- الكويت تحظى برئيس وزراء إصلاحي تحمّل من أجلها أصعب المراحل السياسية وأتعس المتاعب النيابية
- بث الوازع الديني الوسطي في المجتمع والتركيز على مفاهيم الوحدة الوطنية من أهم أسلحة مواجهة الفتنة
- إيران في مرمى نيران التآمر الغربي ويفترض أن يُخاف عليها ولا يُخاف منها
- الأوضاع الداخلية في مصر تنعكس سلباً وإيجاباً على العالمين الإسلامي والعربي
- نطالب بتكوين لجنة تربوية لتمرير المناهج الدراسية المناسبة للنسيج الاجتماعي وعليها تحاشي الأحكام التكفيرية
- التقارير الأميركية السنوية عن حرية الأديان في الدول العربية والإسلامية تثير النعرات وتؤجج الفتنة الطائفية
- يجب أن تضع التركيبة الحكومية الجديدة سبل دعم الوحدة الوطنية على رأس جدول أعمالها
حوار: أسامة دياب
أكد الشيخ راضي حبيب أن الشعب الكويتي جبل على المحبة والتكاتف ولحمته الوطنية هي أعز وأغلى ما يملك، لافتا إلى أن حالة الاحتقان بين السنة والشيعة هي مؤشر واضح على أننا نفتقر للفهم الصــحيح لفقه الاختلاف الذي يقوم على احترام معتقدات الآخر ويضع منهجا للتعايش معه، إلا أنه لم يستبعد وجود مخطط غربي خارجي ينفذ بأدوات داخلية يهدف لتفتيت وحدة المجتمع. واستنكر حبيب عودة العبارات المسيئة لصحابة الرسول وأمهات المؤمنين، مشددا على الحرمة الشرعية للمساس بالرموز الإسلامية مستشهدا بفتاوى كبار علماء الشيعة في هذا الصدد. لافتا إلى أن نشر ثقافة الوسطية مسؤولية مجتمعية وسلاح فعال في مواجهة المتطرفين.
ما أهم العوامل التي تساعد في نشر ثقافة الاحتقان والتوتر بين السنة والشيعة في مجتمع جبل على المحبة والوئام؟
٭ الشعب الكويتي جبل على المحبة والتكاتف ولحمته الوطنية أعز وأغلى ما يملك إلا أن وحدتنا الوطنية تأثرت سلبا بعوامل خارجية تتمثل في تآمر القوى الغربية للنيل من تماسكنا على طريقة فرق تسد وأخرى داخلية تكمن في تطرف جماعات بعينها سواء من السنة أو الشيعة تعتمد إقصاء الآخر منهجا، وهذا في حد ذاته توجه عنيف غير مألوف اجتماعيا يقوم على العصبية والتكفير والتخلف والرجعية وعادة ما يقترن بأفعال إرهابية، وهو في الأغلب الأعم نتيجة مباشرة للعزلة الاجتماعية المزمنة التي تعيشها تلك التيارات وتعود سلبا على نفسها ومحيطها نظرا لرفضها فكرة التعايش مع الآخر مخالفين سماحة كل القيم والمبادئ الإسلامية فالانغلاق والتقوقع حول الذات خطوات على طريق التطرف.
ما مفهوم التطرف من وجهة نظرك؟
٭ في الحقيقة مواجهة التطرف والقضاء عليه يحتاج لفهم عميق وواسع للتطرف كظاهرة لها أسباب ونتائج، وبالرغم من أن مصطلح التطرف من أكثر المصطلحات تداولا بين الكتاب المعاصرين من الإعلاميين والسياسيين والباحثين، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أنه كلمة وليدة عصرها لها أبعاد لغوية، فكرية، اجتماعية ودينية.التطرف لغويا يعني الخروج عن نمط الوسط إلى جهة الإفراط، وفكريا هو الخروج عن الحد المعقول والإفراط في عالم الأوهام، واجتماعيا هو خروج عن السلوكيات العامة التي تحددها ضوابط العادات والتقاليد والأعراف والانخراط في التطرف، أما دينيا فيعني الخروج عن القواعد والأصول والثوابت والإفراط في الأهواء الشخصية المتطرفة بدليل قوله تعالى (واتبع هواه وكان أمره فرطا ) (الكهف: 28).
ما هو المنشأ التاريخي لفكرة التطرف؟
٭ للتطرف أصول تاريخية يرجع منشؤها لفكرة «الشعب المختار» والتي تقوم على إقصاء الآخر ورفض التعايش معه وتصل في أحيان كثيرة إلى تكفيره. وجدير بالذكر أن المحللين من علماء النفس الاجتماعي فسروا ايديولوجية «الشعب المختار» بعقدة النقص لدى قبيلة «يهوه» والتي تعود إلى التعصب وعدم التسامح في العادات والتقاليد الرجعية.
