- الجارالله: العناوين البرّاقة التي ترفعها مؤتمرات المرأة في المنظمات الدولية تحمل في طياتها المحذور الذي يجر إلى ضياع مفهوم الأسرة
ليلى الشافعي
أكدت الشيخة عايدة سالم العلي الصباح ان المرأة الخليجية استطاعت ان تتفاعل مع حركة العصر بما تملكه من أصالة الثقافة الإسلامية وسلامة القيم الإنسانية، وبهذا وذاك ارتقت مكانتها الى مراكز الفكر والاقتصاد والسياسة والاجتماع فأبدعت في القيادة، وتفوقت في الادارة وتميزت في الإنجاز.
جاء ذلك في كلمتها خلال رعايتها لمؤتمر اللجنة النسائية في رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي والذي جاء بعنوان «المرأة الخليجية بين المرجعية الشرعية والفكر النسوي العالمي»، ورأست اللجنة المنظمة د.مها يوسف الجارالله والذي استمر مدة يومين بفندق شيراتون الكويت وبمشاركة ممثلين للمؤتمر من جميع دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب والعراق واليمن.
وقالت الشيخة عايدة: يأتي هذا المؤتمر بعنوان «المرأة الخليجية بين المرجعية الشرعية والفكر النسوي العالمي» ليفتح نوافذ جديدة من العلم والثقافة تطل من خلالها على جوانب من واقعها المعاصر الذي تتكاثر فيه الأفكار وتتلاقى فيه الحضارات، وتتسارع فيه حركة المعلومات عبر الشبكات الكونية الاتصالية فتستمد منه ما يتوافق مع ذخيرتها الإسلامية وفكرها المتفتح وتراثها الأصيل ومستقبلها المأمول.
وزادت: انني في هذه اللحظـــات المباركة استحضر الدور الــــذي تؤديه اللجنة النسائية فــــي رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي فــــي خدمة شريعتنا السمحة على أسس راسخة من الأصالـــة والحداثة، فأشعر بالفخر والاعتزاز مقدمة أسمـــــى معاني التقدير وأصدق عبارات الشكر، راجية الله سبحانه وتعالى ان يوفق المسعى ويحقق المبتغى في ظل حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين.
من جانبها، تحدثت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر د.مها الجارالله قائلة: لقد تعاظم دور المؤسسات المجتمعية في عصرنا الراهن، حيث يناط بها الآمال الكبرى في إنجاز المشاريع والأعمال التي يستحيل تنفيذها بالجهود الفردية أو المبعثرة، لهذا كان إنشاء رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي في عام 2007 لخدمة الدين وهداية الأمة عملا بالآية الكريمة: (وتعاونوا على البر والتقوى).
وأضافت: ومن منطلق الشراكة الجماعية عقدت رابطة علماء الشريعة مؤتمرين، الأول: في مملكة البحرين الشقيقة في عام 1428هـ الموافق 2007، بعنوان «التعليم الشرعي في دول مجلس التعاون الخليجي: الواقع والطموح»، والثاني: في الكويت عن «الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة» عام 1431هـ الموافق 2010.
وقالت: نلتقي اليوم في افتتاح مؤتمر: «المرأة الخليجية بين المرجعية الشرعية والفكر النسوي العالمي «الذي تستضيفه الكويت بمشاركة نخبة من الشخصيات البارزة والمرجعيات العلمية المهمة، الذي استمرت أنشطته على مدى يومي 20 و21 الجاري، ويتم خلالها بحث ومناقشة عدد من الموضوعات بالغة الأهمية، والتي تتناول التشريع الإسلامي للمرأة وإشكاليات الفتاوى المتعلقة بها، ومدى تغلغل التشريعات وقوانين مؤتمرات المرأة في التشريعات المحلية لدول الخليج.
