عائشة الجلاهمة
أكد الامين العام لهيئة الملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس ان موضوع الوحدة الوطنية موضوع حساس وشائك، وهناك الكثير من التداعيات والخلافات التي قد تجرنا الى العديد من النواحي السلبية نتمنى أن نتجنبها. جاء ذلك خلال ندوة الصالون الاعلامي التي استكملت النقاش حول قضية الوحدة الوطنية وسبل تعزيزها في المجتمع الكويتي.
في البداية تحدث أستاذ العلوم الاجتماعية د.علي الزعبي الذي أشار الى أهمية وخطورة قضية الوحدة الوطنية، نظرا للكثير من التداعيات التي تمر بالكويت، لافتا الى ان هناك الكثير من المشاكل بدأت تستورد من الخارج، ولفت الى انه على الرغم من تأييد الثورات العربية الا ان الكويت بعيدة عن تلك الثورات، وقال ان المشكلة في الكويت ليست الطائفة، فالكل يتعايش على أرض الكويت منذ زمن بعيد، ولكن المشكلة تكمن في إخراج الطائفة من وضعها الاجتماعي الى الوضع السياسي.
وأشار الى ان الدور الاعلامي المسؤول غائب في الكويت، وأصبحت الوسائل الاعلامية تلعب على منظومة محددة من الافكار وتحاول التصغير من الآخرين، بالاضافة الى دور العبادة التي تساهم في تأصيل النزعة الفردية للافراد داخل المجتمع. وأوضح أن رجال الدين لهم دور كبير في خلق الوحدة الوطنية، وكان للمساجد والحسينيات دور مهم جدا.
وأشار الى ان الدوائر الخمس ساهمت في توجه السكان الى تجمعات ذات عزلة اجتماعية، الامر الذي أحدث تباعدا اجتماعيا، وأصبحت هناك عزلة سكانية وهي من أخطر معاول الهدم في المجتمع، علما أنه عام 65 ألقي أول مخطط حضري واستخدموا بدلا منه النموذج المشتت.
بدوره، تحدث الناشط السياسي د.شملان العيسى، فقال أنا أؤيد الدولة المدنية البعيدة عن الدين، فالحديث عن الوحدة كلام فارغ، ولن تكون، فالدين يوحد الشعوب نظريا لكن عمليا هناك الكثير من المشاكل.
وأضاف: لا الدولة ولا المجلس ولا الشعب يستطيع القضاء عليها لأن التغلب على تلك المشكلة يتطلب وجود دولة حديثة، وهي تعني أن الجميع سواسية أمام القانون والدستور.
بدوره، تحدث م.سليمان العوضي فقال: القضية ليست اجتهادات فردية، من المفترض أن يكون هناك مشروع دولة تشارك به جميع فئات المجتمع، ووضع فكر واستراتيجية محددة يكون للجميع دور فيها، والأهم كيف نبدأ ومتى.
وأشار الى أن النتيجة لن تكون سريعة، وعلينا أن نستفيد من تجارب الآخرين، بداية من المدارس ورياض الاطفال، وعلينا أن نخرج بالعديد من التوصيات والتطبيقات التي تساعد على جسر الهوة الطائفية بين جميع الاطراف.
ومن جانبه، تحدث د.عايد المناع فقال: الحديث مكرر وسيتكرر دائما لأنه لو في وحدة وطنية ما كنا نتحدث عن الوحدة.
وأضاف: هذه القضية لابد من البدء فيها من الاسرة، وهنا العلة، والسؤال من يعلم الطفل عن عمر وعائشة وغيرهما، من يوصل له الرسالة؟! وعلينا أن نبدأ من الولادة ورياض الاطفال، ولابد أن تكون هناك دولة تفكر في المستقبل، ولا يقتصر الأمر على الحكومة فقط، فالدولة هي الجميع: مؤسسات وهيئات ومواطنون ونخب، وإذا لم نعمل من أجل ذلك فستظل المشكلة قائمة.
وبدوره تحدث انور الرفاعي فقال: التعليم والدين هما الاساس في المجتمع، وأشار الى ان الوضع السياسي في الكويت أصبح المشكلة الثانية داخل البلد، ومن يقول ان الحكومة لا تقوم بدورها أو ان المجلس متقاعس فأقول له ليست الأزمة هنا لا في الحكومة ولا في المجلس، بل المشكلة في المواطن الذي اختار النائب لمدة أربع سنوات.
الحشاش: المناهج تطبّق بطريقة خاطئة
أكدت الناشطة السياسية نجاة الحشاش على ان التدني في أداء الطلبة يعود سببه الى التغيير الذي طرأ على المجتمع، والوحدة الوطنية تبدأ من جيل الشباب والأجيال الأصغر، فهم بحاجة الى مناهج تربوية صحيحة فالمناهج عندنا مناهج مبتورة، والتدهور يبدأ من قرارات الوزارة غير المدروسة، وقيادات التربية يريدون كراسيهم والخاسر هو الطالب.
وأشارت الى ان المناهج تطبّق بطريقة خاطئة والدليل ان الطالب يواجه أربعة امتحانات على مستوى العام الدراسي الواحد، فالمناهج بحاجة الى غربلة، والأسرة عليها دور كبير في ارساء مبادئ الوحدة الوطنية في نفوس الأطفال، وكذلك الإعلام عليه دور كبير ومسؤولية ثقيلة أيضا، فالوحدة الوطنية بحاجة الى تكاتف الجميع، وعلينا تأسيس أبنائنا بشكل صحيح وعلينا ان نبتعد عن كلمة اننا كويتيون ونعيش بهذا الوضع.