أسامة دياب
حذر المتحدثون باسم «تجمع الديرة» من خطورة الوضع الذي تشهده البلاد، بسبب ما يلجأ اليه بعض النواب من الخروج إلى الساحات رغم أنهم يملكون الحرية الكاملة تحت قبة البرلمان ورغم ما لديهم من أدوات دستورية، معبرين عن قلقهم جراء استيراد المظاهرات من دول مجاورة، رغم اختلاف الكويت في ظروفها وفي ديموقراطيتها عن تلك الدول، كما أن المواطن ينعم بالرفاهية ولا ينقصه شيء، متسائلين عن معنى جمعة الغضب وجمعة الرحيل، ولماذا يحاول من يروج لذلك زج البلاد إلى هاوية نحن في غنى عنها، داعين أعضاء مجلس الأمة الى وقفة لمراجعة النفس والبعد عن النعرات والعمل على أمن واستقرار الكويت، محذرين من خطورة الخروج عن النظام والعرف الذي جبل عليه الشعب الكويتي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي لتجمع الديرة والذي أعلن فيه عن حملته للتصدي للأفكار الهدامة مساء أول أمس في مقر التجمع في الشعب.
في البداية أعلن أمين عام التجمع العميد اسماعيل الأنصاري أنهم اختاروا للتجمع اسم «الديرة» لأنها تعني البوصلة التي تحدد الطريق الصحيح، لافتا الى أن التجمع يضم نخبة من الناشطين في مجال الإعلام والعلاقات العامة وغيرها من التخصصات، حريصين على هوية الإنسان الكويتي، ولديهم خطط وحملات توعوية لإيصال رسائل لتنمية الحس الوطني، وان التجمع لا يريد شعارات بل يريد روحاً وطنية في قلب كل مواطن. وأضاف: نريد تخطي كل الأخطاء، نريد فتح صفحة جديدة، فالوضع خطير جدا، وعلى كل مواطن أن يفكر في كيفية التصدي للأفكار الهدامة، «جمعة الغضب ثم جمعة الرحيل ومن المتوقع جمع أخرى مادام هناك من يروج لذلك».
من جانبه قال الأمين العام المساعد جمال النصرالله ان هدف التجمع ليس سياسيا بل وطني بحت، لقد شغلتنا هموم الوطن فالقلق وعدم الاستقرار ليس من شيمة أهل الكويت، أبواب حكامنا ومسؤولينا دائما مفتوحة، سمو الأمير بابه مفتوح لجميع فئات الشعب، فلماذا هذا التقليد الأعمى لأحداث بعض الدول المجاورة؟ لماذا تحدي وزارة الداخلية والخروج بالمظاهرات إلى ساحة الصفاة رغم وجود ساحة الإرادة؟ وأضاف إن الكويت تحتاج إلى الاستقرار، فالإحباط عم الشارع الكويتي، وهناك تذمر شديد مما يحدث، وعلى الجميع أن يعي أننا في الكويت، ديرة خير لسنا في ديرة تشكو المجاعة أو الزلازل والفياضانات، مشيرا إلى ضياع المنهجية واستخدام ألفاظ دخيلة على القاموس الكويتي.
وقال: للأسف تحكمت النعرات الطائفية في البعض وأصبحت تطغى على الوطنية، فالخروج للشارع ضعف وليس قوة، نحن الدولة الوحيدة التي بها حرية حقيقية. وزاد: أن الخروج للشارع خروج عن الخط السليم وعلينا كمواطنين مواجهة ذلك من أجل صالح البلد، مطالبا النواب بمراجعة أنفسهم فالكويت بأفعال البعض منهم حزينة،
وأشار إلى أن بعض القنوات الفضائية الخارجية تناولت أحداث ما أسموه بجمعة الغضب بطريقة مغلوطة، مؤكدا أن الوطن غال وعلينا جميعا العمل على استقراره وأمنه وأمانه.
من جهته قال عضو التجمع فاضل مندني ان الكويت لا تستحق ما يحدث لها، مؤكدا ان اللحمة الوطنية تظهر وقت الأزمات، متمنيا أن يكون أهل الكويت كلهم يد واحدة وعلى قلب رجل واحد.
وأضاف، أن الكويت محسودة من البلاد المجاورة على ما ينعم به أهلها من استقرار ورخاء، ولذلك ليس منطقيا أن نستورد الأزمات، بدلا من استيراد التكنولوجيا الحديثة، ليس منطقيا أن يحمل البعض منا معاول هدم بدلا من أن يساهم في البناء.
من جانبها قالت عضوة التجمع زهرة جمعة ان الهدف من التجمع هو جمع جميع الطوائف سنة وشيعة وبدو وحضر، كلنا كويتيون، لا فرق بين سني أو شيعي أو بدوي أو حضري، كلنا أهل هذه الديرة.
وأضافت: نحن نعبر عن الأغلبية الصامتة التي لا تشارك في الانتخابات، والتي تمثل 60% من الشعب الكويتي، لكن بعد الأحداث الأخيرة، وما يفعله بعض النواب، رأينا أن يكون لنا دور إيجابي في اختيار الأفضل للكويت.