ذكرت في معرض كلامك كلمة «الرجعية» فما هو المقصود بها وما هي مصداقيتها في دائرة التطرف الحالي؟
٭مفهوم الرجعية يأتي على خلاف التقدمية وهي مواكبة عصر الحضارة والتمدن والذي يأبى ويرفض هذا التقدم الحضاري هو رجعي، ومن مصاديق هذه الرجعية مثلا: ما جاء في فتاوى بعض المتطرفين كتحريم إهداء الزهور، وتحريم تعلم اللغة الإنجليزية، وتحريم أداء التحية العسكرية وتحريم التصفيق وتحريم الجلوس على الكراسي وما شابهها من آراء، بالإضافة إلى تحريم نداء المرأة باسمها صريحا، وتحريم لعب كرة القدم أو من باب جواز نهب أموال العلمانيين وانتهاك حرماتهم وجواز اختراق المواقع وتخريبها والتجسس على الإيميلات وهلم جرا. ومثل هذه الفتاوى تخالف القول بشمولية الشريعة لكل زمان ومكان وكأنما بنظرهم القاصر أن الشريعة مقتصرة على زمان أو مكان بعينهما، ولا يقف التطرف عند هذا الحد فقط وإنما يفرضون آراءهم بمصادرة الرأي المخالف لهم بقوة الإرهاب.
إلى أي مدى نفتقر للفهم الصحيح لفقه الاختلاف؟
٭ نحن فعلا نفتقر لآلية الاختلاف الشرعية الصحيحة والسلمية نتيجة لما خلفته براثن التطرف من سوء التوافق المجتمعي، بسبب مانع الكراهية والضغينة بين الطائفتين السنة والشيعة، وبسبب المبالغة في الاختلاف إلى حد إلغاء الآخر والخروج عن دائرة الإطار الشرعي للاختلاف إلى الطعن والسب وتوجيه الاتهامات المغرضة.وفي هذا الجانب قد بين الإمام علي عليه السلام في«نهج البلاغة» الأطر الشرعية للاختلاف عندما سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين فقال: (إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم). وقد أوضح الإمام علي عليه السلام بكلامه فقهية الاختلاف على نحوين الممنوع والمشروع فالأول مذموم وهو ما كان مفسدا لإمكانية وحدة الصف المتضمن للسب والقذف، والآخر محمود وهو ما كان قائما على أساس المنطق والأخلاق والدعوة لإصلاح ذات البين ووحدة الصف الإسلامي بدلا من شقه وتفتيته بدليل نص كلامه (وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم).
هل عودة سيناريو العبارات المسيئة للصحابة وأمهات المؤمنين على جدران المدارس والمساجد والذي قابله اعتداء على مسجد للشيعة يعتبر مؤشرا على مخطط خارجي لتفتيت وحدة هذا المجتمع أم أنه تجسيد لحالة احتقان خفي نعيشها؟
٭ على الصعيد الخارجي طبعا لا يمكن أن ننفي إمكانية وجود المخطط الغربي الذي يحدق بالمنطقة من منظور أطماعه بالأمة الإسلامية والعربية وهذا أمر واضح، ولكن على الصعيد الداخلي علينا أن نعترف بأننا نعاني من حالة من حالات الاحتقان الطائفي وهي نتيجة ما خلفه عامل التطرف في المجتمع الذي يعتبر آلة المخطط الغربي لتحقيق نظريته المشهورة «فرق تسد».
ما حكم المساس أو الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين؟
٭ الحكم هو النهي والتحريم وقد أفتى بذلك كبار فقهاء الشيعة المعاصرين تأكيدا على منهج أهل البيت عليه السلام وهذه سلة اجوبة استفتاءات لكبار فقهاء الشيعة تتعلق بتحريم سب الرموز الدينية وتعزيز الوحدة الإسلامية أنقلها لكم بنصها:
جواب آية الله العظمى الإمام الخامنئي ردا على استفتاء وجهه جمع من علماء ومثقفي الاحساء (في السعودية) في أعقاب الإساءات الأخيرة التي وجهها ياسر الحبيب لزوجة النبي عائشة، فقال الإمام الخامنئي في فتواه «يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلا عن اتهام زوجة النبي صلى الله عليه وسلم بما يخل بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصا سيدهم الرسول الأعظم».
جواب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني السيد علي السيستاني حفظه الله: باسمه تعالى لا يجوز ذلك.
جواب آية الله العظمى الشيخ الفاضل اللنكراني: بسم الله الرحمن الرحيم يجب على المؤمنين العمل بكل ما يوجب الوحدة والاخوة بين المسلمين وتجنب كل ما يوجب الخلاف والشقاق. والسلام
جواب آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي بسم الله الرحمن الرحيم بعد التحية والسلام: الواجب الاجتناب عن كل ما يضر بوحدة المسلمين في مقابل أعدائهم ويوجب العداوة والبغضاء بينهم لاسيما في عصرنا هذا.
