا الامة الاسلامية وان ينشغل بهموم ومآسي الشرق والغرب، ومن عاش لاسلامه عاش كبيرا ومات كبيرا.
الصفحة في ملف ( pdf )