- الميناء يسعى لإحياء طريق الحرير من خلال بوابة الكويت من شمال الخليج
-
أحد أكبر موانئ الشرق الأوسط يتماشى مع رؤية صاحب السمو بتحويل الكويت لمركز مالي
محمد ناصر
ميناء مبارك الكبير في قلب الحدث مجددا فمنذ سبتمبر 2007 تاريخ البدء بأعمال المرحلة الأولى من المشروع والميناء كان الحدث لكونه احد اهم واكبر مشاريع خطة التنمية التي تقوم بها وزارة الاشغال العامة لتشكيل محور نظام نقل اقليمي في المنطقة ليدعم خطط الكويت التنموية ولكونه سيصبح احد اكبر الموانئ في الشرق الأوسط والذي تسعى الكويت من خلاله للوصول الى آسيا الوسطى وشرق آسيا، ويشكل بعد إنشائه نقلة نوعية في تجارة الترانزيت وسيمثل خطوة مهمة في الصورة مرة اخرى لإحياء طريق الحرير من خلال بوابة الكويت من شمال الخليج.
يتماشى ميناء مبارك الكبير مع رؤية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في تحويل الكويت الى مركز مالي حيث قام صاحب السمو في 6 ابريل من العام الحالي بوضع حجر اساس الميناء في جزيرة بوبيان وبضغط زر مجسم الميناء ايذانا بتدشين المشروع.
الاجتماع الأول
في 14 مايو من العام 2003 عقد فريق عمل مشروع إنشاء ميناء بحري متطور في جزيرة بوبيان اول اجتماع له بهدف اعداد الدراسات الاقتصادية اللازمة للمشروع، وتحديد مواصفات الميناء بالتنسيق مع الجهات المعنية ودراسة مدى ملاءمة الموقع المقترح بالمقارنة مع المواقع الحالية للموانئ العاملة في البلاد تمهيدا لتحديد البديل المناسب.
وقرر فريق العمل الذي ترأسه جهاز تنفيذ اتفاقيات المنطقة المقسومة وتطوير وتنمية الجزر الكويتية والمشروعات الكبرى جاسم العون تكليف عضو الجهاز وكيل وزارة المواصلات حامد خاجة بحصر احصائيات الحركة بين الموانئ الموجودة في الكويت والدراسات الموجودة في المؤسسة العامة للموانئ والجهات الاخرى حتى يتسنى بعدها تكليف مكتب استشاري عالمي متخصص بالموانئ لإعداد الدراسة المطلوبة للجدوى الاقتصادية لهذا المشروع.
وكان العون قد اصدر في 12 مايو 2003 قرارا بشأن تشكيل فريق العمل برئاسته وعضوية كل من نائب رئيس الجهاز انور الجودر واعضاء الجهاز وهم وكيل وزارة التخطيط سارة الدويسان ووكيل وزارة المواصلات حامد خاجة والمستشارة بإدارة الفتوى والتشريع هدى الشايجي.
ثم أعلنت الحكومة بعد ذلك ان الكويت ستبدأ قريبا بإقامة ميناء للحاويات في جزيرة بوبيان بتكلفة 1.2 مليار دولار وقال وزير الأشغال العامة حينها بدر الحميدي لدى تقديمه المشروع بداية 2005 سيبدأ العمل بهذا الميناء وسيكون نقطة الارتكاز ما بين العراق والكويت وايران.
واكد الوزير الحميدي في تصريح له ان الحكومة عازمة على تنفيذ مشروعات تنموية عملاقة تخطو بها لمواجهة تحديات القرن الحالي، ومن ضمنها مشروع ميناء جزيرة بوبيان، والمتوقع ان يحقق عائدا ماليا واستثماريا لخزانة الدولة.
وأضاف الحميدي ان المردود الاقتصادي من المشروع سيعزز المردود المالي للكويت كونها في الوسط التجاري للنقل سواء للعراق او ايران، بالإضافة الى سهولة النقل والترانزيت او توفير فرص عمل للكويتيين، كما اننا نسعى الى إنعاش الجزيرة بأكملها وليس الميناء فقط حيث إننا عازمون على إقامة مناطق سكنية ومنطقة حرة.
وفي 27 مارس 2005 قرر مجلس الوزراء تشكيل شركة لتطوير جزيرة بوبيان من خلال المشاركة في إنشاء مناطق حرة على ان تكلف الهيئة العامة للاستثمار بتأسيسها وفي 10 يوليو 2005 وافق مجلس الوزراء على طرح المشروع على القطاع الخاص تمهيدا لاستقطاب شركات عالمية لتنفيذه.
