عبد الكريم العبدالله
فيما تؤكد «الأنباء» صحة ما نشرته في عددها أمس الاول الاثنين مدى انتشار وباء جرثومي في مستشفى العدان قال مدير مستشفى العدان د.مبارك العجمي امس ان ما اثير عن انتشار الوباء «عار عن الصحة تماما» مؤكدا ان الوضع الصحي في المستشفى «طبيعي ومطمئن».
واوضح د.العجمي في تصريح لـ «كونا» انه «لو انتبهنا لتاريخ التقرير المنشور لوجدنا انه يعود لعام 2010 اضافة الى ان بكتيريا (ام.ار.اس.ايه) كان انتشارها في ازدياد عالمي ومحلي في جميع المستشفيات ولكن بنسب مختلفة».
واضاف ان وزارة الصحة بادرت إلى تشكيل لجنة دائمة منذ اكتشاف هذا النوع من البكتيريا لمتابعة التزام المستشفيات المحلية وتم تطوير المختبر المركزي للتصنيف الوبائي والذي يعتبر الأول في منطقة الخليج اضافة الى عقد ندوات وورش عمل عدة لتعريف الأطباء والهيئة التمريضية بسبل الوقاية والتعامل مع هذه الظاهرة بمشاركة خبراء دوليين».
وذكر ان الصحة تتبع تعليمات منظمة الصحة العالمية للحد والسيطرة على هذه الانواع من البكتيريا ويشارك في هذا الدور جميع الاطراف المعنية ومنها الطاقم الطبي والتمريضي وكذلك المريض واقرباؤه.
واكد ان «الكويت لا تمثل وضعا استثنائيا بين دول العالم حيث ظهرت حالات متفرقة للاصابة ببكتيريا (ام.ار.اس.ايه) في المستشفيات الكويتية وبمعدلات الإصابة الحاصلة في الدول المتقدمة وأثار ذلك اهتمام وسائل الإعلام وما بين التهويل والتهوين تأتي أهمية المعلومة الدقيقة وطبقا للاحصاءات المتوافرة فإن الوضع الصحي في مستشفيات الدولة طبيعي تماما».
وطمأن د.العجمي بأن الوضع في مستشفى العدان «طبيعي جدا» مشيرا الى انه بالمقارنة مع بقية المستشفيات المحلية والعالمية فان النسب متقاربة «ولا يوجد اي داع للالتفات للاشاعات التي تضر المرضي والمواطنين».
ونحن في «الأنباء» نشكر مدير المستشفى على اهتمامه بقراءة الخبر وسرعة إعداد الرد بأن كل شيء على ما يرام، وليس في الإمكان أحسن مما كان، ولكن لنا ملاحظات على الرد نجملها فيما يلي:
1 ـ اننا حصلنا على المعلومات من وثيقة رسمية صادرة عن الإدارة المختصة بوزارة الصحة وهي ادارة منع العدوى، والوثيقة تحمل رقم 97 بتاريخ 4/4/2011 ونعيد نشرها كما هي بتوقيع مدير الادارة د.هيفاء الموسى.
2 ـ تتحدث الوثيقة عن جرثومتين وليست جرثومة واحدة ولكننا رفقا بإدارة المستشفى لم نتطرق إلا لجرثومة واحدة فقط.
3 ـ إن تقدير خطورة الوباء وتأثيره على المرضى لم يكن اجتهادا صحافيا ولكننا استخدمنا نفس الكلمات الموجودة في المستند الرسمي، والتي استخدمها المتخصصون لوصف الوباء أو الأوبئة بمعنى أصح.
4 ـ من حق المريض ومن حق الجميع أن يعرف ماذا يدور في المستشفى لان سلامة المرضى هي شعار ترفعه وزارة الصحة بل ان احد برامج الوزارة في الخطة الانمائية هو برنامج سلامة المرضى، ولا نعتقد ان منظمة الصحة العالمية قد اوصت بترك الاوبئة في المستشفيات أو محاولة التقليل من أهميتها، وسنقوم من جانبنا بالاحتكام للمنظمة لتحكم بيننا وبين مدير المستشفى سواء من حيث الخبر أو الرد أو واقع الحال الموجود في المستشفى واننا على استعداد لاستضافة احد خبراء المنظمة ليكون حكما بيننا وبين المدير.
5 ـ كنا نتمنى أن يوضح المدير في الرد ما يفيد الاجراءات التي قام بها على أرض الواقع لتنفيذ التوصيات الصادرة من إدارة منع العدوى، وليوضح لنا السيد المدير كم عدد الممرضات اللاتي تم تعيينهن أو نقلهن للمستشفى خلال شهور الوباء، وليوضح لنا أيضا لماذا لم يتعاون قسم السجلات الطبية مع قسم منع العدوى لاستخراج ملفات الحالات، وليوضح لنا ايضا السيد المدير لماذا كانت معدلات العدوى في مستشفى العدان هي الأعلى بين جميع مستشفيات وزارة الصحة، وهو ما جاء في التقرير ونقلناه حرفيا منه.
ويبقى في النهاية ان نشكر مدير المستشفى على الدعوة التي وجهها لنا وللزميل المصور عندما تلقينا منه اتصالا هاتفيا يحمل العتاب والدعوة لزيارة المستشفى لتصوير المشروعات الجديدة والافتتاحات الجديدة ووعدناه خيرا، ولكن بعد أن تنتهي السيطرة على الوباء.
وفي الختام، فإننا لن نختلف مع مدير المستشفى ومع أي مسؤول في «الصحة» لأن حياة البشر لا تقدر بثمن ولا يراودنا أدنى شك في أن قيادات الصحة حريصة تماما على أداء العمل على أكمل وجه وحماية المرضى من المضاعفات والاوبئة.
ومن حق المريض أن يشعر بالسلامة والامان في المستشفى لان المستشفى مكان للعلاج وليس مكانا للعدوى بالاوبئة والوفاة بسببها، ونترك تفاصيل الحديث عن الوباء الآخر للمرة القادمة.
وإن كانت المشكلة نقص امكانيات في مستشفى العدان فإن النشر على مستوى الصحافة ليس القصد منه التشهير أو اتهام ادارة المستشفى بالاهمال ولكن القصد منه ان يعرف كبار المسؤولين ان عليهم مسؤولية توفير الإمكانيات اللازمة لمستشفى العدان وحل المشاكل التي تحتاج الى مستوى عال من المسؤولين ولا نشك في حرص قيادات الوزارة على حياة وصحة كل مريض دون أي تفرقة.