قال الباحث في التراث الكويتي صالح المسباح ان اول مطبعة في تاريخ الكويت تم استقدامها في عهد الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح اواخر عشرينيات القرن الماضي بينما استقدمت المطبعة الثانية منتصف الاربعينيات الا انه لم يكتب لتجربتيهما النجاح والاستمرار.
واضاف المسباح في لقاء مع «كونا» امس ان المؤرخ عبدالله بن خالد الحاتم أورد في كتابه «من هنا بدأت الكويت» تحت عنوان «أول مطبعة» (أي حكومية) انه في العام 1947 رأت ادارة المعارف خلو الكويت من المطابع ما يتطلب وجود ولو واحدة على الاقل فقررت الادارة شراء مطبعة.
وأوضح انه في ذلك العام وكما يورد الكتاب فقد وصلت معدات المطبعة وتم نصبها واحضر اليها كل ما يلزم من ورق بمختلف انواعه قبل أن يتبين للمسؤولين فيما بعد عدم قدرة المطبعة على تلبية حاجات دائرة المعارف كلها نظرا لصغر حجمها وكثرة تعثرها حيث تقرر العام 1948 بيعها وترك امر شراء مطبعة اخرى اكثر قدرة ومواكبة الى ظروف افضل فاشتراها احمد هاشم الغربللي بـ 15 ألف روبية واستمرت هذه المطبعة تحمل نفس اسمها القديم. وذكر المسباح انه وكما نقل عن أحمد السقاف فقد استقدم احمد البشر الرومي وحمود المقهوي في ربيع العام 1948 بمشاركة ادارة المعارف مطبعة صغيرة مستهلكة من البصرة لطباعة مستلزمات التجار وحاجات المدارس من القرطاسية بمبلغ 600 دينار آنذاك (ثمانية آلاف روبية). وبيّن ان مجلة كاظمة كانت أول مطبوعة صدرت وطبعت في الكويت وصدر العدد الأول منها في يوليو العام 1948 وهي صحيفة أدبية اجتماعية تصدر مرة كل شهر اسسها المرحوم الاديب عبدالحميد الصانع وعاونه عبدالصمد التركي وأحمد السقاف واشرف على تحريرها بعض الشباب من أبناء الكويت.
واشار الى انه مع بداية صدور الجريدة الرسمية بدت الحاجة كبيرة لانشاء مطبعة تؤمن اصدار الجريدة الرسمية اضافة الى احتياجات الادارات الحكومية من مطبوعات حيث كان يتم ارسال العديد منها في حينها الى لبنان والعراق لطباعتها. وقال المسباح انه في العام 1955 بدأ العمل لتأسيس المطبعة الحكومية وتم شراء مجموعة صناديق من الاحرف النحاسية لصف الاحرف وجمع الصفحات لترسل بعد ذلك الى المطبعة الخاصة لطباعتها وتم ذلك في مكان لا تتعدى مساحته الشقة الواحدة في مكان مجاور لمكاتب الجريدة الرسمية في الشارع الجديد فوق البنك الوطني كما جرى تعيين أحمد منيمنة كأول مدير للمطبعة وهو من لبنان الشقيق.
وذكر انه بعد قرار اللجنة التنفيذية بالموافقة على مشروع المطبعة أعلنت دائرة المطبوعات والنشر عبر اعلان رسمي نشر في الجريدة الرسمية (الكويت اليوم) في العدد 70 الصادر في 21 ابريل العام 1956 عن حاجتها الى مجموعة من الشباب الكويتيين لارسالهم للخارج بغية التدرب على فنون الطباعة من اجل توظيفهم بعد التخرج في مطبعة الحكومة.
وقال ان بعضا ممن عاصروا تأسيس المطبعة الحكومية تحدثوا كيف كان رئيس دائرة المطبوعات والنشر آنذاك الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يمر على العمال يوميا ليطلع على سير العمل في تركيب آلات الطباعة وكان يباشر ويشرف على العمل بنفسه.
واستذكر المسباح أيضا ان بدر خالد البدر كان مديرا لمطبعة الحكومة التابعة لوزارة الاعلام (دائرة المطبوعات والنشر وقتئذ) التي افتتحت في الخامس من اكتوبر 1956 وهي كما وصفت آنذاك مطبعة كبرى من أحدث آلات الطباعة تتولى طباعة جميع مطبوعات الدولة الى جانب مجلة (الكويت اليوم) الأسبوعية ومجلة (العربي) الشهرية ومجلة (الكويت) نصف الشهرية وطباعة الكتب للمؤلفين والأدباء الكويتيين كما تتولى طبع القرآن الكريم وكتب التفسير وكتب التراث العربي. وذكر ان هذه المطبعة انتقلت الى منطقة دسمان في بناء من طابق ارضي تعود ملكيته لآل العوضي وعندما جرت عملية التحديث الاولى جرى بناء شبرة خلفية لتستوعب المكائن الجديدة وبقي المبنى للادارة.
وبين ان مطبعة الحكومة استمرت في منطقة دسمان حتى العام 1962 حيث تم الانتقال إلى المبنى الجديد لوزارة الاعلام في الصوابر وذلك وسط احتفالية خاصة صادفت انعقاد مؤتمر وزراء الاعلام العرب في الكويت.