- فيلم وثائقي أظهر خدمات جمعية الهلال الأحمر ومشاريعها في أنحاء العالم
- الهزاع: الاتفاقية العربية لتيسير عمليات الإغاثة حظيت بمباركة المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية
رندى مرعي
انطلقت اعمال الدورة الـ 38 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر يوم امس برعاية وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وعدد من الوزراء والشخصيات الديبلوماسية وممثلي الهيئات الانسانية والجمعيات الوطنية، البداية كانت مع عرض فيلم وثائقي تحدث عن جمعية الهلال الأحمر الكويتي وما تقدمه من خدمات انسانية ومشاريع في مختلف انحاء العالم وما تلقاه من دعم من الحكومات المتعاقبة.
ثم ألقى رئيس جمعية الهلال الأحمر برجس البرجس كلمة قال فيها:
ان الاحداث التي يشهدها الوطن العربي اختلطت فيها الحدود، وكسرت كثيرا مفاهيم صون الحريات وحق العيش والأمان وحرية التعبير، وهي تستدعي منا ـ نحن معشر «الهلال والصليب» ـ المزيد من اليقظة والتنسيق والتواجد في المدن والقرى والساحات التي تفتقر الى ابسط وسائل العيش الكريم، في وقت لاتزال تتساقط فيه ضحايا بشرية مسالمة تستوجب التدخل الانساني السريع وفق المواثيق الدولية المتبعة.
وانه يجب التأكيد في ضوء الازمات والنزاعات والحروب على ان تكون نشاطات الجمعيات الانسانية ملتزمة بالحياد والاستقلالية، فعملنا اولا واخيرا يأخذ الطابع الانساني المحض، وشارتها التي ترفعها ليست امتيازا لتنظيم سياسي او لفئة او عرق، بل هي رمز للتضامن مع البشر في حالات العسر والضراء.
وتابع: ان لدى البعض قصورا شديدا تجاه حقوق الانسان، فالبلاغة اللفظية ـ مهما اوتيت من حسن التعبير ـ لن يكون بمقدورها حجب الحقائق المرة على الارض.
وامامنا صور ومشاهد مأساوية تضج بها وسائل الاعلام، وقيمنا تقتضي منا النظر اليها في بعدها الانساني، بعيدا عن هويات الانظمة الحاكمة فيها، فهذا ليس من شأننا، ولا من اختصاصنا، ومع كل يوم تزداد فيه الاوضاع سواء هنالك حالات من النزوح في دائرة المواجهات، وهنالك استغاثات من مواطنين ابرياء يطلبون العون.
واضاف: ان ابناء المجتمع العربي قد جبلوا على قيم اجتماعية ترسخت لديهم عبر القرون، تحثهم على فعل الخير وتقديم العون واغاثة الملهوف، وجاء الدين الاسلامي معززا هذه القيم، ضرورة التمسك بها، ومشجعا على تطبيقها على اي انسان مهما كان جنسه او نوعه او لونه او عمره، كما حث الدين الحنيف على العمل التطوعي من اجل خدمة البشرية وتوفير العيش الكريم لابنائها، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار في ربوعها.
وتابع ان الاجتماع الذي يشهد مشاركة واسعة من المنظمات العربية سيتطرق الى عدد من الموضوعات المهمة على الساحة العربية، في مقدمتها الأوضاع الإنسانية التي يعيشها أبناء عدد من الدول العربية التي تحدث فيها تطورات سياسية كبيرة، لاسيما الشعب الليبي الذي يعاني من أوضاع إنسانية ملحة تتطلب تكثيف الجهود وتنسيق التعاون بين المنظمات العربية المعنية لإيصال شتى أنواع المساعدات الإغاثية والإنسانية له.
وسيتطرق أيضا الى موضوعات اخرى كتعزيز التعاون والتنسيق بين الجمعيات الوطنية وأجهزة الحماية المدنية في الدول العربية، والتحالفات الاستراتيجية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في إدارة الأزمات والكوارث، ورؤية الحكومات للدور الذي تؤديه هيئات وجمعيات الهلال والصليب الأحمر والمؤسسات المساندة في العمل الإغاثي والإنساني.
وقال ان جمعية الهلال الأحمر الكويتي ـ التي تفخر بالشراكة المستمرة والمتميزة مع الحكومة الكويتية ـ تضطلع بدور كبير في مواجهة الأزمات وصون كرامة الإنسان وتحسين ظروف معيشته، وتسعى الى المساهمة بدور فاعل في العمل الإغاثي والإنساني، وتقدم المساعدة والعون لأشد الحالات ضعفا، سواء كان هذا الضعف ناجما عن وضع اجتماعي معين او عن وقوع حروب أو كوارث طبيعية.
ثم كانت كلمة الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر د.عبدالله الهزاع تحدث فيها عن أهمية هذا الاجتماع الذي يأتي في وقت فيه الكثير من المعاناة الإنسانية في عدد من أرجاء العالم. وقال ان الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تحمل رسالة الإنسانية وتعنى برعاية المنكوبين والتخفيف من معاناتهم، لاسيما ان الإقليم الغربي يعاني من نقاط توتر من محيطه الى خليجه وفي عدة أماكن تفرز معاناة إنسانية من أبرزها القضية الإنسانية الأزلية معاناة الشعب الفلسطيني التي مر عليها اكثر من 60 عاما، كما تأتي الكوارث الطبيعية عاملا آخر يهدد حياة الإنسان، فالزلازل والفيضانات والجفاف والأمراض التي تجاوزت الإنسان الى الحيوانات التي هي جزء من أمنه الغذائي نفق الكثير منها خلال جائحة انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير.
وتابع الهزاع ان الاتفاقية العربية لتيسير عمليات الاغاثة حظيت بمباركة المجلس الوزاري العربي خاصة ان الوطن العربي يعاني من أزمات متعددة تحتاج الى جهد كبير، حيث أصبح العالم كالجسد الواحد إذا تأثر منه عضو تداعت له بقية الأعضاء فإن الكوارث التي يتعرض لها العالم في اي جزء من اجزائه لها تأثير واضح على البقية، وقال ان كل الأحداث التي ضربت العالم مؤخرا من زلازل وفيضانات انعكست بآثارها على حياة الشعوب وتسببت في الارتفاع الحاد والمتسارع في أسعار المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية الأساسية.