أقامت إدارة السراج المنير التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الملتقى الوقفي الأول للعاملين بالإدارة، وذلك على مسرح الهيئة الخيرية الإسلامية بمنطقة الوزارات بجنوب السرة، والذي حضره لفيف من قيادات العمل بإدارة السراج المنير وموظفي المراكز التابعة لها.
وألقى مدير إدارة السراج المنير عبدالله الكندري، كلمة أوضح فيها أن الوقف في تاريخ الإسلام كان بمثابة الطاقة التي دفعت بالمجتمع الإسلامي نحو النماء والتطور من خلال توفير متطلبات التنمية وما يعين عليها، مشيرا الى تحمل الموسرين من المسلمين مسؤولية كبيرة، من خلال الأوقاف التي أوقفوها في توفير وتشغيل العديد من المرافق والمنشآت التعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها.
وذكر الكندري أن: «غير الموسرين أو الفقراء كان لهم إسهام ايضا من خلال بعض الأوقاف اليسيرة التي تخدم المجتمع كل بحسب طاقته ووفق إمكاناته، حيث تشير النصوص المتناثرة في كتب التاريخ الى أن هناك من أوقف على السرج أو الشموع في بعض المساجد أو الطرقات، ومن أوقف بعض الكتب وغيرها وإن كانوا من الفقراء، يدفعهم لذلك الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر وحب الخير واحتساب الأجر والثواب عند المولى عز وجل».
ولفت الكندري بالقول: «كان ناتج الوقف مثمرا في تاريخنا الإسلامي، فكانت الحصيلة هذه الثروة الحضارية التي ازدهرت مشرقة، مشعة بالخير والتي استمرت في عطائها إلى زمن قريب، وعندما قلت العناية بأمر هذا المصدر الهام، حيث ألقى الجهل بأهمية الوقف ودوره بظلاله على المجتمع الإسلامي، فتراجع الاهتمام به وانحسر التوجه إلى استخدامه كوسيلة للتقرب إلى الله تبارك وتعالى، ومن ثم ظهرت كثير من المعضلات المعيقة للرقي مثل الأمية والمرض والفقر في كثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، وعلى ذلك كانت المجتمعات الإسلامية اليوم هي في حاجة إلى إحياء دور الوقف في حياتها، الذي كان له تلك الإسهامات العظيمة والآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتنوعة، علاوة على الأثر المالي الهام على ميزانية الدولة وتخفيف الكثير من الأعباء عنها».
بدوره، أوضح الداعية الإسلامي الشيخ د.عبدالعزيز العويد في كلمته قائلا: «ان الوقف سنة إسلامية سار عليه الصحابة الكرام والتابعون الجلاء جيلا بعد جيل، حتى عد الوقف من أعلى أركانها وحضارتها وبذلك تقدمت الأمة على سائر الأمم، وقد بلغ الوقف مبلغه حتى صار الوقف مترفا لدرجة أنهم أوقفوا على بعض الطيور النادرة، حتى ذهب نصارى الأندلس محاكاتهم للمسلمين فأوقفوا على الكنائس والمساجد معا، وعلى ذلك سار الشعب الكويتي منذ القدم فحاكاهم الخدم واشتهر في ذلك وقف مرزوقة، ولم تعرف من هي مرزوقة إلا بوقفها».
وأضاف الشيخ العويد في كلمته أن: «الوقف كان دائما يبحث عن حاجة الأمة ويسد حاجتها، فإذا كانت حاجتها في العلم كان وقفهم على العلم، وإذا كانت حاجتهم في سد جانب من الجوانب الاجتماعية، كان وقفهم في هذا الجانب، وإذا كانت حاجتهم في الماء كان وقفهم على الماء وعلى ذلك سار الشعب الكويتي المعطاء، فقد كانت حاجة أهل الكويت إلى الماء العذب، فكان الوقف على الماء العذب، فكانت الأوقاف متعددة المنابع والمشارب».