وفي 27 يونيو 2006 صدر قرار مجلس الوزراء رقم 633 لسنة 2006 بإسناد تطوير ميناء بوبيان الى مؤسسة الموانئ الكويتية. ففي الدراسة المبدئية لجدوى إنشاء ميناء بحري في جزيرة بوبيان ذكرت وعددت منافع ومزايا بناء الميناء وجاء فيها: مما يؤكد أهمية المشروع للاقتصاد القومي ويبين ضرورة إسهام القطاع العام في تمويل البنية الأساسية للمشروع وخدماته المساندة لتحسين عائده المالي مما سيشجع القطاع الخاص على الإسهام في المشروع بتمويل المعدات والمباني مقابل امتياز ادارة وتشغيل الميناء.
للمشروع منافع إستراتيجية مهمة لا يمكن تقييمها ماليا او اقتصاديا تتمثل في الاستفادة من جزيرة بوبيان التي تمثل 5% من مساحة الكويت كمركز لأنشطة اقتصادية مهمة في شمال الخليج العربي، بالإضافة لمساندة مشاريع تطوير المناطق الشمالية في الكويت. ويعزز الميناء دور الكويت في منظومة النقل العالمي متعدد الوسائط.
وتشمل المنافع الاقتصادية ما يلي:
٭ حصة الاقتصاد القومي من عائدات الميناء.
٭ عائدات بيع وتأجير الأراضي المستصلحة في بوبيان وعائدات الأنشطة الاقتصادية الجديدة.
٭ التحويلات الاقتصادية الناتجة عن فرص العمالة المباشرة وغير المباشرة التي يولدها الميناء.
ويساهم مشروع ميناء مبارك الكبير في انفتاح البلاد على العالم تجاريا واقتصاديا، وتنقسم المرحلة الأولى للمشروع الى ثلاثة أجزاء، الأول بدأت أعماله في سبتمبر 2007 ويشمل تصميم وانشاء طريق سريع بثلاث حارات لكل اتجاه ويبلغ طول الطريق 30 كيلومترا مع انشاء سكة حديدية بالطول نفسه تمر عبر الجزيرة والأرض الرئيسية وجسري الطريق وستمر السكة الحديدية عبر خور الصبية لربط ميناء بوبيان البحري بالصبية.
وتم الانتهاء من تنفيذ الجسر الحديدي بطول كيلومتر واحد وجار العمل على تنفيذ اساسات جسر السيارات والسكة الحديدية.
ويتضمن الجزء الثاني من المشروع الذي دخل في المراحل التنفيذية مع المرحلة الأولى اعمال الدراسات وتجميع البيانات كمسح قاع البحر للقناة الملاحية وفحص تربة البحر وارض الميناء ودراسة التقييم البيئي وأعمال تصميم 16 مرسى اضافة الى تصميم أعمال تعميق القناة الملاحية بعمق 14.5 مترا واحواض الميناء بعمق 16 مترا وأعمال تنفيذ وانشاء أربـــعة مراس بطول 1600 متر وعمق 16 مترا.
ويشتمل الجزء الثالث على قسمين الأول يتضمن اعمال تعميق المسار الملاحي في البحر وحوض الميناء لتتمكن السفن ذات الأحجام الكبيرة من الوصول والرسو بأمان على أرصفة الميناء الجديد والتي لم تكن بإمكانها في السابق الوصول الى شمال الخليج العربي.
ويتضمن القسم الثاني تصميم وانشاء المباني والخدمات الرئيسية الضرورية لبدء اعمال التشغيل في الميناء وسيبدأ بعد انتهاء المرحلة الأولى بأجزائها الـ 3 سيبدأ تشغيل الميناء بـ 4 أرصفة.
وتتضمن المرحلة الثانية من المشروع انشاء 12 مرسى اضافيا لتبلغ سعة الميناء الاجمالية 16 مرسى في حين تتضمن المرحلة الثالثة انشاء 8 مراس لتبلغ سعة الميناء الاجمالية 24 مرسى.
وتشمل المرحلة الرابعة والأخيرة من المشروع انشاء 36 مرسى لتستكمل المخطط الهيكلي بميناء بحري رئيسي سعة 60 مرسى يكون محورا رئيسيا للنقل الإقليمي يربط البر بالبحر بوسائط نقل متعددة كالطرق السريعة والسكك الحديدية ويعزز مكانة الكويت كمركز مهم للنشاط الاقتصادي الاقليمي.
