- الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي أوضحت مخالفة هذه الاتفاقية وغيرها
- المنظمة الدولية اتخذت من قضية المرأة وحقوقها وسيلة من وسائل هدم المجتمع الإنساني وإلغاء وجودها
- يسعون إلى طمس الهوية الحضارية في نفوس الناشئة وضياع القيم الاجتماعية والوطنية وتحقيق المساواة التماثلية بين النساء والرجال
- كثير من المؤتمرات العالمية لا تؤتي ثمارها في الأسرة الغربية لأنها معدومة المفهوم الحضاري والاجتماعي والثقافي بالعالم الثالث
حوار: ليلى الشافعي
أكدت الأستاذة في كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بجامعة قطر د.أمينة الجابر أن المنظمة الدولية التي تحدد حقوق المرأة تحت مظلة الأمم المتحدة اتخذت من قضية المرأة وحقوقها وسيلة من وسائل هدم المجتمع الإنساني وإلغاء وجودها.
وأنها تهدف إلى ضياع القيم الاجتماعية والوطنية وإلغاء دور الزوجين، مشيرة الى ان هذه المؤتمرات لن تؤتي ثمارها في الاسرة الغربية لانعدام المفهوم الحضاري والاجتماعي والثقافي في العالم الثالث، وقالت في حوارها مع «الأنباء» خلال انعقاد مؤتمر «المرأة الخليجية بين المرجعية الشرعية والمرجعية النسوية العالمية» المنعقد في الكويت لمدة يومين متتاليين والذي نظمته اللجنة النسائية برابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون وحضره أكثر من 30 أكاديمية من دول عربية وإسلامية: ان اتفاقية «سيداو» تشتمل على بنود متعارضة تعارضا صريحا مع احكام الشريعة الإسلامية سواء مع قوانين الأسرة في الإسلام أو قوانين شرعية أخرى وتطرقت الى العديد من المواضيع المهمة للأسرة المسلمة،
والى نص الحوار:
ماذا تعني مشاركتكم في مؤتمر المرأة الخليجية الذي عقد مؤخرا بالكويت؟
٭ شاركت بورقة عمل تناولت التأصيل الشرعي حول اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (اتفاقية سيداو) حيث تم عمل الكثير من المؤتمرات خلال السنوات الطويلة فما الهدف منها وماذا يراد للإنسانية عن طريق المرأة؟ انهم حين يرفعون شعار المساواة بين النساء والرجال إنما يقصدون معنيين، النوع الأول الجنس بين الذكورة والأنوثة، والنوع الآخر الموروثات الحضارية والثقافية والاجتماعية وهذا يهدف الى طمس الهوية الحضارية في نفس الناشئة وضياع القيم الاجتماعية والوطنية والى تحقيق المساواة التماثلية بين النساء والرجال خاصة في مجال الحرية الشخصية، والغاء الادوار الرئيسية للحياة الاجتماعية كدور الأسرة الشرعية، كما أن اهداف المؤتمرات لم تؤت ثمارها في الأسرة الغربية لأنها تكاد تكون معدومة الفهم الحضاري والاجتماعي والثقافي في العالم الثالث. فكان هذا المؤتمر دعوة للنساء العربيات المسلمات لأن يكون هناك التقاء بينهن لوضع اتفاقية تخدم فيها المرأة المسلمة ونهدي هذا الاتفاق الى المرأة الغربية وللتذكير بالمخالفات الشرعية الواردة في الاتفاقيات الدولية.
اتفاقية المرأة
وما رأيكم فيما أسمته الأمم المتحدة اتفاقية المرأة او اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة؟
٭ هي في الحقيقة هدم لدور المرأة الأساس في المجتمعات البشرية، والمنظمة الدولية تسعى من خلال تلك المؤتمرات الى ابتداع انماط واشكال جديدة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتنظير لمستقبل البشرية من خلال قضية المرأة وهي تحطم الاخلاقيات الانسانية الفاضلة وتعارض القيم والمبادئ الموروثة وتلغي الرقابة الأسرية والاجتماعية وتنشر التحلل والإباحية باسم الحرية والمساواة والديموقراطية.
