- الخميس: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يريدون إخراج المجتمع من دائرة الوحدة الوطنية
- المناع: الديموقراطية هي الأساس في العلاج وستبقى المشكلة موجودة لأننا يجب أن نقضي على العلة الرئيسية
أجمع المشاركون في ندوة الصالون الإعلامي مساء امس الاول على ان ما شهدته الساحة النيابية من احداث لهو امر مؤسف ويدعو للخجل والقلق على الاداء النيابي لنواب الشعب واتفق الجميع على ان هذا المشهد الذي شهدته قاعة عبدالله السالم قد شوه الصورة الديموقراطية الكويتية وتسبب في الحرج للقيادة السياسية للدولة.
وقد شهدت الندوة حضورا لافتا للعديد من الشخصيات الذين ابدوا قلقا شديدا مما حدث ولكنهم في الوقت نفسه ابدوا حرصا اكثر شدة على الكويت ووحدتها الوطنية وعلى ضرورة التصدي بقوة وحزم للصراعات الطائفية والقبلية التي بدأت تؤثر على المجتمع الكويتي في الداخل والخارج.
وقد بدأت الندوة بمداخلة للامين العام لهيئة الملتقى الاعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس اكد من خلالها على قبح الصورة التي عكسها ما حدث بين نواب امة وأنه لم يكن يتمنى في يوم من الايام ان يقف معلقا على مشهد كهذا، مؤكدا تأكيدا شديدا على «ان الكويتيين لن يقفوا مكتوفي الايدي ولا متفرجين على من يريدون ان يرموا بنا خارج دائرة الوحدة الوطنية»، كما توجه الخميس بالشكر لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على سرعة تعامل سموه مع الازمة ومبادرته لتضميد الجروح قبل ان تتفاقم الاوضاع وتسير في طريق لا تحمد عقباه، مشددا على ان سموه لن يقبل ابدا ان يحدث هكذا مشهد تحت قبة عبدالله السالم ابدا.
من جانبه اكد النائب د.حسن جوهر على ان الكل حزين لما وصل اليه الامر تحت قبة عبدالله السالم مؤكدا على ان ما حدث اساء لكل الكويتيين جميعا وللنواب بشكل خاص، كما انه اشار الى انه قد قرأ في عيون النواب عقب ما حدث حالة من الندم قد اعتلت كل الوجوه، واعتبر جوهر ان هذه اشارة ايجابية تنبئ بأن النواب لن يكرروا ذلك مرة اخرى ونادمين عليه ندما شديدا.
وقد اشار جوهر الى ان ذلك يحدث في برلمانات العالم وان هذا الحدث ليس بجديد على العمل البرلماني ولكنه بالتأكيد جديد على الساحة البرلمانية الكويتية ولكنه اكد على ان ما يحدث من خروج على الاصول في البرلمانات الاخرى يكون على خلفية خلاف سياسي اما في الحالة الكويتية «ونقولها بصراحة فكان على خلفية طائفية».
واضاف جوهر: «واننا قد حذرنا مرارا بأن الوضع يسير نحو المواجهة لان هناك من وسائل الاعلام مني ساهم في تأجيج الاوضاع ودفعها نحو التصادم، ولكننا نشكر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي تدخل بسرعة وحكمة لمعالجة الموقف»، مشددا على ان الكراهية لا تعالج بالكراهية والحقد لا يولد الا الازمات واذا لم ينتبه الكل الى ذلك فإن الوضع سيؤدي بنا الى المزيد من التصادم وجني الويلات والدمار، ولنا في التاريخ الكثير من هذه التجارب.
كما اكد جوهر على ان «من يتبنون الاساس الطائفي في العمل السياسي سيأخذون المجتمع الى التصادم والى حافة الدمار والخراب»، مشيرا الى ان الكل الآن امام معضلة حقيقية تحتم على الكويتيين ان يواجهوها بصدق مع النفس وعدم دفن الرؤوس في الرمال ومواجهة مناطق الحرج التي كنا نتجنبها وندور من حولها في السابق.
واختتم جوهر حديثه بتشخيص للمشكلة من وجهة نظره حيث علل المشكلة بأن القاعدة الشعبية هي التي تتحكم في النخب السياسية عن طريق سلاح الصوت الانتخابي مع ان الوضع ينبغي ان يكون عكس ذلك بحيث تكون النخب هي من تؤثر في القاعدة وتحركها لا العكس، لان الصوت الانتخابي يستغل استغلالا سيئا وفي خارج اطار المصلحة العامة، وبناء على ذلك تقدم جوهر باقتراح سيرفعه للقيادة السياسية حول تشكيل لجنة من الرموز الوطنية الكويتية في مختلف التخصصات تقوم برصد اي نوع من انواع الانحراف الطائفي ومعالجته على الفور وتكون هذه اللجنة مسؤولة اما صاحب السمو وامام الشعب الكويتي في التعامل مع مسببات الفتنة وتأجيج الصراع الطائفي، كما تمنى جوهر ان يكمل المجلس مدته التشريعية ولا نلجأ لحله لان الحل سيؤجج الصراع مرة اخرى بسبب التصويت وسيأتي مجلس اكثر تطرفا، وتوجه جوهر الى زملائه النواب بالنداء لتغليب مصلحة الوطن والبحث عن القضايا التي يتفق عليها الجميع وتجنب القضايا التي تسبب الاختلاف والفرقة.
من جانبه تساءل د.عايد المناع مستشار جمعية الصحافيين حول اسباب ما حدث قائلا: «لماذا حدث ما شهدناه في قاعة عبدالله السالم؟ الاجابة بسيطة جدا وهي ان هناك احتقانا طائفيا واضحا ساهمت في تأجيجه احداث البحرين، ما صدر من نواب الامة من افعال شيء مؤسف ومحزن لانهم من المفترض ان يكونوا هم الواجهة السياسية للكويت، ولكنهم في النهاية بشر والبشر عادة ما يخطئون».
واكد المناع على ان الكويت الآن في مفترق طرق وهناك احتقان طائفي واضح في المجتمع وذلك لم يعد سرا ولا يخفى على احد ولا ينبغي ان ننكره وندفن رؤوسنا في الرمال، وارجع المناع ذلك الى قوله «اننا لسنا دولا ديموقراطية بالمعنى الحقيقي، فالامة هي مصدر السلطات في الدول المتقدمة اما نحن فلسنا كذلك، كما اننا لا نأخذ النموذج الناجح من الديموقراطيات الناجحة واذا اردنا ان ننجح وان نكون دولة ديموقراطية حقيقية فعلينا تطبيق النماذج الناجحة، والديموقراطية هي الاساس في العلاج ومهما قمنا بدراسات وغيره ستبقى المشكلة موجودة لاننا يجب ان نقضي على العلة الرئيسية».
وقد اكدت الناشطة السياسية والمحامية نجلاء النقي على ان الوحدة الوطنية في خطر وأن ما حدث في مجلس الامة عار على الديموقراطية الكويتية، مناشدة النواب احترام سمعة القيادة السياسية الكويتية واحترام الشارع الكويتي وعدم تكرار ذلك الحدث، مؤكدة على ان العلاج يكمن في الاصلاح الذاتي وانه هو الطريق الاولى للحل، فعلى الجميع ان يبدأ بنفسه ثم اسرته.