وزادت: لقد شهدت العقود القليلة الماضية عددا من التشريعات المتخصصة سواء المحلية او العالمية حول المرأة وقضاياها دون اعتبار لدين او قيم ومبادئ، وكانت بداية انطلاقتها من هيئة الأمم المتحدة، حيث عقدت 9 مؤتمرات عالمية تناولت قضايا المرأة في العالم، مفتتحة بمؤتمرها الأول في مكسيكو سيتي للمرأة بعنوان «المساواة والتنمية والسلم» في عام 1975، ومختتمة بالدورة الـ 53 للجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة تحت عنوان: «التشارك المتساوي للمسؤوليات بين النساء والرجال»، بما يشمل تقديم الرعاية في سياق الإيدز في عام 2009.
وأكدت ان العناوين البراقـــة التي ترفعها مؤتمرات المرأة فـــي المنظمات الدولية العالميـــة لا يختلف اثنان في أهميتهــــا، وفي رغبة كثير من الشعــــوب المتأخرة فيها، ولكن ما تحملــــه في طياتها هو المحذور الــــذي يجر الى ضياع مفهوم الأســــرة، فهي شعارات ظاهرها الرحمـــة وباطنها العذاب، وما اعتراض بعض الدول على توقيــــع تلــــك القرارات إلا دليل على خطورتهــــا وتعارضها لأبجديات القيم وتعاليم الأديان السماوية.
وقالت: يحدوني الأمل في ان يحقق مؤتمرنا هذا، الآمال المرجوة على انعقاده، وتسفر أنشطته عن توصيات مهمة دعما للمرأة على جميع الأصعدة ومشاركتها في وضع ميثاق حضاري مناسب يواكب قرارات المؤتمرات النسوية العالمية.
وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر للشيخة عايدة سالم العلي على رعايتها لحفلنا الكريم.
والشكر للراعي الرسمي شركة الامتياز، متمثلا بمديرها التنفيذي علي الزبيد، والشكر موصول لشركة إدارة تنظيم المعارض والمؤتمرات متمثلة بالمديرة هند الصبيح، وكذلك الأخوات المشاركات في اللجنة المنظمة على جهودهن المباركة.
الفكر النسوي العالمي
بعدها تم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة المرأة المسلمة ثم تناولت بثينة آل بن عبدالغني من دولة قطر نشأة الفكر النسوي العالمي، مشيرة الى أن الحركة النسوية مرت بثلاث مراحل، الاولى التيار الليبرالي والثانية التيار الماركسي ثم التيار الراديكالي ثم شرحت ما حدث للحركة النسوية في العالم الاسلامي ومنظمات الفكر النسوي عبر التاريخ، لافتة الى المؤتمرات التي أباحت الشذوذ والاختلاط شارحة كل مرحلة وتأثيرها على المرأة، وطالبت بأهمية اهتمام المرأة بفهم ما يدور حولنا والانشغال من منطلق فقه الواقع بمعنى تعميق الفهم والدراسة في كل شؤون المرأة، كما طالبت بإنشاء اتحاد نسائي اسلامي عالمي تنطلق من ثناياه قرارات عملية لتأصيل حقوق المرأة من القرآن والسنّة حتى تتكامل الفكرة حتى لا تكون تحت إطار يخترق من أنشطة شرقية ولا غربية.
تحكيم الشريعة
بعدها تحدثت من دولة البحرين فوزية الخاجة عن التشريعات المنبثقةع المؤتمرات العالمية للمرأة، مشيرة الى انطلاق حركات تحرير المرأة منذ بدايتها وتطرقت الى متطلبات المرأة العربية من حق التعليم والتملك وحق التصويت وغيرها والتي أكرم الاسلام المرأة بها منذ أكثر من 4 قرون، أشارت الى جميع قوانين الاسرة وشرحت كل قانون وطالبت بتفعيل الاحكام الشرعية تحكيمها تحكيما صحيحا وتوعية الناس بهذه الاحكام والقيام بإجراءات قانونية لمعاقبة من يخالف الاحكام الشرعية.