وماذا ترون من سلبيات اتفاقية تحديد حقوق المرأة تحت مظلة الأمم المتحدة؟
٭ هذه المنظمة الدولية التي كنا نأمل أن تكون صادقة في أهدافها وبرامجها وسياساتها مع جميع فئات الجنس البشري على قدم المساواة والإخاء والحرية كما تدعي في مواثيقها، بحيث تحترم خصوصيات الشعوب وتراثها الإنساني والحضاري بما يحتوي من نظم اجتماعية وأخلاقية وأسرية وغيرها، ولكن للأسف لم تكن عند حسن الظن بها من قبل الشعوب واتخذت قضية المرأة وحقوقها وسيلة من وسائل هدم المجتمع الإنساني وإلغاء وجودها.
الهوية المسلمة
وما الأهداف التي تسعون لتحقيقها؟
٭ أهداف سامية نسعى جميعا لتحقيقها لكن مع احتفاظنا بتراثنا وهويتنا وكياننا كنساء ننتمي الى تراث وقيم وأخلاق إننا نوافقها ونؤيدها.
التبعية
وما اعتراضكم على الأهداف التي يسعى الغرب لها متخذا من الأمم المتحدة واجهة له؟
٭ هم يريدون إلغاء هوية العالم الثالث وتكريس تبعيته للحياة في الغرب، كما يريدون تعظيم دور الإباحية والشذوذ والاتجاه الى احترامها والتي ترفضها جميع الشعوب المحترمة التي تحترم معتقداتها وأخلاقها وإنسانيتها، والعمل على إلغاء التراث الحضاري والأخلاقي للإنسانية والعودة بهم الى الحيوانية، وهدم الأسرة، وبالتالي هدم المجتمع الإنساني ككل وأيضا يعملون على إلغاء سيادة الحكومات عن طريق العولمة، التمويل الخارجي، الاتفاقيات الدولية (بكين ـ سيداو) البروتوكولات الاختيارية التابعة لها، الائتلافات الإقليمية والمحلية للمنظمات غير الحكومية وصلتها المباشرة بوكالات الأمم المتحدة المختلفة، وأيضا العمل على تحديد النسل لدى العالم الثالث.
التمييز ضد المرأة
ما المخالفات الشرعية الواردة في اتفاقية «سيداو»؟
٭ تتكون اتفاقية سيداو من ديباجة و30 مادة، تحتوي الديباجة على شجب الدول الأطراف جميع أشكال التمييز ضد المرأة وتتعهد بتجسيد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في دساتيرها الوطنية واتخاذ التدابير التشريعية لحظر جميع أشكال التمييز ضد المرأة، اما الـ 30 مادة فتنظر للإنسان باعتباره مخلوقا ماديا يخضع للقوانين الطبيعية وللظروف الطبيعية دون ارتباط بالخالق، كما هي الفلسفة الإسلامية التي تنظر للإنسان على انه مخلوق من مادة وروح، ومن هنا تنظر اتفاقية التمييز ضد المرأة ان المرأة كائن لا علاقة له بالأبعاد الاجتماعية والحضارية والروحية بمعنى انها تعيش بمفردها لا علاقة لها بأسرة او مجتمع او دولة او مرجعية دينية او أخلاقية او تاريخية، كما ان من المخالفات النظر للمرأة كفرد وليس كعضو في أسرة يتكامل منها الزوجان، وان المرأة حرة في جسدها كما ان الرجل حر في جسده وهذا يتعارض مع نظرة الإسلام للرجل والمرأة على ان قيمتهما تنبع من الله تعالى وان الرجل يكمل المرأة وان تصرفاتهما تحكمها آداب وأخلاقيات وضوابط، كما تؤكد الاتفاقية على حتمية الصراع بين الرجل والمرأة وديمومته لتنال المرأة حقوقها بما يخالف النظرة الشرعية للمرأة بأنها شقيقة الرجل وان حقوقها مصونة كأم وزوجة وأخت وابنة وقريبة وجارة، وبالتالي تهدف الاتفاقية الى توليد القلق وعدم الطمأنينة في المرأة، كما تفرض الاتفاقية رؤية واحدة ومنهجا واحدا في الحياة وأيضا تفرض مصطلحات ومفاهيم لا يمكن إدراكها من حيث الاستخدام إلا في سياقاتها الغربية كالقضاء على دور الأم المتفرغة لرعاية أطفالها، بالاضافة الى المواد الأخرى المخالفة لشريعتنا.