فالموقع الاستراتيجي والفعال لهذا الميناء لاشك أنه سيحقق أهدافا كبيرة ويحقق تطلعات الشعب الكويتي الذي يشاهد المنجزات التي تتحقق والتي أوجزها مدير ادارة متابعة المشاريع الكبرى في وزارة الأشغال العامة م.غالب صفوق قبل يوم من وضع صاحب السمو حجر الأساس للميناء.
وذكر صفوق ان نسبة الانجاز الكلية بلغت 50% ومتوقعا تسلم جسر السيارات وجسر القطار تسلما ابتدائيا من المقاول بمدة تقل عن 10 شهور.
وأوضح ان الانجاز تقدم من أساسات عميقة «أوتاد خرسانية» يصل عمقها الى 70 مترا تحت منسوب قاع البحر والبر وبعدد 750 وتدا للجسور، مؤكدا ان نسبة انجازها 100% لجسر السيارات و85% لجسر القطار، اما جسور سابقة الصب فهي بعدد 1800 جسر رابط، وتم الانتهاء من صب 100% من الجسور الرابطة لجسر السيارات، و90% من الجسور الرابطة لجسر القطاع.
وعدّد وزير الأشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر مزايا المشروع في كلمة ألقاها أثناء تفضل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بحفل وضع حجر أساس الميناء وقال فيها:
انطلاقا من النظرة التنموية الشاملة المتكاملة لتطوير المناطق الحضرية للكويت وذلك تأهبا لتصبح الدولة مركزا ماليا وتجاريا إقليميا وعالميا وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب الاقتصادية والعمرانية والارتقاء بدور الدولة وصولا الى أقصى درجات الكفاءة في عملية التنمية بدأ التفكير في تطوير جزيرة بوبيان الإستراتيجية وذلك بهدف الاستفادة من الموقع والطبيعة الفريدة لهذه الجزيرة من حيث اقامة المشاريع التنموية او السياحية او توفير مناطق سكنية واستثمارية والمحافظة على منطقة المحميات الطبيعية.
وقد بدأ العمل بالجزيرة بإنشاء وانجاز ميناء بحري يتم تنفيذه على احدث المستويات العالمية ويكون هو بمثابة اللبنة الأساسية لتطوير الجزيرة والذي سيبدأ من خلالها النشاط الحيوي للجزيرة.
وتم إعداد مشروع ميناء مبارك الكبير ليتم تنفيذه على أربع مراحل وقد تم البدء فعليا في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع والتي تشتمل على تنفيذ طريقين للسيارات والقطارات لتصل بين طرفي الجزيرة وصولا لمنطقة الميناء وكذلك تنفيذ جسر للقطارات وآخر للسيارات فوق خور الصبية.
ومن المقرر ان يصل عدد المراسي في الميناء الى 60 مرسى وعمق القناة الملاحية الى 20 مترا وذلك بهدف اتساع نطاق استخدام الميناء واستيعابه للسفن ذات السعة والأحجام الكبيرة ليواكب النمو المتزايد في حركة نقل الحاويات إقليميا وعالميا وخلق فرص استثمارية وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية بعد حصولها على التدريب المناسب في ادارة وتشغيل الموانئ.
صاحب السمو.. ان تشريفكم وحضوركم الكريم لهذا الحفل ووضع سموكم حجر الأساس لهذا المشروع وحرصكم الدائم على العمل على كل ما من شأنه رفعة ونهضة الكويت لهو شرف نعتز به وحافز عظيم يدفعنا جميعا الى المزيد من العمل والانجاز، ونحن إذ نبتهل الى الله ان ينعم على سموكم بموفور الصحة والعافية لنتمنى مزيدا من التقدم والرقي لبلدنا الغالي الكويت في ظل قيادة سموكم الحكيمة حفظكم الله ورعاكم، والسلام عليكم ورحمة الله.
عباس المحمداوي يسحب ترشيحه لـ «الداخلية» احتجاجاً على موقف الحكومة العراقية من بناء الميناء
أعلن مرشح منظمات المجتمع المدني لمنصب وزير الداخلية عباس قاسم المحمداوي في اتصال مع «البغدادية» سحب ترشيحه للمنصب احتجاجا على موقف الحكومة السلبي تجاه بناء ميناء مبارك، ودعا المحمداوي ابناء الشعب العراقي الى الاستمرار في التظاهرات المنددة ببناء الميناء والمطالبة بخروج قوات الاحتلال.