ألا تظن أن إيران لها يد في تأجيج الطائفية في المنطقة؟
٭ لا أظن ذلك بل ان التأجيج الطائفي يضر بها لان الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحوج ما تكون إلى الابتعاد عن الإثارة الطائفية للمحافظة على تماسك شعبها كونها مستهدفة من قبل التآمر الغربي ولكثرة أعدائها يفترض أن يخاف عليها ولا يخاف منها، فإيران كانت وما زالت دولة صديقة للكويت تربطنا بها علاقات ثنائية، سياسية، اجتماعية، اقتصادية وإسلامية.
ما دور التنشئة الاجتماعية في نبذ الفتنة الطائفية ونشر ثقافة التعايش السلمي؟
٭ لابد من بث الوازع الديني الوسطي في المجتمع من خلال التركيز على تثقيفه بمفاهيم ومعايير الوحدة الوطنية من المنظور الإسلامي الأصيل، والابتعاد عن متابعة الأهواء الشخصية المتطرفة لأنها اما تكون في جهة إفراط أو تفريط.ومن وجهة نظري أن نشر الوسطية مسؤولية مجتمعية يجب أن تضطلع بها كل مؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية ولذلك نعول كثيرا على دور مؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى دور الأسرة في نشر ثقافة قبول الآخر والتعايش معه.
إلى أي مدى نحتاج لتعديل المناهج لتكون تأكيدا على ثقافة المواطنة؟
٭ نتمنى أن تركز التركيبة الحكومية الجديدة على هذه النقطة المفصلية وان تضع أهمية الوحدة الوطنية على رأس جدول أعمالها، من خلال تكليف لجنة تربوية أكاديمية من الطائفتين لتمرير المناهج الدراسية المناسبة للنسيج الاجتماعي لأنها تلقى على الطلبة السنة والشيعة على السواء وبالتالي لابد أن تتحاشى خصوص الأحكام التكفيرية فليس من الضروري تدريسها لأنها تأتي كنتائج أخيرة وليست أولية لأحوال وظروف مختصة بمصاديق معينة ولكثرة الجدال حولها واختصاصها بالفقه والفقهاء، ومن جهة أخرى يجب أن يترك شأنها لكبار الفقهاء لصعوبتها وحساسيتها وخطورتها، حتى لا تستغل من قبل المتهورين والمتطرفين لتكفير الناس. وهنا يجب أن أشيد بوزير التربية ووزير التعليم العالي أحمد المليفي كشخصية متوازنة ومن أشد دعاة الوحدة الوطنية.
ما الدور المأمول للإعلام وخصوصا أن البعض يشير بأصابع الاتهام لبعض وسائل الإعلام وخصوصا الفضائيات على أساس أنها أحد عناصر تأجيج الفتنة؟
٭ لا أحد ينكر قوة الإعلام ولا تأثيره وأبلغ دليل على ذلك هو نجاحه في إسقاط أنظمة حاكمة عن بكرة أبيها. الإعلام سلاح ذو حدين ونقمة ونعمة فهو إما داعما للوحدة الوطنية وإما ناشرا للفتنة وفي الحالة الأخيرة تكون وسائل الإعلام أخطر وأشد فتكا من الأسلحة النووية، ولذلك نأمل من إعلامنا الوطني أن يكون على قدر المسؤولية الوطنية وينهض أمام أي هجوم إعلامي مضاد مقصده النيل من دولتنا، ويحاول جاهدا مواجهة وكشف وسائل الإعلام الصفراء التي كل همها المتاجرة والاقتيات من وراء إثارة الفتنة.
كيف ترى الأحداث الطائفية في مصر وما هي أوجه الشبه والاختلاف؟ وما هي إمكانية وجود تدخلات خارجية تعبث بالاستقرار؟
٭ نحمد الله انه رفع عن شعبنا المصري محنة سلطة جائرة دامت 30 عاما، ونتمنى أن يقرر الشعب المصري مصيره السياسي بعيدا عن التناحر الطائفي الذي يترتب عليه الكثير من السلبيات المضرة بالبلد مما يؤخر العملية السياسية ويفشل مشروع التنمية الوطنية، وسبق أن أدليت بتصريح قبل سقوط النظام في قضية انفجار كنيسة القديسين حذرت فيه من اندلاع حرب طائفية محتملة بين المسلمين والمسيحيين، ولا شك أن الأوضاع الداخلية في مصر تنعكس سلبا وإيجابا على العالمين الإسلامي والعربي، فنحن في الخليج نعاني من نفس الإشكالية الطائفية التي تعاني منها مصر نتيجة لمخطط غربي كما أوضحنا سالفا.