الاتجار بالنساء
في المادة 6 من الاتفاقية، تؤكد على مكافحة جميع أشكال الاتجار بالمرأة واستغلالها في الدعارة، أليس هذا اتجاه جيد؟
٭ نعم، هو اتجاه جيد في المحافظة على المرأة والحرص على كرامتها، لكنها عبرت عن نوع واحد من الاستغلال للمرأة، مع ان هناك كثيرا من الصور تؤكد استغلال المرأة مثل حملات الإعلان عن أدوات التجميل تمثل أبشع مظاهر استغلال المرأة في تكريس طاقاتها للهث وراء خطوط الموضة وأدوات التجميل التي لا تنتهي والإعلان عن أمور بعيدة عن اهتمامات المرأة أو خاصة بالرجال.
التعليم المختلط
وما رأيك في المادة 10 التي تساوي في حقوق التعليم بين الرجل والمرأة؟
٭ هذه المادة تشكل أخطر المواد الواردة في الاتفاقية لأهمية التعليم في عملية التنشئة الاجتماعية وتكوين القدرات العقلية لأجيال بكاملها وتركز على المرأة الطالبة والفتاة وبذلك تخلط عملا صالحا وآخر سيئا ولا تفصح عن المفاهيم التي تقصدها مثل الأدوار النمطية وتشجيع التعليم المختلط دون تحديد الفترة او المستوى، كما تربط بين أمور لا رابط بينها مثل الربط بين حق الفتاة في التعليم والتوجيه الوظيفي وبين التعليم المختلط، وهذا يشيع الفوضى في الإصرار على التعليم المختلط خاصة في سنوات التعليم النظامي الذي عانى الغرب من نتائجه الوخيمة.
الاتفاقية مخالفة
وما موقف الدول الإسلامية من هذه الاتفاقية (سيداو)؟
٭ قدمت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي مذكرة الى مؤتمر ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية التاسع المنعقد في الدوحة (قطر) عام 2000 توضح مخالفة هذه الاتفاقية وغيرها من البرامج المتعلقة بالأسرة والمرأة والطفل تحت راية هيئة الأمم المتحدة ومنها الكثير مما تصادم مع التشريع الإسلامي، وتدعو الدول الإسلامية الى رفض كل تشريع يتعارض مع دينها وقيمها ومبادئها السمحة الغراء، أما الكتيب المنشور مع الاتفاقية فهو في الحقيقة ليس جوازا الى المساواة بقدر ما هو جواز الى النار والعياذ بالله إن نفذناه دون تبصر وبصيرة بما يحتويه من دمار للإنسانية كلها، أما جوازنا الحقيقي للمساواة فهو كتاب الله وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي».
أغلى هدية
قامت الشيخة فريحة الأحمد بإهدائكم درع الأم المثالية في حفل تكريم بالكويت فماذا كان شعوركم بعد فوزكم بهذا اللقب؟
٭ شعور لا يوصف ولا توجد اي كلمة في قاموس اللغات للتعبير عنه لأنه إحساس رقيق نبع من قلب صاف ودود، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: «حب لأخيك ما تحب لنفسك» فقد أحببت من حولي جميعهم وقد أحاطوني بحبهم وتقديرهم وهذا من فضل الله تعالى عليّ، فإن الله سبحانه إذا أحب شخصا أحبه أهل السماء ووضع له القبول في الأرض فأحبه أهل الأرض، وقد كان ترشيحي من قبل ابنتي الجوهرة فكان أغلى هدية، وكان هذا التكريم الجميل من الكويت من أميرة العرب سمو الشيخة فريحة الأحمد رئيسة اللجنة العليا لجائزة الأم المثالية للأسرة المتميزة لعام 2010 فكان أجمل تكريم ان أنال لقب الأم المثالية الخليجية وأهدي هذا التكريم الى روح أمي الغالية مريم بنت سالم التي زرعت فينا حب الله ثم الوطن، والعطاء والعلم، كما أهديه الى جميع أمهات هذا الوطن العزيزات وأمهات الخليج الكريمات وكل من تشرفت بحمل هذا اللقب العظيم.