وفي كلمة د.فؤاد العبدالكريم من السعودية وألقتها نيابة عنه د.نورة السعد من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وكانت عن الاتفاقات التي انبثقت عن المؤتمرات وصور تطبيقها في الواقع المعاصر للمرأة الخليجية استعرضت فيها بعض النماذج للتدخل الخارجي في كتابة التقارير ثم أعطت لمحة تدخل من جميع منظمات العفو الدولية ومنظمة حقوق الانسان التي تطالب بإلغاء التشريعات الاسلامية وطالبت بوجود شراكات مع المؤسسات الغربية التي تحمل نفس همنا، كما طالبت بضرورة إيجاد حلول عن كيفية تنفيذ حقوق المرأة الشرعية.
بعدها تم فتح باب المناقشة بين المشاركات وقد تم تكريم الشيخة عايدة ود.عجيل النشمي وشركة الامتياز الراعية للمؤتمر والتي مثلها عبدالرحمن زمان كما تم تكريم المشاركين والمشاركات ورؤساء اللجان.
النشمي: أخطر ما نواجهه مؤتمرات الإسكان والدعوة إلى مخالفة أحكام الشريعة الإسلامية
ليلى الشافعي
على هامش المؤتمر صرح رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي د.عجيل النشمي لـ «الأنباء» بان المؤتمر جاء لافتا الأنظار الى دور المرأة وأهمية مشاركتها في الاحداث الاجتماعية والثقافية والشرعية.
وقال: لقد رأينا ان من أخطر ما يمكن مواجهته لمؤتمرات الاسكان التي عنيت بها الأمم المتحدة وقد اصطبغت بصبغة تنحو نحو المساواة المطلقة بين الرجال والنساء سواء في قضايا الميراث والقضايا التي تخص المرأة من النواحي الاخلاقية من دون أخذ بالاعتبار خصوصيات المجتمعات الاسلامية وعادات البلاد الاسلامية وتقاليدها.
وأشار الى ان المؤتمر هو الثالث لرابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي وان المؤتمر الاول عقد في البحرين بعنوان «التعليم» والمؤتمر الثاني في الكويت بعنوان «الوطن والمواطنة»، حيث نشأت الرابطة عام 2007 عندنا في كل عام مؤتمر، وهذا هو المؤتمر الثالث للرابطة، وحرصنا أن يكون هذا المؤتمر متميزا في موضوعه وفي أبحاثه، حيث انه المؤتمر الاول النسوي ويتعلق بالمرأة الخليجية بين المرجعية الشرعية والفكرية والفكر النسوي، ونقصد من هذا مناقشة قضايا ما طرح تحت مسمى الاسكان والمرأة، وهو منبثق من هيئة الأمم المتحدة وأدواتها من اليونسكو وغيرها، حيث ان مؤتمر الاسكان عقد 6 مؤتمرات وكلها متجهة الى تحرر المرأة وعدم التقيد بالخصوصيات الشرعية والاخلاقية والعادات والتقاليد في دول مجلس التعاون وللمسلمين خاصة، ولذلك أردنا أن نوعي المرأة الخليجية التي تقوم بهذا الدور حول خطورة المقررات التي تحاول تلك الجهات فرضها على المسلمين في البلاد الاسلامية.
ولفت الى ان المؤتمر قدمت فيه أوراق متميزة أعطت فرصة كبيرة للباحثات في هذا الشأن وننتظر إن شاء الله توصيات جيدة تجد طريقها الى الدول الخليجية بالدرجة الاولى.
وتمنى ان يكون المؤتمر موثقا للصلات بين دول المنطقة بما يحقق الوحدة الخليجية المنشودة وإصدار البحوث والدراسات الشرعية التي تعالج الأمور المستجدة على الساحة الخليجية بما يحقق مقاصد الشرع ومصالح الخلق.