ما الدلائل التي تستند عليها في فرضية وجود مخطط غربي لإشعال الفتنة الطائفية في البلاد العربية والإسلامية؟
٭ هذا الأمر واضح جدا من خلال ما تقدمه أميركا من تقارير خارجية سنوية تتعلق بحرية الأديان في الدول العربية والإسلامية تحاول من خلالها تأجيج الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة أو بين المسلمين والمسيحيين.
ألا تتفق معي أن الواقع الذي تعيشه المنطقة إقليميا وعربيا على الصعيد الطائفي لن يحله عناق رجل دين مسيحي وآخر مسلم أو رجل دين سني وآخر شيعي أمام عدسات التلفزيون؟
٭ نعم اتفق معك، وخصوصا أن الشأن الطائفي أو العرقي يحتاج لتكاتف مجتمعي يجمع عقلاء الأمة لإيجاد حلول جذرية لتلافي أسباب الاحتقان وترسيخ ثقافة احترام الآخر والتعايش معه، إلا أنه في نفس الوقت يجب على الجهات الحكومية المختصة احتضان مثل هذه المواقف التقريبية والتحفيزية للوحدة الدينية وتنميتها وإشاعتها لتكون مثالا يحتذى للشباب شريطة إخلاص النية.
كان لك موقف عملي في مجال توحيد الصف الوطني بحضورك إلى مسجد الدولة والصلاة خلف إمام أهل السنة في شهر رمضان المبارك، فماذا كان رد الفعل الحكومي والشعبي؟
٭ لم تحركني ردود الأفعال ولم أنتظرها لأنني تحركت من منطلق قناعة وخشية على وحدتنا الوطنية خصوصا بعد خطاب صاحب السمو الأمير، وللأمانة كانت ردود الأفعال مميزة سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى الحكومي حيث قدمني ممثل الحكومة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح للصف الأول ورحب بي ووعدني بالصلاة في أحد المساجد الشيعية وهذا في حد ذاته تجسيد للروح الوطنية التي تسري في عروقنا.
ما تفسيرك للأحداث الجارية على ضوء ما ورد في الأثر من دلالات دينية وتاريخية؟
٭ من منظوري الخاص وعلى ضوء ما قرأته من الأخبار المستقبلية المتعلقة بآخر الزمان أننا أصبحنا نعيش في مرحلة خطيرة اصطلحت عليها ثقافة أشراط الساعة بـ «الهرج والمرج» وللخروج منها بسلام علينا أن نكون على حذر تام في مواجهة ووأد أي إثارة للفتنة الطائفية لأنها مادة سريعة الاشتعال خصوصا في ظل حالة الهرج والمرج. وقد حذر الإمام علي عليه السلام من الوقوع في الفتن في نهج البلاغة بقوله (كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب) وهي كناية على ابنة الإبل التي لم تقو بعد على ركوبها ولم تبلغ فتحلب.
من وجهة نظرك ما هو المخرج من الأزمة الحالية؟ وما هو سبيل تخفيف حالة الاحتقان؟
٭ بالنظر والاعتبار لتجربة البلدان المجاورة وما ترتب على اندلاع الفتن الطائفية فيها من ضياع للأمن وفقدان للأرواح البريئة من دون تمييزها لسني وشيعي، فعلينا أن نعي حجم المسؤولية وان نعيد حساباتنا السياسية ونراجع معلوماتنا الوطنية خصوصا في قضية اختيار من يمثلنا في مجلس الأمة والحذر من دعاة الطائفية أو القبلية الذين يحاولون تسييس الانتماء الوطني للانتماءات الطائفية أو القبلية وترسيخها لتصبح بديلا عن الانتماء الوطني بعد أن فشلوا في تكوين هوية وطنية جامعة وقائمة على المساواة والعدالة والديموقراطية. وترك الاختيار فريسة للتكسب وتخليص المعاملات اكبر عامل يستدعي حلحلة الوطن وتفتيته إلى ملل ونحل وطوائف وتيارات متناحرة. وعموما نحمد الله أن الكويت تحظى برئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي تحمل من اجلها أصعب المراحل السياسية وأتعس المتاعب النيابية ويحسب له الأجر الجزيل عند الله على ما تحمل من عناء الهجمات الطائفية والقبلية وكان درعا واقية، وقد صبر على اهانات تذيب الجبال في سبيل إنقاذ الوطن والمواطن الكويتي من خطر الانحدار في وقوع حرب أهلية لا تحمد عقباها، فكان يصد كلمات الشقاق وتفتيت المجتمع بصدر رحب وهادئ وبحكمة متناهية وينطبق عليه ما قيل في القاعدة الفقهية (لكم الغنم وعلي الغرم).