أكد النائب السابق د.عبدالله العرادة أهمية الحرص على ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية وتأصيل مفاهيمها، مشيرا إلى أنه لولا الدستور والنظام شبه الديموقراطي لما اختلفت الأوضاع في الكويت عن الدول الأخرى، عاتبا على الوزراء والنواب عدم الوفاء بقسمهم في الحفاظ على مصالح الوطن وصون الدستور وقوانين الدولة، موضحا أن بعض النواب لا يمثلون الأمة ولكن يمثلون بعض المتنفذين.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها أثناء الندوة التي عقدت في ديوان د.أحمد الزايدي بمنطقة الصليبخات بعنوان «متى يتوقف هذا العبث السياسي؟» مساء أمس الأول بحضور رواد الديوان وعدد من الشخصيات العامة والمهتمين بالشأن العام.
إرادة الأمة
ومن جهته أكد أستاذ القانون بجامعة الكويت د.عبيد الوسمي ان ما حدث في جلسة الثلاثاء الماضي في مجلس الأمة كشف أن المجلس لا يعبر عن إرادة الأمة ولكن عن إرادة بعض الشيوخ والتجار، موضحا أن الخلل في فهم العلاقة بين الحكم والحكومة هو أحد أسباب العبث السياسي، مشيرا إلى أن الدستور ينص على أن الحكم وراثي في ذرية المرحوم الشيخ مبارك الكبير وهذه النقطة لم ولن تكون محل خلاف، لأن الحكم محصن بضمانات دستورية بينما الحكومة ليست محصنة لأنها تساءل وتستجوب، مشيرا إلى أن الخطورة تكمن في أن هناك من يستخدم الحكومة كدرجة من درجات الحكم وهذا أفظع درجات الفساد والجهل الدستوري.
وشدد الوسمي على أن المطالبة بالتمسك بالدستور هو تمسك بالحكم وإبعاده عن مواطن الخلل، مطالبا برحيل الشيخ أحمد الفهد مع رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد لمسؤوليته عن تشكيل الحكومة واختيار الوزراء، مشيرا الى ضرورة رحيل الوزيرين الساير والعفاسي اللذين استمرا في الحكومة رغم الاهانات التي وجهت لهما، فالساير شتم في جلسة من جلسات المجلس ورفض المجلس رفع الحصانة عمن سبه والعفاسي شتم وكرمت الحكومة في بيان لها من سبه.
حالة تأزيم
بدوره أكد الأستاذ أحمد الزايدي بجامعة الكويت أن الكويت تعيش حالة من التأزيم والعبث السياسي التي ستستمر أثارها، ما دام استمر الشيخ ناصر المحمد على رأس الحكومة، موضحا أن خلافات الشيخ ناصر المحمد والشيخ أحمد الفهد فضيحة سياسية خمسة نجوم، ومجلس الأمة لا يتعدى كونه صورة قبيحة لسوق نخاسة سياسي يباع فيه النواب ويشتروا ومعظم نوابه لا يمثلون إلا مصالحهم الشخصية.
وأوضح أن الحكومة حينما أعتدت على النواب في الصليبخات في ديسمبر الماضي كانت تظن أن الصليبخات طوفة هبيطة، إلا أن الواقع غير ذلك فهي منطقة عزيزة وبها رجال يقولون ان غدا لناظره قريب.
عبث سياسي
من جهته تقدم المحامي محمد عبدالقادر الجاسم بأحر التعازي لأسرة الصباح الكرام في وفاة راشد الحمود، مشيرا لموقف جمعه معه عام 2003 حيث تقدم ضده بقضية أمن دولة، ثم صدرت له التعليمات بعد ذلك بسحب القضية، فاتصل به وأكد أن من طلب منه رفع القضية هو من طلب منه سحبها ليطلعوا هم بالزينة وأطلع أنا بالشينة، وقص عليه كلاما مريرا عن واقع الصراع داخل الأسرة.
وأوضح أن الأسرة أحوج ما تكون للالتزام بالدستور لتثبيت الحكم فالصراعات والنقص العددي في الطبقة القيادية داخل الأسرة خطر كبير عليهم، مشددا على أن الدستور لم يضمن أن يكون رئيس الوزراء من الأسرة فالدستور منح الأسرة الإمارة وليس الحكم، مشيرا إلى أن التداخل بين شؤون الحكم وشؤون الإمارة هو من أضعف الأسرة ورفع المطالبات بإسقاط المحمد، مشددا على أنه من السخف اعتبار هذه المطالبات تقليدا للشعوب العربية فالشباب لم تغيرهم الظروف الاجتماعية ولكن حركتهم الرغبة في التغيير، داعيا لاتخاذ إجراءات فورية حتى لا تتطور الأمور منها حل مجلس الأمة، الدعوة لانتخابات جديدة وتشكيل حكومة برئيس جديد، مداعبا الحضور قائلا عندما أقرأ ما يكتب على «تويتر» تراودني فكرة أن الكل من الممكن أن يذهب لأمن الدولة لو أرادت الحكومة، داعيا الأسرة الحاكمة لوضع حد لهذا العبث وذلك من منطلق حرصنا عليها وعدم قبولنا لغيرهم.
وبدوره أكد ممثل حركة «كافي» محمد البليهيس أن الشعب هو الخاسر الوحيد من هذا العبث السياسي، موضحا أنه عندما تخاذل النواب تحرك الشباب، داعيا الشباب الكويتي للخروج لساحة الصفاة الجمعة المقبلة.