بالحب والمودة
كيف تتعاملين مع أبنائك؟
٭ تعاملي مع الجميع قائم على التوجيه النبوي «حب لأخيك ما تحب لنفسك» ولذلك علاقتي بكل من يحيط بي من قريب أو جار أو صديق أو ابن تقوم على المودة والتقدير والاحترام كل حسب وضعه، ومكانته رجلا كان أو امرأة فهم الآباء والأمهات والجيران والاخوة والأبناء وكل له قدره ومكانته، أما أبنائي فنوعان: أبنائي بالنسبة وهم بالمئات والآلاف وأبنائي بالنسب وهم لا يتجاوزن أصابع اليدين ومعهم جميعا أتعامل بروح الحب والمودة والعطاء والصبر وتوثيق الصلة بكتاب الله وسنة رسوله وهويتهم التاريخية وحضارتهم فهم أبناء أمة حضارية عظيمة ومن واجبهم الحفاظ عليها والارتقاء بها بين الأمم، وقد يشوب هذا التعامل شيء من الحزم والجدية، حتى يصلب عودهم لأنه على أكتافهم تبنى الأوطان وترقى المجتمعات فهم عدة المستقبل وعتاد الأمة.
وسام رباني
هل هناك كلمة توجهينها الى الأمهات؟
٭ أقول لهن الأمومة وسام رباني خص الله به المرأة تضعه على صدرها وإكليل إلهي تتوج به رأسها، وعقد نبوي تطوق به عنقها وزادها شرفا وفضلا بأن جعل الجنة تحت قدميها فهل تستبدل بهذا العز والمجد ضياع أبنائها وشقاء أسرتها بأن تترك فلذات أكبادها ومسؤولية بيتها لغيرها، لذا أهمس في اذنها لا تزيني صدر غيرك بهذا الوسام ولا تطوقي عنق الاخريات بعقد الحضانة والرضاع، ولا ترفعي الاكليل عن هامتك فتتوجين به رأسهن، حينذاك تفقدين رضا الرحمن.
السيرة الذاتية
٭ د.أمينة الجابر أستاذ فقه الأسرة بقسم الفقه والأصول بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة قطر.
٭ حصلت على بكالوريوس آداب وتربية تخصص علوم شرعية بتقدير جيد جدا من كلية التربية جامعة قطر عام 1979 وبكالوريوس الشريعة والدراسات الاسلامية تخصص فقه إسلامي (شريعة) بتقدير امتياز سنة 1980 وماجستير في الفقه الإسلامي (فقه حنبلي) من جامعة الأزهر عام 1984 بتقدير جيد جدا. ودكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الازهر عام 1987 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
٭ بدأت حياتها العملية معيدة بقسم الفقه والاصول بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية سنة 1979 حتى 1984 ثم مدرسا ثم استاذا مساعدا واستاذا مشاركا ووكيلة بكلية الشريعة عام 2000 حتى 2003.
٭ شاركت في العديد من الانشطة والمحاضرات داخل قطر وخارجها وقدمت دورات وورش عمل بالإضافة الى المقالات العلمية والاجتماعية.
٭ حصلت على العديد من شهادات التقدير من جهات محلية وعالمية.
٭ حصلت على لقب الأم المثالية الخليجية لعام 2010 في الكويت وقامت الشيخة فريحة الأحمد باهدائها درع الأم المثالية في حفل تكريم حضره القنصل القطري السيد يوسف الهيل وتم اهداؤها الدرع التذكارية لدولة قطر تقديرا لجهودها المتميزة في المجتمع القطري.