فرج ناصر
لم يكن مطار الكويت على عادته أمس بل ساده الهرج والمرج والفوضى جراء المرحلة الثانية من الاعتصام الذي نفذته نقابة العاملين بالطيران المدني وشارك فيه اكثر من 400 موظف وموظفة يتقدمهم النائب مسلم البراك نيابة عن كتلة العمل الشعبي والنائب فيصل المسلم ورئيس الاتحاد الوطني للنقابات وبحضور رؤساء وممثلي النقابات الاخرى.
وقد انعكس الأمر سلبا على عمل المطار، حيث نتج عنه اضرار ما يقارب 16 رحلة جوية بين اقلاع ووصول، الأمر الذي جعل المسؤولين في مطار الكويت يقومون بجدولة الرحلات من حيث رحلات الوصول مثل طيران الاتحاد القادم من ابوظبي والكويتية القادمة من كوشن (مطار الهند) والكويتية القادمة من دكا، والكويتية القادمة من دبي، بالاضافة الى انه تم السماح لطائرتين فقط بالاقلاع احداهما عسكرية والاخرى خاصة، مشيرا الى ان الطائرتين مستثناتان حسب القانون الدولي للطيران.
اما فيما يخص رحلات المغادرة فقد تمت اعادة جدولة رحلات الطيران الكويتية المغادرة الى دمشق والكويتية المغادرة الى لندن، وبالنسبة للرحلات التي تم الغاؤها فتم الغاء رحلة طيران الخليج ورحلة الخطوط الجوية البريطانية.
وقد اسفر تأخير وجدولة الرحلات عن وجود ازدحام كبير في قاعة المطار، الأمر الذي حدا بالمسافرين الى التكدس في صالة المغادرين في انتظار استمرارية رحلاتهم.
وقد حضر الى مركز الاعتصام النائب والناطق الرسمي باسم كتلة العمل الشعبي مسلم البراك الذي اكد ان الحكومة وديوان الخدمة المدنية يلجآن «دائما وابدا» الى ايصال موظفي مؤسسات الدولة والعمال الى الاضرابات المستمرة والاعتصامات، مشيرا الى اننا شركاء في أموال الدولة العامة والحكم والقرار.
واضاف خلال الاضراب ان التفاف موظفي الادارة على المنظمة النقابية رسالة واضحة الى ديوان الخدمة المدنية بأنه «اذا كانت الاموال التي تدفع للكوادر في الطيران المدني من جيوبكم الخاصة كوزراء فإننا نقول ما نبي فلوسكم، ومننكم بالتراب».
واشار الى ان قيام الحكومة بجلب كوادر عسكرية من الجيش الكويتي للعمل لمدة ساعة واحدة لتحريك حركة الطيران ليس حلا وان قيام موظفي الادارة بترك مكاتبهم اشارة خطيرة لا تنم عن معرفة ماهية هذا الاضراب في تشويه صورة الكويت وشل حركة الطيران المدني وتأثيره على المال العام، مضيفا ان الحكومة لا تعرف كيفية ادارة الأزمات.
ورحب البراك باسم كتلة العمل الشعبي في مجلس الامة بتواجد القياديين والموظفين في ساحة الاضراب، مشيرا الى ان اموال الحكومة تذهب من اقصى العالم لاقصاه وكلما جاء واحد من المرتزقة عطوه اللي يبي، ومنهم رئيس جمهورية اليمن عندما اعطته الكويت 400 مليون دولار مع العلم ان جميعهم يعلمون ماذا فعلوا في ايام الاحتلال ويبنون مساكن في الجزائر وابناء الكويت ليس لديهم بيوت ويقدمون اموالا لدول اساءت الى الكويت، وبالتالي فإننا نضطر للوقوف تحت الشمس لمدة ساعتين لأجل كادر لموظفينا.
واوضح البراك انه يجب على الحكومة ومجلس الخدمة المدنية، الذي ثبت انه لا يعي شيئا وانه لا يأتي الا بالضغوط، التحرك نحو اقرار الكادر مشيرا الى ان «الحقوق تبي حلوق» داعيا الجميع الى الالتفاف حول نقاباتهم لأخذ حقوقهم.
واضاف انه اذا كانت الحكومة والخدمة المدنية يعتقدان ان تقديم حلول بسيطة يسهل حركة الطيران فهذا ليس حلا، لافتا الى انه يجب على العاملين الوقوف بجدية لاقرار كادرهم.
واكد البراك تبني قضية كادر موظفي الادارة العامة للطيران المدني من قبل كتلة العمل الشعبي من خلال اجتماع سيعقد خلال ايام مع اعضاء النقابة لإيصال صوتهم الى قاعة عبدالله السالم في مجلس الامة الى ان يتم اقرار كادر العاملين بالطيران المدني من قبل مجلس الخدمة المدنية.
وختم تصريحه بأنه «بإذن الله سيتم اقرار كادر موظفي الادارة العامة للطيران المدني قريبا، وسنحتفل بذلك».
بدوره طالب النائب فيصل المسلم العاملين في الطيران المدني بعدم التنازل عن حقوقهم خاصة اذا كان هناك طرف لا يسمع ولا يفهم ولا يعي. واستغرب المسلم مما يثار حول اتهام المنظمات النقابية واعضاء مجلس الأمة بتعطيل تلك الحقوق ومؤسسات الدولة.
وطالب الحكومة بالمحافظة على المال العام بدلا من ان تتركه عرضة للسرقة، مشيرا الى ان التعلل الحكومي برفض تلك المطالب بحجة الحفاظ على أموال الأجيال المقبلة أمر مرفوض وهناك قنوات اخرى ومشاريع استثمارية من شأنها ان تحافظ على اموال الاجيال المقبلة.
وتساءل عن اسباب الاستقالات من الكفاءات في الجهات الحكومية، ومن المستفيد من هجرة الكفاءات الكويتية، مطالبا الحكومة بأن تبحث هذا الأمر الخطير.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )